طفرة غير مسبوقة للجامعات فى عهد الرئيس السيسى
الجمهورية ساهمت فى بناء شخصيتى.. وشاهد على مصر الثورة
جامعة القاهرة تسابق الزمن باتجاه عملية تطوير شامل، من شأنها أن تضع الجامعة الأعرق فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، فى المكان اللائق بها أكاديمياً وتاريخياً وعالمياً، وهو ما يتجلى بوضوح فيما حققته الجامعة على مدار السنوات الأخيرة، من إنشاء الفرع الدولى والجامعة الاهلية، بالاضافة للتقدم فى مجال التصنيفات العالمية، أو المشروعات الكبرى التى نفذتها، من أجل تطوير العملية التعليمية بها، واللحاق بركاب العصر..ولكشف خطوات الجامعة وخططها الحالية والمستقبلية ومساعيها لتحقيق نهضة علمية شاملة تستهدف البشر والحجر وفى حوار ثري، أجاب د.محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة عن أسئلة المشاركين فى «صالون الجمهورية» بحضور الكاتب الصحفى أحمد أيوب رئيس التحرير.
تناول الصالون الثقافى عدداً كبيراً من القضايا والملفات التى تشغل الجميع، سواء داخل الجامعة أو خارجها، خاصة أنه رئيس الجامعة الأعرق فى مصر والوطن العربى وصاحبة المكانة الإقليمية والقارية والعالمية.
أكد د.محمد سامى عبدالصادق أن الجامعة تسعى للحفاظ على مكانتها العالمية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى هما الطريق للحفاظ على القمة وتربع طلابها على أفضل المستويات من أجل المستقبل، رئيس الجامعة كشف الكثير من تفاصيل خطة التطوير ورد على الشائعات التى تطال الجامعة.
> الجمهورية: تشرفنا بوجود عالم جليل دمث الخلق وقمة فى الرقى والاخلاق، تولى رئاسة جامعة القاهرة الأعرق والأقدم، ليس فقط جامعة علمية، بل جامعة شاملة لها رسالة وطنية وأخرى فكرية، وثالثة ثقافية.. علاوة على رسالتها الأكاديمية، جامعة يتخرج منها عباقرة الأدب والطب والعلوم والهندسة والسياسة والزراعة والحقوق، وبالتالى هى ليست مجرد جامعة أو قلعة علمية، وإنما منارة وطنية حقيقية، سجلت اسمها فى التاريخ ليس لأنها الأعرق، بل لأنها الأبرز ببصماتها.. وبالتالى سؤالنا الأول حول فلسفة جامعة القاهرة وفلسفة سيادتك الجديدة خلال المرحلة القادمة وما المخطط هو له؟
>> فى البداية أعبر سعادتى وامتنانى لوجودى معكم فى مقر أعتز به على المستوى الشخصي، وفى «الجمهورية» التى لها فضل وتأثير على شخصيتى خلال فترة طويلة من الزمن وكانت المنبر الأعظم للثورة العظيمة التى شهدتها مصر عام 1952 وتطورات الحالة المصرية حتى اليوم، وأنا من المحظوظين برئاسة جامعة القاهرة منارة العلم ومقصد الباحثين والدارسين من شتى بقاع الارض.. فهى صرح علمى نعتز به ونفخر بتاريخها وبالكفاءات والكوادر الموجودة بها وكذلك محظوظ بالأصول المادية والمعنوية التى تمتلكها القاهرة، فهى جامعة غنية بأساتذتها وكوادرها وأصولها المادية والمعنوية.
وإذا كنا نتحدث عن السمعة الاكاديمية لجامعة القاهرة، فنقول إننا نتحدث على الاسم والمكانة فى مصر وفى محيطها الاقليمى والدولى بصفة عامة، لذلك أشعر تماماً بحجم المسئولية وأقدرها وأعتز بها وانتهز هذه الفرصة لأتوجه بالشكر للقيادة السياسية على الثقة التى منحنى إياها رئيس الدولة.
الحقيقة، أن الجامعات مرت بمراحل من التطور.. فمن جيل أول قاصر على التلقين والتعلم، إلى جيل ثان يشمل التعليم والبحث العلمي، إلى جيل ثالث يؤدى دوره فى خدمة المجتمع، إلى جيل رابع وأجيال أخرى متقدمة فى النهوض بالمجتمع والتنمية الحقيقية له.. فالجامعة يجب ان يكون لها دور مؤثر فى التنمية وشراكات مع قطاعات سواء قطاعات الاعمال أو القطاعات الصناعية والمجتمع المدنى والاجهزة الحكومية وإذا لم تسطع الجامعة أن يصل دورها لمختلف هذه القطاعات، ستصبح الجامعة لم تؤد دورها بالشكل المناسب، لذلك عندما تتحدث عن إستراتيجية جامعة القاهرة خلال المرحلة المقبلة، كان من المهم جدا التأكيد على تعاون الجامعة مع مختلف القطاعات والربط ما بين الاكاديمية والقطاع الحكومى وقطاع الاعمال داخل الدولة، فى اطار الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى التى اطلقها د.أيمن عاشور فى مارس من العام الماضي، التى تؤكد أهمية أن يكون هناك تحالفات ما بين الجامعات، ونحن فى جامعة القاهرة لدينا سبعة تحالفات رئيسية حاليا، أبرزها تحالف جامعات اقليم القاهرة الكبرى برئاسة جامعة القاهرة ويضم جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان وبنها والازهر، إضافة إلى بعض الجامعات الخاصة، وفلسفة هذا التحالف أننا الذى نأمل من خلاله أن يكون لنا دور مهم ومؤثر فى قطاع الصناعة، لأننا نتحدث عن القاهرة الكبرى التى تضم الصناعات الرئيسية داخل مصر، ويكون لنا من خلال البحث العلمى الادوار الرئيسية التى نقوم بها فى دعم الصناعة المصرية وفى التنمية بوجه عام، وبالتالى نحن داخل جامعة القاهرة لدينا 167 مركزاً، وهى مراكز متنوعة فى كليات الهندسة والعلوم والطب والزراعة وغيرها من المراكز داخل الجامعة.. هذه المراكز تؤدى دوراً مهماً جدا فى المشروعات التنموية القومية للدولة، فمراكز الجامعة بيوت خبرة لهذه المشروعات ودورنا مهم جدا فى العديد من الامور.. ومؤخراً وافق مجلس الوزراء على بروتوكول تعاون ما بين جامعة القاهرة ووزارة البيئة فى إدارة ملوثات الهواء فى مختلف أرجاء الجمهورية من خلال 118 محطة تتولى جامعة القاهرة ادارة هذه المحطات على مستوى الجمهورية بصفة عامة وغيرها من المشروعات.. إذن الفلسفة قائمة على الشراكة لأجل التنمية.
> الجمهورية: ننتقل من فلسفة الجامعة.. ونتحدث عن الطالب كما قال الرئيس السيسى يجب أن يكون الخريج متسلحاً بكل أدوات العصر التى يتطلبها السوق العالمى والسوق المحلي.. سؤالنا كيف نصل من خلال الدراسة إلى تأهيل الطلاب لمتطلبات سوق العمل المحلى والعالمي؟
>> رئيس الجامعة: هدفنا فى المقام الاول، أن يصل خريجو الجامعات المصرية إلى مستوى يؤهل هؤلاء الخريجين إلى الالتحاق بسوق العمل والاداء الجيد فيه.. والمسألة هنا ترتبط بعدة عناصر، أهمها توفير البيئة المناسبة للطالب لتلقى العلم، فنحن طول عمرنا نعانى زيادة الأعداد، بما يؤثر على العملية التعليمية.. لذلك أحد أهم الاهداف ان تكون أعداد الطلاب أقل ويستطيع الاستاذ ان يتعرف على هؤلاء الطلاب ويتعامل معهم بشكل واضح.
أما البيئة التعليمية، فالطالب يتعلم بأدوات تعليمية حديثة مثل المنصات التعليمية التى من خلالها يستطيع الطالب أن يدخل المنصة يتلقى ويتفاعل وكذلك الشاشات الذكية التى نستطيع من خلالها أن نعرض للطالب بشكل واقعى يستفيد ويبقى فيه سهولة ويسر فى تلقى العلم والعلوم والمعارف وغيرها من الادوات التى تيسر البيئة لدى الطالب.. مسألة أخرى تتعلق بالمحتوى التعليمى والمقررات الدراسية، من المهم ان يطلع عليها الطالب لأن المحتوى التعليمى طرأ عليه فى الخارج العديد من المتغيرات.. وهذه المتغيرات أدت لتغيير فى توصيف البرامج.
أوضح هنا بمعنى اننا نتحدث ان سوق العمل تطور.. وبالتالى البرامج الدراسية ينبغى ان تتطور مع تطور سوق العمل.. اليوم عندما نتحدث عن طالب فى كلية الحقوق على سبيل المثال، يدرس مجموعة من المقررات، هذه المقررات مهمة، لكن فى وقت آخر هناك مقررات يتعين على طالب الحقوق أن يدرسها مثل الذكاء الاصطناعى ودوره فى الدراسات القانونية.. اليوم استطيع ادخال خمسة معطيات على جهاز الكمبيوتر لعقد ايجار يشمل أطراف العقد المؤجر والمستأجر ومدة العقد والقيمة الايجارية وانتهاء العقد والالتزامات أو احد الالتزامات التى تنشر، وبمجرد أن أضع هذه النقاط، يخرج لى العقد كامل مكتوباً واستطيع ان اتعامل عليه.. اليوم أصبح يوجد التحكم عن بُعد والقضاء الالكترونى وإذا لم يستوعب الطالب هذا من خلال مقررات دراسية، فهو يفقد الكثير من العلوم التى يدرسها غيره فى الخارج، لأنه هنا لا يستطيع ان يواكب سوق العمل نتيجة للمقررات القديمة، لذلك نحرص فى جامعة القاهرة على أن نواكب بالمقررات الدراسية ما يتواءم مع سوق العمل والمقررات الدراسية الموجودة فى الخارج، وحرصنا على الوجود مؤخراً فى معرض رابطة الجامعات الأوروبية أواخر الشهر الماضي، الذى يعرض المستجدات فى مجال العمل.. والمقررات الحديثة والشراكات التى يمكن ان نجريها كجامعات مصرية مع الجامعات الاوروبية. وهذه الشراكات ممكن أن تأخذ شكل الدرجات المزدوجة أو الدرجات فى شهادة واحدة.. والطالب يدرس «اثنين + اثنين»، بمعنى الدراسة عامين فى مصر وعامين فى الجامعة الاجنبية بالخارج أو ننشئ فرعاً لجامعة اجنبية داخل جامعة، فهذه آليات الغرض منها ان نطور من فكر طلابنا ونجعلهم يتواكبون مع سوق العمل ومستجدات في هذا الملف.. ولهذا فقد أطلقنا استراتيجية الذكاء الاصطناعي.
وشكلنا لجنة لمتابعة تنفيذها فى كل كليات ومعاهد جامعة القاهرة وإنشاء وحدة للذكاء الاصطناعى فى كل كلية لأن هذا هو لغة العصر، ولا يمكن أن نتخلف عنه، وحتى أكون موضوعيا فلابد أن اعترف بأن الجامعات شهدت بالفعل طفرة غير مسبوقة فى عهد الرئيس السيسى الذى يوفر كل سبل الدعم لها، والطفرة سواء على مستوى العدد أكثر من 100 جامعة أو الكيف بدعم واضح لتطوير الجامعات وتحويلها إلى منارات علمية عالمية.
> الجمهورية: تحدث الرئيس فى احدى المناسبات الوطنية عن أنه لم يعد متاحاً للسوق كل هذا الكم من الكليات النظرية، ولكن يحتاج نانوتكنولوجى وهندسة وذكاء اصطناعياً.. ودائما جامعة القاهرة سباقة فى التحديث ومواكبة متغيرات السوق.. فهل رؤيتكم للمرحلة القادمة زيادة الكليات العملية وتقليل أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية، أم ترون ضرورة الحفاظ على الكليات النظرية ومخرجاتها؟
>> رئيس جامعة القاهرة : عملت كمستشار للمجلس الاعلى للجامعات ما يقرب من عام ونصف العام، واتاح لى ذلك التعرف على رؤية الدولة ورؤية وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى هذا الملف، لأننا لو نظرنا من المرحلة قبل الجامعية سنجد الاقبال على الكليات العملية القطاع العلمي قليل، يعنى لم يكن جاذب للطلبة، واصبح الاقبال اكثر على القسم الادبى وليس القسم العلمى فى المراحل المختلفة، وذلك ترتب عليه ان الأعداد التى تدخل الكليات النظرية والعلوم الاجتماعية عدد كبير جدا، بينما احتياج المجتمع اكثر للكليات العملية، ونحن نحتاج طلبة فى الطب وفى الهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعى وكلية العلوم وغيرها من المجالات التى تحتاج أعداداً كبيرة من ابنائنا وبناتنا.. لذلك يظل مهم جدا ان يكون لدينا آليات جاذبة للطلبة ليتوجهوا للدراسة فى الكليات العملية وللكشف العلمي، فأنشئ موخراً ما يسمى بالجامعات التكنولوجية، والجامعات التكنولوجية التى أنشأتها وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، وتؤدى فرصة ان الخريج لديه دراسات لمواد عملية لكن لديه فرصة سريعة للالتحاق بسوق العمل، وعليهم طلب شديد لأن هذه الجامعات التكنولوجية بالتعاون مع كيانات اقتصادية عندها استعداد انها تستقبل الدارسين فى هذه الجامعات.. نحن فى جامعة القاهرة لدينا كليات تاريخية، مثل الحقوق والآداب ودار العلوم وغيرها من الكليات العريقة.. لكن لا نرغب أن نرى ابناءنا وبناتنا بأعداد ضخمة داخل هذه الكليات، لانه يؤثر على العملية التعليمية ولدينا أعداد كبيرة فى النقابات الخاصة بهذه الكليات ولهذا نعقد لقاءات فى المدارس الحكومية ونعرفهم اهمية انك تدرس فى جامعة القاهرة فى كيان مثل الهندسة أو الطب أو العلوم أو النانو تكنولوجى أو غيرها من الكليات لان هذا هو ما يحتاجة السوق فى المستقبل.
> الجمهورية: ننظم سنوياً رحلة أوائل الثانوية العامة منذ 65 عاما، واكتشفنا فى السنوات الاخيرة انهم يفضلون الالتحاق بالجامعات الخاصة من خلال المنح المقدمة فى كليات الذكاء الاصطناعى والهندسة.. فهل يعنى ذلك ان الجامعات الخاصة سحبت البساط من الحكومية وتقدم للطلاب قدرة علمية ومهارة تجذبه، وهل سوق العمل أصبح يعترف أكثر بالجامعات الخاصة المتصلة بالجامعات الدولية؟
>> رئيس الجامعة: هذا سؤال جميل جدا وأنا أرد عليه بالارقام.. نحن لدينا كليات مثل الطب والهندسة فى جامعة القاهرة، بمجرد ما يفتح التنسيق الاعداد تمتلئ لدينا فى جامعة القاهرة بالتقديرات المرتفعة جدا وأوائل الجمهورية يكونون موجودين بشكل كبير.. الجامعات الخاصة لا تقدم الخدمة التى نقدمها كجامعة حكومية.. على سبيل المثال الذى يلتحق بطب قصر العيني، يتدرب من خلال مستشفيات جامعة القاهرة وهذا لا يمكن أن توفره الجامعات الخاصة بالشكل الذى توفره الجامعة الحكومية، وبالتالى هو يسعى أولا أن يأتي للقصر العينى، لكن هناك جانباً من الطلاب يرى انه فى الجامعة الخاصة قد يكون لديه بعض المزايا، هذه المزايا ممكن منها ان الجامعة الخاصة توفر له انه يسافر لبعض السنوات الدراسية أو بعض الفصول الدراسية للدراسة فى الخارج، فهذا طبعا يدفع البعض إلى انه يلتحق بالجامعات الخاصة، كأن يرغب الطالب فى أن يتلقى نوعاً من التعليم فى مرحلة معينة قد لا يجده فى جامعة القاهرة، ونحن نحرص فى جامعة القاهرة على الشراكات مع جامعات اجنبية.. الجامعات الخاصة اصبحت بالفعل تمارس دور الجامعات العميقة فى كفاءتها وقدرتها وتعليمها وخريجها والابداع والكفاءة، لكن لا ينبغى ان نضع الجامعات الخاصة كلها فى سلة واحدة كما هو الحال بالنسبة للجامعات الحكومية.
> الجمهورية: هل تحتاج الجامعات الحكومية أن تغير من نظامها، بما يجعلها أكثر حرية من الجامعات الخاصة أو مثلها؟
>> رئيس جامعة القاهرة: المشكلة ستظل فى اننا دخلنا فى مسألة ترتبط بالموارد المالية وحرية فى التعامل على الامور المالية.. نحن تحكمنا منظومة من التشريعات نعمل فى اطارها.. إذا كان فيه قدر من الحرية للجامعات الحكومية، ستجد الجامعات الحكومية فى منطقة أخري، لكن بكل تأكيد الجامعات الخاصة لديها هامش من الحرية فى التعامل المالى والموارد المالية، وهذا يفرق من جامعة لأخري.
> الجمهورية: هل يعنى ذلك ان الجامعة الحكومية مقيدة بالبيروقراطية؟
>> رئيس جامعة القاهرة: نعمل فى إطار تشريع صدر منذ عقود، وأقول لك إن قانون تنظيم الجامعات قانون رقم 49 لسنة 1972 وهو نفس العام الذى ولدت فيه، ونحن فى عام 2024 نحتاج إضافة تعديلات جوهرية على تعديلات كتيرة جدا بحيث تسمح للجامعات الحكومية بالعديد من الحوافز، التى من شأنها أن تحرر الجامعة من القيود المالية التى تتعامل عليها.
> الجمهورية: ما تقييمك لمركز الجامعة والجامعات المصرية فى التصنيفات الدولية؟
>> رئيس الجامعة: لدينا عدة تصنيفات، تحديداً التصنيفات الرئيسية ثمانية تصنيفات، كل تصنيف له معاييره الخاصة به.. ولست راضياً عن وضعنا فى أغلب هذه التصنيفات، ومع ذلك فنحن نتقدم فى أغلبها مع الإقرار بإشكالية عدد الجامعات على مستوى العالم، التى يبلغ عددها 32 ألف جامعة على مستوى العالم وهو رقم ضخم احتلت الجامعة معه موقعاً متقدماً، بعد ان كنا متأخرين، ولدينا عدد كبير من التصنيفات حققنا فيه هذا التقدم حيث دخلت الجامعة ولأول مرة فى تاريخها فى فئة الجامعات التى تحتل الترتيب من 301 إلي400 جامعة على مستوى العالم فى تصنيف شنغهاى الصيني، متقدمة فى نحو 14 تخصصاً علمياً.. وهذا التصنيف يعتمد على قياس عدد الطلاب بالمقارنة بأعضاء هيئة التدريس.. وهناك تصنيفات أخرى تتعلق بالنشر الدولى للأبحاث العلمية، وهو أمر يتطلب تمويلاً مالياً ضخماً فى جامعة القاهرة نقدر عليه بشكل أو بآخر، ولكن قد توجد جامعات لديها تمويل أعلي، بالتالى تحقق تقدم اكبر.
التصنيفات الدولية
> الجمهورية: ماذا عن التصنيفات التى لا تتأثر بجوانب التمويل؟
>> هناك تصنيف، «ليدن الهولندي» فيه الجامعة تتفوق على جامعات عالمية كبيرة وحقتت المركز 164، حيث انه لا ينظر للكتلة الطلابية بقدر ما يقيم معايير اخرى فى العمل الجامعي، إلى جانب تقدمنا فى تصنيف QS البريطانى للاستدامة الذى وصلنا فيه إلي المرتبة 210 على مستوى العالم، حيث أنشأنا أول مكتب استدامة فى المنطقة كلها ليقدم استشارات لجهات عديدة داخل أرجاء الدولة، وبالتالى نستطيع القول إن استمرار تقدمنا فى هذا التصنيف يرجع لفلسفة الاستدامة فى الجامعة وتركيزها على تحقيق اهداف «رؤية مصر 2030».. ولدينا تخصصات تقدمت دولياً بشكل كبير منها علوم الصيدلة والأدوية والهندسة المدنية والإنشاءات، حيث حققت الجامعة المركز 51 عالمياً فى علوم الصيدلة، وقفزت إلى أفضل مائة جامعة عالمياً فى سبع تخصصات منها الطب والصحة والكمبيوتر ونظم المعلومات، والهندسة المدنية والإنشاءات، واصبح لدينا وحدة للتصنيفات الدولية لرصد نقاط الضعف لدينا والتعامل معها رويداً رويداً مع تحديد نقاط القوة وتعظيمها ومع هذا ستظل فلسفة الجامعة تقوم على ان التصنيف وسيلة وليس غاية.. الاهم من المركز الاول أو الثاني، أن أقدم خدمات جليلة على أرض الواقع لأبناء هذا الوطن وأصنع لهم بيئة علمية وعملية فيها جودة وجذب وجامعة القاهرة ناجحة فى هذا وليها دور كبير والجميع يشهد به.
> الجمهورية: المراكز المتخصصة فى الجامعة كثيرة، كيف تعملون على تطويرها؟
>> لدينا 176 مركزاً فى الجامعة، منها مركز «اعادة بناء الذات» الذى يعمل على اعادة بناء الشخصية حيث تم عقد 6 آلاف جلسة منذ 2020 من خلال اساتذة يوجهون النصح والارشاد للطلاب عبر دورات مختلفة ونوعية تشمل موضوعات «التطوير الشخصي، كتابة السير الذاتية، التعامل مع المشكلات والضغوط، الولاء والانتماء، إلخ»، أى انها المجالات ذات الأولوية عند الطلاب، المراكز فى الجامعة متنوعة منها مراكز رائدة فى مجالها وأخرى قديمة.. مراكز متقدمة واخرى تراجعت، لذا نحن نقوم بعمل تقييم دورى فى شكل دليل اسمه «دليل المراكز والوحدات ذات الطابع الخاص بجامعة القاهرة» بحث يقدم لمن يقرؤه تعريفاً بهذه المركز والخدمات التى تقدمها والجهات التى يتم التعاون معها.. وهذه المراكز قد تعتمد الدولة على كثير منها حتى نضمن مدى كفاءتها نتعامل معها كشركة، إما أن تنجح وتؤدى دورها أو تفشل، فندرس العوامل التى أدت لفشلها، وإذا كانت الاسباب تتعلق بعدم مواكبة العصر، نغلقها ونؤسس لمراكز أخرى فى مجالات تحتاجها الدولة الآن.
> الجمهورية: هناك كثير من الأسماء العربية المرموقة، التى تقلدت مناصب عليا خريجة لجامعة القاهرة.. متى نعيد هذه القوى الناعمة وزيادة أعداد الطلاب الوافدين؟
>> رئيس الجامعة: عدد الوافدين بالجامعة نحو 25 ألف طالب وافدين من 99 دولة أغلبهم من المنطقة العربية وافريقيا وآسيا وبعضهم من أوروبا، وهذا يظهر قوة الجامعة وتأثيرها الكبيرة، وإلا ما كان سيأتى لها هذا العدد الضخم.. وللاستفادة من هذا الزخم، سنقوم بتجهيز مجلس استشارى لعلماء وقامات جامعة القاهرة من مختلف الدول، خاصة أن لدينا خريجين من دول أخرى أبرزهم محافظ اليابان وهى سيدة من خريجى كلية الآداب، والشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، وسنحاول أن نجتمع ولو لمرة واحدة كل عام لمناقشة أمور الجامعة ونعزز من دور رابطة خريجى الجامعة التى يترأسها عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية السابق وسوف نحاول تأسيس منصة تستقبل الخرجين إلكترونياً وعمل ندوات ومؤتمرات.
> الجمهورية: تسعى الجامعات الآن لتعزيز دور الكراسى العلمية، ما خطة الجامعة لتعظيمها؟
>> بالنسبة للكراسى العلمية، فهى من الاهداف الاستراتيجية التى من ضمن خططى فى المرحلة القادمة، بحيث ان يكون لها دور فعال يتصف بالانشطة البحثية والمشروعات التطبيقية.. ووجود كراسى بالفعل مثل كراسى «اليونيسكو» وكرسى د.هانى هلال وزير التعليم العالى الاسبق وغيرها من الكراسي، ولكن نحتاج للمزيد من الكراسى العلمية فى المرحلة المقبلة وسوف نعمل على ذلك.
> الجمهورية: بالنسبة للأنشطة، ما خطط الجامعة لتفعيلها خلال هذا العام الدراسي؟
>> لم تنجح الجامعة فى الوصول لما حققته إلا من خلال ممارسة الانشطة الطلابية سواء كانت رياضية أو اجتماعية أو ثقافية أو فنية، لانه إذا اقتصر الطالب على تلقى العلم، لأضاع الكثير من المقدرات التى يفترض ان يكتسبها قبل تخرجه، يضاف إلى ذلك ان الأنشطة لها دور مهم جدا لثقل مهارات الطلاب، لأن الجامعة ليست كتاباً وتلقياً فقط، لذا يجب ان يكون للطالب أنشطة متنوعة، فقد قمنا بتنظيم زيارات لجمعيات خيرية والاشتراك بالقوافل وورش العمل والمحاضرات التعريفية وزيارة المشروعات القومية.. كل هذا لخلق شخصية وطنية قادرة على المشاركة.. وقد حرصت منذ كنت نائباً للجامعة على المشاركة بنفسى مع الطلاب فى مختلف الانشطة حتى أحفزهم على الانخراط فى البيئة الجامعية.
> الجمهورية: ما الخطة المستقبلية للتعليم المدمج بعد ايقافه؟
>> لقد تم ايقاف التسجيل فى برامج التعليم المدمج منذ ما يقرب من عام.. ولكن الطلاب الذين سبق لهم التقييم قبل القرار سيواصلون دراستهم حتى التخرج.. وقد شكلنا لجاناً تتولى دراسة هذا النظام لخروج بالشكل الامثل الذى يفيد المجتمع، حيث نتفهم فى خطتنا مدى أهمية وجود نظام تعليمى يحقق نوايا التعليم المدمج بشكل يواكب المستجدات للمرحلة القادمة، ولا يعنى هذا ان النظام السابق كان سيئاً، ولكنه واكب عصره، ونحن الآن نحتاج ما يواكب المتغيرات الحالية.
> الجمهورية: ماذا عن رعاية أعضاء هيئة التدريس، وما يثار حول ناديهم؟
>> رعاية أعضاء هيئة التدريس أولوية لدى إدارة وقيادات الجامعة، وبالفعل لديهم العديد من الاماكن المخصصة للاستفادة منها بخلاف النادي، ولا نعلم حتى الآن بوجود قرار بإخلاء النادى أم لا، لكن إذا كان توجه الدولة فى إخلاء هذة المناطق من طرح النهر للمصلحة العامة أو خدمة كيان عريق مثل مستشفيات قصر العيني، فأنا متأكد ان الاعضاء أنفسهم سيوافقون ويرحبون، خاصة أن لهم أماكن أخري تسمح لهم بممارسة أنشطتهم الاجتماعية والترفيهية، مثل المركز الاجتماعى على شارع البحر الاعظم ونادى التجديف، وسوف يسمح لأعضاء هيئة التدريس بالتردد عليها بارياحية تامة.
> الجمهورية: ترددت أحاديث كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى حول عدم التزام كلية الطب البيطرى بحقوق الحيوان؟
>> بالنسبة للضجة التى اثيرت حول سوء تعامل كلية الطب البيطرى مع الحيوانات.. هذا عار تماما من الصحة، فلدينا لجنة لاستخدام ورعاية الحيوانات فى التعليم والبحث العلمى وهى تؤدى دورها بشكل كامل، بالاضافة إلى وجود لجنة أخرى عامة لأخلاقيات البحث العلمي، كما أن الكلية تدرس مقررات الرفق بالحيوان وحسن التعامل معه وتقوم على التدريس باستخدام المجسمات والسبل الافتراضية، لكن مع هذا لابد ان يكون هناك تعامل واقعى للطلاب مع الحيوانات فى إطار دراستهم، وأحيانا يكون الحيوان ضاراً ويجب الحذر فى التعامل معه، فيتم ربطه حتى يتخذ معه الاجراء المناسب.. مثلا يوجد كلب مفترس لا يمكن أن نطلقه، فنجد البعض يأخذ لقطات فى هذا الوضع بما لا يعبر عن القيمة الحقيقية للكلية التى بها تخصصات ضمن افضل 100 جامعة على مستوى العالم.
> الجمهورية: هل هناك رحلات طلابية لزيارة معالم مصر؟
>> جامعة القاهرة حريصة جدا على إشراك طلابها بالرحلات الاستكشافية وزيارة معالم دولتهم ورؤية العاصمة الجديدة والمعالم التاريخية لتعزيز الهوية المصرية، وأنا أدعو حضراتكم للدخول على موقع «ادارة المشروعات البيئة التابع للجامعة»، حيث يوجد عليه الزيارات التى يقوم بها الطلاب اسبوعياً بما يشمل العاصمة الادارية الجديدة ومشروعات مؤسسة «حياة كريمة» وفعاليات التحالف الوطنى للعمل التنموى ومشروعاته لتأهيل القرى إلى جانب زيارات لمتحف الحضارات ومنطقة الاهرامات، حيث لدينا مكتب تعزيز الهوية الوطنية ودوره الاساسى فى تنظيم مثل هذه الفعاليات والندوات من أجل نقل التجربة الحية لأبنائنا الطلاب.
> الجمهورية: ضمن رعايتكم للطلاب، تقدم الجامعة عناية خاصة لأبنائها من ذوى الهمم.. حدثنا عن ذلك؟
>> بالنسبة لذوى الهمم، فلدينا مركز خدمى لهم ضمن المركز المتخصصة فى الجامعة يقدم جميع الخدمات لكل متحدى الاعاقة فى الكليات، حيث يشكل همزة وصل بين مقرات رعاية ابنائنا من ذوى الهمم والتى يبلغ عددها 28 مقراً فى 28 كلية ومعهداً وتشمل الخدمات من شرح وطباعة وترجمة وفهم النصوص ومرافقين بالامتحانات، وأنا أولى هذا الملف عناية خاصة منذ كنت مسئولاً لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.. وذلك من منطلق احترام الجامعة لأصحاب القدرات المتميزة، حيث أكدنا حق الطلاب من ذوى الهمم فى الالتحاق بأى كلية طالما لم تتعارض إعاقتهم معها، والتمثيل باتحاد طلاب الجامعة.
> الجمهورية: جامعة القاهرة الأهلية متى سيبدأ العمل بها؟
>> الجامعة منذ تأسيسها، هى أول جامعة أهلية بمصر.. أما الجامعة الاهلية بمفهومها الحديث، فقد تم تخصيص مساحة 290 فداناً جنوب طريق الواحات لإنشاء جامعة أهلية عليه، وقد وافق مجلس جامعة القاهرة على تخصيص مبنى مدرجات «1» بمقر الفرع الدولى لجامعة القاهرة بمدينة 6 أكتوبر لاستخدامه لبدء الدراسة بجامعة القاهرة الأهلية، بعد استيفاء الإجراءات اعتبارا من العام الجامعى المقبل 2025/2026.