شنت قوات الاحتلال الاسرائيلية غارات جديدة على بلدات عدة جنوبى لبنان أمس بعد فترة من الهدوء النسبي. وسجلت غارات إسرائيلية على بلدات عربصاليم وأرزون وكفرتبنيت والشهابية وصير الغربية والقصيبة، بينما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد القتلى فى البلاد تخطى 3002 منذ أكتوبر 2023.
وفى وقت سابق أمس، سجل تراجعاً نسبى فى حدة الغارات الإسرائيلية على لبنان، ورغم أن الاستهدافات طالت عشرات القرى والبلدات جنوبى البلاد فإنها لم تكن بحدة الأيام السابقة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية قرى فى جنوب لبنان بينها عربصاليم وأرزون والخرايب. وذكرت المصادر أن حيا بالكامل فى بلدة الشهابية جنوب لبنان دمر بعد غارات إسرائيلية.
كما شنّ الطيران الحربى الإسرائيلى غارة على منزل فى بلدة كفرتبنيت ما أدى إلى تدميره. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن بعض المرتفعات فى جبهة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحلتا وكفرحمام والهبارية تشهد تحركات لقوات المشاة وآليات إسرائيلية فى اتجاه مرتفع السدانة وبوابة شبعا، وتتعرض هذه التحركات للاستهداف بالصواريخ، فيما تبقى المناطق الحرجية فى شبعا وكفرشوبا عرضة للقصف المدفعى والغارات الجوية بين الحين والآخر.
وعلى صعيد العملية البرية، يشهد محور مارون الراس ويارون نشاطا لافتاً، ويتوقع أن يحاول الجيش الإسرائيلى إحراز تقدم فى تلك المنطقة فى محاولة لدخول مدينة بنت جبيل.ويتخوف لبنانيون من أن تكون فترة الانتخابات الأمريكية والمرحلة التى تليها، فرصة لإسرائيل من أجل تصعيد استهدافاتها وتحركاتها فى لبنان.
وفى المقابل، نفذ حزب الله 19 عملية استهدف خلالها مواقع وقواعد عسكرية وتجمعات لجنود إسرائيليين. وأعلن الجيش الإسرائيلى إصابة جندى بجروح خطيرة خلال معارك جنوبى لبنان، كما أكد اعتراض مقذوفين قادمين من لبنان تجاه شمال إسرائيل.
كما تتواصل المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرئيلى الذى يحاول التقدم نحو أطراف مارون الراس وبنت جبيل، حيث دارت اشتباكات عنيفة عند أطراف البلدة. وذكرت مصادر اعلامية استهداف قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية فى الجليل الأعلي. وأضاف أن صواريخ سقطت فى مستوطنة سعسع فى الجليل الغربي.
فى الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلى أنه اعترض مسيّرة آتية من الشرق فوق جنوب إسرائيل فى منطقة البحر الميت. وقال الجيش فى بيان «اعترض سلاح الجو الإسرائيلى مسيّرة دخلت الأراضى الإسرائيلية من الشرق» من دون أن يحدد مصدر المسيّرة.
كما اعترضت القوات الإسرائيلية أهدافاً جوية فوق أراضى البلاد قادمة من لبنان وسوريا، حسبما أفاد المكتب الصحفى للجيش. وبحسب البيان، تم اعتراض هدفين جويين انطلقا من لبنان، بالإضافة إلى مسيرة اخترقت الحدود الإسرائيلية من سوريا.
وبدا لافتا كثافة استخدام المسيّرات الانقضاضية التى يطلقها حزب الله على المواقع العسكرية والعمق الإسرائيلي، بعد نجاحها فى الإفلات من المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
وأفاد تقرير لبنانى بأن 37 بلدة جنوبية مسحها الجيش الإسرائيلى وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميرا كاملا.وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه «فى إطار الحرب التدميرية التى يشنها الجيش الاسرائيلى على لبنان عمومًا والجنوب خصوصا، والغارات والأعمال العسكرية التدميرية، يقوم جيشه بتفخيخ وتدمير أحياء فى مدن وبلدات بكاملها.
أضافت أن «أكثر من 37 بلدة تم مسحها وتدمير منازلها وأن أكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميرا كاملا، موضحة أن هذا يحدث فى منطقة فى عمق ثلاثة كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام فى جنوب لبنان.
كما أوضح التقرير أن خسائر الحرب تقريبية وإلى تصاعد،مشيرا إلى أن كلفة إعادة إعمار المنازل تقدر بـ 4 مليارات و200 مليون دولار.
من جانبها، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن وزارة الطوارئ الروسية قولها إنها تعمل على إجلاء نحو 100 مواطن روسى على متن رحلة خاصة من العاصمة اللبنانية بيروت إلى موسكو.
وفيما يتعلق بالوضع الانساني، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» من أن تردى الوضع الإنسانى فى لبنان وصل إلى مستويات تجاوزت شدة حرب 2006 وسط تصاعد الأعمال العدائية الإسرائيلية وقصفها المستمر فى أنحاء لبنان.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» إن قطاع الصحة فى جميع أنحاء لبنان يستمر فى مواجهة هجمات بلا هوادة، حيث يقع الموظفون والمرافق والموارد فى مرمى النيران بشكل متزايد، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية الصحية الهشة بالفعل فى لبنان حيث تسببت غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مستشفى تبنين فى قضاء بنت جبيل فى أضرار جسيمة للمستشفي، مما أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص، كما ألحقت غارة جوية أخرى بالقرب من مستشفى بعلبك أضرارا كبيرة بالمنشأة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، قُتل 110 من العاملين فى مجال الرعاية الصحية أثناء أداء واجبهم، منذ أكتوبر من العام الماضي. وأشارت المنظمة إلى أنه وقع ما لا يقل عن 60 هجوما على مرافق الرعاية الصحية خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية.
وأعرب «دوجاريك» عن قلق المنظمة الشديد إزاء التأثير المتزايد للأعمال العدائية على المدنيين، حيث تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية فى الانهمار على لبنان، ويتابع حزب الله إطلاق المسيرات والصواريخ على إسرائيل، بينما تتواصل الاشتباكات المباشرة بين الطرفين فى جنوبى البلاد مع استمرار عمليات الجيش الإسرائيلى البرية.
وسلمت وكالة الأونـروا إمدادات طبية ووقودا للمولدات فى مخيم البرج الشمالى للاجئين الفلسطينيين فى صور، بينما وزعت اليونيسيف إمدادات الطوارئ، بما فى ذلك مجموعات النظافة والكرامة، على النازحين فى أجزاء أخرى من المدينة الجنوبية.