مع دخول العدوان الإسرائيلى على غزة يومه الـ394، يواصل الاحتلال الإسرائيلى إبادة شمال قطاع غزة، حيث تجدد القصف على بيت لاهيا وجباليا مما أدى إلى سقوط شهداء ومصابين.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 43 ألفًا و341 فلسطينيًا، و102 ألف و105 مصابين.
ذكرت الوزارة، فى البيان الإحصائى اليومى أن الجيش الإسرائيلى ارتكب «4 مجازر» أودت بحياة 27 فلسطينيا وأسفرت عن 86 إصابة خلال آخر 24 ساعة.
استُشهد تسعة فلسطينيين فى قصف للاحتلال منزلين بجباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، ورفح الفلسطينية جنوبا، بحسب وكالة «وفا».
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا لعائلة النجار فى جباليا البلد، ما أدى لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين.وأضافت أن الاحتلال قصف منزلا آخر فى بيت لاهيا، ما أدى لاستشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين.واستُشهد فلسطيني، وأصيب آخران فى قصف طائرة مسيّرة للاحتلال شمال شرق مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلى بإصابة ضابط فى الكتيبة 601 بجراح خطيرة خلال معارك شمالى قطاع غزة.
على صعيد آخر، قال مسئولون فى الجيش الإسرائيلى إن العملية العسكرية فى شمال قطاع غزة قد تستغرق نحو 6 أشهر للقضاء على مقاتلى حركة «حماس» بالمنطقة، حسبما نقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
فى السياق نفسه، كشف موقع «واى نت» الإسرائيلى أن جيش الاحتلال يستخدم تقنية «التعرف على الوجوه» فى ممرات خروج النازحين من جباليا، شمال قطاع غزة، لتحديد المشتبه فى انتمائهم إلى حركة «حماس»، وذكر الموقع الإسرائيلى أن الجيش الإسرائيلى اعتقل نحو 600 مشتبه به لاستجوابهم.
على الصعيد الإنساني، أعلنت منظمة الصحة العالمية، تلقيها تقريرا «مُقلقا للغاية»، يفيد بأن مركزا للرعاية الصحية فى شمال قطاع غزة تعرّض لقصف إسرائيلى بالتزامن مع استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، بحسب وكالات.
قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، فى بيان عبر منصة «إكس»: «تلقينا تقريرا مقلقا للغاية يفيد بأن مركز الشيخ رضوان للرعاية الصحية الأولية فى شمال غزة تعرّض للقصف».
أضاف جيبريسوس، أن هذه المنطقة تعرّضت للقصف «بينما كان الآباء يحضرون أطفالهم للتطعيم ضد شلل الأطفال»، لافتا إلى أن «هذه المنطقة تم الاتفاق على هدنة إنسانية فيها، للسماح باستمرار التطعيم».وتابع: «6 أشخاص أصيبوا فى هذا القصف، من بينهم 4 أطفال»، مشيرا إلى أن فريقا من منظمة الصحة العالمية كان موجودا فى الموقع قبل وقوع الهجوم بقليل».
اعتبر رئيس منظمة الصحة العالمية، أن «هذا الهجوم فى أثناء هدنة إنسانية، يُعرّض قدسية حماية صحة الأطفال للخطر، ويثنى الآباء عن إحضار أطفالهم للتطعيم».
من جهتها، ناشدت وزارة الصحة فى غزة المنظمات الدولية ضرورة إرسال وفود طبية وجراحية وتسهيل وصولها إلى مستشفيات شمالى غزة.
أفاد مدير مستشفى كمال عدوان فى شمال قطاع غزة، حسام أبو صفية، بأن القصف الإسرائيلى المتواصل على المنطقة أدى إلى حدوث أضرار فى المستشفي.
أضاف: « كانت هناك عمليات قصف ونسف مربعات سكنية فى محيط مستشفى كمال عدوان ومنطقة اليمن السعيد، تسببت الانفجارات بأضرار كبيرة، حتى أن مستشفى كمال عدوان نفسه تضرر وتحطمت جميع الأبواب تقريبا، ومعظم النوافذ».
تابع: «لم نستقبل أى وفود طبية، وعند متابعة الأمر علمنا أن الجيش الإسرائيلى رفض السماح لأى طاقم طبى متخصص بالدخول إلى شمال غزة».وأضاف: «لم يسمح الجيش الاسرائيلى أيضا بدخول أى سيارة إسعاف إلى شمال غزة، وهذا يشير إلى تصعيد متعمد فيما يتعلق بالوضع الإنساني، الذى ما زال خطيرا».
قال أبو صفية: «لدينا حاليًا 120 جريحًا فى المستشفي، يحتاج معظمهم إلى عمليات جراحية عاجلة، لكن للأسف لا نستطيع تقديم أى مساعدة لهم».
أما المتحدث باسم الدفاع المدنى فى غزة فقال إن قوات الاحتلال تمنع وصول المستلزمات الطبية ومعدات الدفاع المدنى إلى شمال غزة.
من جهة أخري، ذكر تحقيق لوكالة أسوشيتد برس أن إسرائيل لم تقدم دليلا يذكر على وجود حماس فى المستشفيات المستهدفة فى كثير من الحالات.وأضاف التحقيق أن المدعى العسكرى الإسرائيلى رفض التعليق على قائمة بحوادث مرتبطة بمستشفيات فى قطاع غزة.
من جهته، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إن التركيز يجب أن ينصب على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على قطاع غزة، «بدلا من التركيز على حظر الوكالة أو إيجاد بدائل لها».
أضاف «لازاريني»، فى بيان عبر منصة «إكس»، أن «تفكيك الأونروا فى غياب بديل قابل للتطبيق سيحرم الأطفال الفلسطينيين من التعلم»، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».وتابع: «بدلا من التركيز على حظر الوكالة أو إيجاد بدائل لها يجب أن ينصب التركيز على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بغزة».
حذّر المسئول الأممى من أنه «دون التعليم، ينزلق الأطفال إلى اليأس والفقر والتطرف، ويقعون فريسة للاستغلال بما فى ذلك الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وبالتالى تظل المنطقة غير مستقرة ومتقلبة».
شدد على أن أطفال غزة الآن يخسرون عامًا ثانيًا من التعليم، مشيرا إلى أن «الأونروا هى الوكالة الأممية الوحيدة التى تقدم التعليم بشكل مباشر فى مدارسها، وفى الضفة الغربية، يتلقى ما يقرب من 50 ألف طفل التعليم فى هذه المدارس».
على صعيد ملف الأسري، أعرب مسئولون إسرائيليون عن «تشاؤم كبير» بشأن فرص التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى مع حركة «حماس»، حسبما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عمن وصفته بأنه مسئول إسرائيلى كبير، قوله إن «الأمور لا تسير فى اتجاه واعد»، مضيفا أن الوسطاء فى المفاوضات لم يعودوا برد رسمى فى محاولة لمنع «الانهيار الكامل للمحادثات».
تابع المسئول: «ربما بعد الانتخابات الأمريكية قد يكون هناك نهج جديد، إذا فازت كامالا هاريس يمكن أن يستمر الزخم نحو صفقة أكبر مما يعنى إنهاء الحرب».
فى الضفة الغربية، قالت هيئة شئون الأسرى إن الاحتلال الإسرائيلى اعتقل 16 فلسطينيا -بينهم أطفال وأسرى سابقون- فى الضفة الغربية.
تشهد الضفة الغربية -التى تحتلها إسرائيل منذ عام 1967- تصاعدا فى عمليات الاقتحام، لكن الوضع تصاعد أكثر منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة والمتواصلة قبل 13 شهرًا على قطاع غزة.