وسط انقسام حاد بين الناخبين وتقارب كبير فى نتائج استطلاعات الرأى بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، باتت الانتخابات الرئاسية الأمريكية قاب قوسين أو أدنى مع بدء التصويت غدا.
صوّت 75 مليون شخص مبكرا قبل ذروة «ثلاثاء الحسم» فى وقت تظهر الاستطلاعات تعادل نتائج المرشحين فى هذه المرحلة إلى حد غير مسبوق. فلم يحقق أى من المرشحين هامشا أكبر من ثلاث نقاط فى أى من الولايات السبع المتأرجحة التى يتوقع أن تحسم النتيجة، وفق معدلات نتائج الاستطلاع الصادرة عن «ريل كلير بوليتيكس» وهو مايزيد من القلق فى المعسكرين من نتائج الغد.
وشهدت الساعات الأخيرة الحاسمة نشاطا لكلا المرشحين، حيث بدأت هاريس فى التركيز على منطقة «حزام الصدأ» الذى يبدأ فى نيويورك ويتجه إلى الغرب من خلال بنسلفانيا، ولاية فرجينيا الغربية، أوهايو، إنديانا، ثم ينحدر إلى ميشيجان، وينتهى فى شمال إلينوى وشرق ولاية ويسكونسن.
بينما يتوجّه ترامب إلى كبرى الولايات الحاسمة -بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وجورجيا- والتى يعد الفوز فيها مكسبا غاية فى الأهمية فى إطار نظام «المجمع الانتخابي» الذى يعطى النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها، وذلك فى مسعى أخير لكسب الأصوات قبل ساعات على موعد الانتخابات التى تشهد تقاربا تاريخيا فى التأييد.
يسعى الرئيس السابق إلى صرف الأنظار عمّا جرى خلال تجمّع انتخابى أقامه فى قاعة «ماديسون سكوير جاردن» فى نيويورك حيث قلل متحدثون من شأن اللاتينيين والنساء عبر تصريحات عنصرية ومنحازة جنسيا.
ورغم أن أيا من الفعاليات المدرجة على جدول أعمال ترامب لن تقام فى مناطق تضم عددا كبيرا من السكان اللاتينيين، إلا أن بنسلفانيا هى الولاية الحاسمة التى تضم أكبر عدد من البورتوريكيين، وهى فئة أثارت التصريحات الصادرة خلال تجمّع نيويورك حفيظتها بشكل خاص.
فى المقابل، قامت هاريس بزيارة غير مدرجة ضمن حملتها الانتخابية إلى مدينة نيويورك، حيث غادرت على متن الطائرة «إير فورس تو» من شارلوت، بولاية نورث كارولينا ، وكان من المقرر أن تتوجه إلى ديترويت قبل أن تستعد للظهور مجددا فى إطار حملتها فى ولاية ميشيجان الحاسمة.
وخلال زيارتها لنيويورك، ظهرت المرشحة الديمقراطية فى المشهد الافتتاحى للبرنامج الكوميدى الساخر «ساترداى نايت لايف» إلى جانب الممثلة التى تقوم بتقليدها.
يذكر أن هاريس تواجه خطر خسارة تأييد جالية أمريكية عربية عددها نحو 200 ألف نسمة نددت بطريقة تعاطى الرئيس الأمريكى جو بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس فى غزة، خاصة أن مراكز الاستطلاع أشارت إلى أن تراجع تأييد السود للمرشحة الديمقراطية فيما أقر مساعدو هاريس بأنه ما زال عليهم بذل الكثير من الجهود لدفع ما يكفى من الرجال الأمريكيين من أصل أفريقى لدعم هاريس كما كان الحال مع بايدن فى 2020.
بالرغم من ذلك، تلقت هاريس دفعة إلى الأمام عندما أظهر استطلاع لصحيفة «دى موين ريجستر» قبل يوم الانتخابات والذى يعد مقياسا يمكن الوثوق به للجو العام، تقدمها فى ولاية آيوا التى فاز فيها ترامب بسهولة فى 2016 و2020، إذ تقدّمت بثلاث نقاط فى الاستطلاع بعدما كانت متخلفة عن ترامب بأربع نقاط فى سبتمبر الماضي.
أوضح الاستطلاع الذى شمل 808 من الناخبين المحتملين، والذين جرى أخذ آرائهم فى الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر، أن هاريس تتقدم على ترامب بنسبة 47 بالمئة مقابل 44 بالمئة فى أيوا، التى كانت تميل إلى الجمهوريين بشكل كبير فى السنوات الأخيرة.
كذلك بين أن النساء وخاصة الأكبر سنا أو المستقلات سياسيا قدن التحول الذى حدث أخيرا نحو هاريس. وعلى الرغم من أن هامش الخطأ فى الاستطلاع بلغ 3.4 نقطة مئوية، لكنه مع ذلك مثل تحولا عن استطلاع رأى أجرى فى سبتمبر الماضى وأظهر تقدم ترامب بأربع نقاط.