نتصور جميعًا أننا على علم تام بما يجرى فى الداخل الإسرائيلى ويتوهم البعض انهم يسمعون «دبة النملة» داخل دولة الكيان من خلال متابعاتهم الدقيقة لوسائل الإعلام العبرية ! ولكن متى كانت مانشيتات الصحف ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى مرآة عاكسة لمجتمع ما – أى مجتمع – فالغوص فى تفاصيل المجتمع الإسرائيلى سيقودنا حتمًا إلى مخرجات تختلف كليًا عما رسخ فى عقولنا ووجداننا جراء متابعة ما يصدر لنا عبر الإعلام العبرى وروافده ومصباته، لقد كشفت حرب غزة الجارية عن عوار فكرى عربى شديد الخطورة فيما يخص معرفة الداخل الإسرائيلي، ربما كنا نتابع نتائج الانتخابات المتتالية والتى كانت نتائجها عاكسة لحالة تشظى مجتمعى شديد تترجمه أرقام وأعداد المقاعد فى الكنيست، لقد مال المجتمع ميلاً شديدًا نحو اليمين ثم تدريجيًا إلى اليمين المتطرف وها هو الآن فى حالة من عدم الاتزان السياسى والحزبى جراء حرب السابع من أكتوبر، كانت هناك مظاهرات حاشدة ضد القوانين التى حملها نتنياهو وحاشيته و وصفها البعض منا بانها ستنتهى إلى حرب أهلية تقود إلى نهاية دولة إسرائيل ! بينما وقف البعض ليؤكد ان هذه المظاهرات تعكس حيوية المجتمع الإسرائيلي، والآن هناك مظاهرات عديدة ضد الحكومة ونتنياهو وحكومته، بعض هذه الاحتجاجات بسبب الاسرى لدى حماس ويطالب هؤلاء بسرعة عقد صفقة تبادل مع الفلسطينيين، بينما يتظاهر البعض الآخر مطالبين الحكومة بشن حرب استباقية ضد حزب الله على الصعيد اللبناني، والحقيقة أننا لا نقف على حقيقة ما يدور فى الداخل الإسرائيلى بشكل دقيق، وهنا لا بد من القيام بالآتي:-
– انشاء وتنشيط مراكز الدراسات المتخصصة فى الشأن الإسرائيلي.
– الاهتمام الصحفى والإعلامى بالداخل الإسرائيلى بشكل مستدام وليس فقط أثناء الحروب.
– محاولة رصد الحالة المزاجية للشعب الإسرائيلى وعوامل التأثير عليه سلبًا وايجابًا.
– الاهتمام بمخرجات مراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية فى الداخل الإسرائيلى وتلك المنتشرة فى أمريكا والغرب – بيد أن تلك التحركات ليس لها علاقة بمسارات الدولة الرسمية على المستويات الأمنية والدبلوماسية والاستخباراتية، والهدف الأساسى هو الوقوف على صورة كاملة للمجتمع العبرى كخطوة أولى من اجل فهم حقيقى يساعد فى إجراء التوقعات الدقيقة واستشراف المستقبل الحقيقي، نحن نحتاج فهم المجتمع الإسرائيلى من الداخل حتى يمكننا إدارة التوقعات ثم إدارة الصراع بشكل لا يفتقر إلى الدقة والموضوعية.