والقاهرة بتاريخها.. بمكانتها، برجالاتها وحدها القادرة
ونبدأ اليوم بتصريحات مثيرة صدرت عن السفيرة الإسرائيلية السابقة فى مصر أميرة أورون تتحدث فيها عن رؤيتها للأحداث الجارية وعن العلاقات بين مصر وإسرائيل فى ظل التوترات الجارية منذ أحداث السابع من أكتوبر فى العام الماضي.
وتقول السفيرة الإسرائيلية إنها لا تعتقد أن السلام بين مصر وإسرائيل فى خطر.. ولكن من المستحيل تجاهل حقيقة أن المشاعر العامة فى مصر ضدنا وتعادينا وسيستمر هذا طالما أن هدير المدافع لم يتوقف.
والتصريحات لخصت وأوجزت.. ونتفق أيضاً معها.. فنحن مع السلام.. نحن مع التنمية.. مع التعاون من أجل أمن وأمان الشعوب.. وكنا وسنظل نحترم اتفاقياتنا وتعهداتنا الدولية من منطق ومنطلق الدولة القوية التى تحمى وتصون ولا تهدد ولا تبدد.. وكنا دائماً نبحث ونسعى لإنهاء الحروب.. الحروب التى أضرت بالمنطقة والتى خلفت وراءها بحوراً من الدماء وضحايا لا يمكن حصر أعدادهم طيلة العقود الماضية وخلال عدة حروب.. ولهذا نقول إننا نتفق مع الرؤية التى تؤكد أن السلام ليس فى خطر لأنه خيار استراتيجى ارتضيناه ودعمناه بعد حرب أكتوبر العظيمة التى قدمنا خلالها الدرس على أننا لن نتهاون فى الدفاع عن أراضينا واسترداد كل شبر فيها احتله العدو فى أعقاب حرب يونيو 1967.
وعندما نتحدث عن السلام، فإننا نشير إلى السلام العادل والشامل.. السلام المبنى على الحق والشرعية.. السلام القائم على عودة الأراضى العربية المحتلة فى الجولان والضفة.. السلام الذى يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. والسلام الذى يمكن معه أن تتوقف طبول الحرب ودوى المدافع.
>>>
ووحدها القاهرة عاصمة الأمة العربية.. وحدها القاهرة بتاريخها.. بمكانتها، برجالاتها، بجيشها، بشعبها.. بتجاربها فى الحرب وفى السلام وبدورها فى قيادة الأمة العربية فى أحلك الأوقات.. وحدها القاهرة القادرة على أن تكون مركزاً وقاعدة لصناعة القرار العربى فى التحديات الراهنة.. وحدها يمكن أن تكون وسيطاً وشريكاً أيضاً.. ووحدها يمكن أن تكون مؤهلة للمساهمة فى إيجاد الحلول لأزمات طارئة تهدد استقرار وأمن وأمان بعض الدول العربية التى تعانى من صراعات وخلافات داخلية أضرت بشعوبها ودفعتها إلى الهجرة والرحيل والتشرد أيضاً.
وحين نكتب عن دور القاهرة فإنه الدور العربى المحورى القائم على التنسيق والدعم العربى الكامل.. القائم على الرؤية والمواقف الواضحة، والبعيد عن المصالح المؤقتة التى كانت سبباً فى التباعد وفى إضعاف الموقف العربى الجماعى الموحد.
والقاهرة التى استضافت خلال الأيام الماضية قادة الجزائر والسودان والسلطة الفلسطينية ترسل وتبعث برسائل للجميع بأن القاهرة ستظل دائماً هى الضمان وهى السند وهى القوة التى يرتكن إليها العرب فى الحفاظ على كيانهم وعلى هويتهم وعلى قدرتهم التأثيرية فى حل مشاكلهم وقضاياهم بعيداً عن التدخلات الأجنبية التى لا تستهدف إلا استمرار سياسات الهيمنة والوصاية على العالم العربي.
>>>
ومن دورنا العروبى الذى لن نتخلى عنه أبداً حتى ونحن نواجه أزماتنا الاقتصادية والضغوط التى تمارس علينا لتحجيم الدور المصرى إلى قضايا محلية لا نجد لها معنى فى ظل تقديم الدولة لكل التسهيلات والقوانين التى تشكل وتضع حلولاً نهائية لها.
ونتحدث فى ذلك ونتساءل عن السبب فى عدم تسجيل المواطنين لعقاراتهم ووحداتهم السكنية رغم كل الإجراءات والقوانين الميسرة لذلك.. وابحثوا فى هذا عن التعقيدات «الروتينية» الغريبة والتى لا معنى لها فى مكاتب الشهر العقارى التى وضعت قائمة من الطلبات التى تحتاج إلى جيش من المحامين لتفسيرها وإعداد الأوراق المطلوبة بشأنها.. ونأمل فى ذلك أن يفصح الشهر العقارى بوزارة العدل عن عدد المواطنين الذين نجحوا فى التسجيل العقارى منذ صدور القوانين الجديدة وعن العائد الذى تحققه الدولة التى قدمت ولم تبخل بشيء من أجل التأكيد على حقوق المواطن..!
ونتحدث أيضاً عن التسهيلات التى قدمتها الدولة فى مجال التصالح فى مخالفات البناء.. وحيث وصل الأمر إلى إمكانية التصالح فى كل شيء ومع ذلك فإن أعداد الذين تقدموا للتصالح فى مختلف المحافظات لا تتناسب مع الكم الهائل من مخالفات البناء الموجود على أرض الواقع.
>>>
ونتحدث عن الجهود العظيمة للدولة فى مجال رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة ونقولها بكل الاحترام والتقدير إنه لا توجد فترة فى تاريخ مصر شهدت كل هذا الاهتمام بحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة ومحاولات لدمجهم فى المجتمع أكثر من المرحلة الحالية.
ونشير فى ذلك إلى تركيز البعض على بعض السلبيات التى شابت قضية سيارات المعاقين دون التركيز على البعد الاجتماعى الأهم فى تقديم الدولة لبطاقة الخدمات المتكاملة لذوى الاحتياجات الخاصة التى تقدم لهم الكثير من الامتيازات والتى هى فى حقيقتها أكبر دعم ومساندة للذين يستحقون كل الرعاية والتشجيع.
إن الدولة حاولت وتحاول.. ولكن يبدو أننا من نضع العراقيل أمام أنفسنا وأن الدولة العميقة من صغار الموظفين مازالت لديها أدواتها لتعطيل أى إنجاز وإفساد أى فرحة.. وهذه هى قضية القضايا المستمرة دائماً.
>>>
وفى موضوع آخر.. وفى ظاهرة من أغرب ظواهر المجتمع فإن حديث الملايين من الجنيهات أصبح عادياً وكأنهم يتحدثون عن ملاليم.. وصاحب مطعم سابق يقول إنه قد حصل على مائتى مليون جنيه دفعة أولى من آخر نصب عليه فى هذا المبلغ.. وباق له مائة مليون جنيه..!
والأرقام كبيرة ومذهلة وتصدر عن أشخاص عاديين جداً جداً من الذين ظهروا على الساحة فقط.. ولا سؤال إلا السؤال.. من أين لهم كل هذه الملايين.. ومن أين حصلوا عليها.. وكيف..!! ولا توجد إجابة.. ولا أحد عنده تفسير.. ولا إحنا نعرف شيئاً..!
>>>
وأخيراً:
>> مهما كانت نيتك صافية
لن تنجو من ظنون الناس السيئة.
>>>
>> وعندما أرسل لك رسالة فهذا معناه
أننى أفتقدك، وعندما لا أرسل لك رسالة
فهذا معناه أنتظرك أن تفتقدني.
>>>
>> والإنسان ليس ملزماً بأن يظهر لك
الضغط الذى يمر به من أجل أن تدعه وشأنه.
>>>
>> وعش حياتك بعز وكرامة فأنت تعيش
بفضل الله وليس بفضل البشر.
>>>
>> والسماء فيها من يجيب فلا تحزن ولا تخيب.