تسارع وتيرة المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
وفد إسرائيلى يسافر قطر.. وأنباء عن حكومة فلسطينية جديدة خلال أسبوع
مع تسارع وتيرة المفاوضات حول اتفاق لوقف اطلاق النار فى قطاع غزة مقابل تبادل عدد من الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، تدور خلف الكواليس منذ فترة محادثات من أجل تشكيل سلطة فلسطينية جديدة تلبى طموحات كافة الفلسطينيين، وتتولى الحكم مستقبلاً فى القطاع المدمر.
أفادت عدة مصادر إخبارية بأن رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور محمد اشتية أبلغ الرئيس محمود عباس نيته تقديم استقالة حكومته خلال أسبوع.
كان عباس قد أعلن فى وقت سابق نيته تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة والضفة الغربية، وإعادة إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب التى تشنها إسرائيل.
أبلغ الرئيس الفلسطينى جهات دولية عديدة أن مرشحه لتشكيل الحكومة الجديدة هو رئيس صندوق الاستثمار الفلسطينى الدكتور محمد مصطفي.
قالت المصادر إن محمود عباس كلف الدكتور محمد مصطفى بوضع خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، وخطة ثانية لإدخال إصلاحات على النظم الإدارية والمالية والقانونية للسلطة الفلسطينية.
عرض الدكتور مصطفى خطته لإعادة الإعمار على العديد من الجهات الدولية والغربية، خاصة الإدارة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
نصت الخطة على تشكيل هيئة مستقلة لإعادة إعمار قطاع غزة، تعمل تحت إشراف البنك الدولي، وتكليف شركة محاسبة دولية متابعة وتدقيق ملفاتها المالية، فيما سيجرى تشكيل مجلس إدارتها من شخصيات محلية وازنة من سكان قطاع غزة.
كان مسئول الإعلام فى مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة فتح عبدالفتاح دولة قد أكد فى حديث مع قناة العربية أن الحكومة الجديدة ستكون حكومة كفاءات لإدارة الشأن الفلسطينى وليست حكومة فصائل، لكن بالتأكيد المسئولية الوطنية تحتم على الجميع وعلى حماس الموافقة والالتزام بها.
أشار إلى أن هناك نقاشات فلسطينية داخل القيادة الفلسطينية تدرس كل الخيارات الممكنة لمواجهة العدوان وانهائه عن شعبنا وإغاثة الشعب الفلسطينى فى القطاع وحماية ما تبقى من حياة وإعادة الحياة والإعمار الى القطاع.
ترفض إسرائيل بشكل قاطع أن تشارك حركة حماس بأى شكل من الأشكال فى إدارة غزة، وقد توعدت مراراً وتكراراً بسحق قادتها واغتيالهم أو اعتقالهم.
كما أكدت أن غزة ستكون منزوعة السلاح، ملمحة إلى إمكانية احتلالها ثانية، أو تسليم إدارتها لمسئولين مدنيين محليين.
يذكر أن مسألة حكم القطاع كانت قد شكلت عقدة مهمة فى المفاوضات الجارية من أجل هدنة مطولة فى غزة.
على صعيد الهدنة المرتقبة، كشف مسئول أمنى إسرائيلى رفيع بعض التفاصيل عن المقترح الجديد الذى وضع على الطاولة. وبين أنه يتضمن وقف القتال ليوم واحد، مقابل كل محتجز إسرائيلى فى غزة يتم الإفراج عنه. كما لفت إلى أن وقف النار قد يمتد نحو ستة أسابيع، حيث من المتوقع الإفراج عن 40 شخصاً، حسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
كما سيتم الإفراج عن عشرة أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلى تطلق سراحه الفصائل الفلسطينية.
إلى ذلك، يتضمن الاتفاق موافقة إسرائيل على عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى منازلهم فى الشمال، وكذلك إعادة إعمار القطاع.. غير أن المسئول الأمنى أكد فى الوقت ذاته أن الصفقة المحتملة لن تمنع تنفيذ عملية برية فى رفح، التى يتكدس فيها ما لا يقل عن 1,4 مليون شخص، ضمن مخيمات أو حتى فى الحدائق والشوارع العامة حتي، بعدما نزح معظمهم من الغارات والقصف فى شمال ووسط غزة.
أتت تلك التسريبات بعد أن أفاد مسئول إسرائيلى كبير، مساء السبت الماضى بأن «حماس تخلت عن بعض مطالبها.
فى المقابل، قال مصدر قيادى فى حماس إن أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة التبادل لا تعبر عن الحقيقة. وقال «تعاملنا مع الوسطاء بإيجابية لإنهاء معاناة شعبنا ووقف حرب الإبادة».
أشار إلي» أن نتنياهو يتهرب من الاستجابة لأهم المطالب بوقف العدوان والانسحاب التام وعودة النازحين لشمال القطاع». وأكد «أن قتل شعبنا بالتجويع فى الشمال جريمة إبادة جماعية تهدد مسار المفاوضات بر مته».
ومن ناحية أخرى أعلنت وزارة الصحة فى غزة أمس ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلى للقطاع إلى ما يقرب من 30 ألف شهيد، مؤكدة ارتكاب الجيش الإسرائيلى «مجازر جديدة ضد العائلات» فى غزة.
قالت الوزارة فى بيان: «ارتكب الاحتلال سبعة مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 86 شهيداً و131 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.»
أضافت: «لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات ومنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى إليهم».. تواصل القوات الإسرائيلية قصف القطاع، كما تستمر الاشتباكات على أكثر من محور، مع دخول الحرب على غزة يومها الـ142 فى ظل وضع إنسانى كارثي، وارتفاع فى حصيلة الضحايا.
من جانبها، أفادت وكالة «وفا» الفلسطينية، بمقتل وإصابة عشرات المواطنين بينهم أطفال ونساء، فى القصف الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 142 على التوالي.. قالت الوكالة: إن «عدداً من المواطنين قتلوا وأصيب آخرون بجروح مختلفة، إثر تجدد القصف المدفعى الإسرائيلى على المناطق الغربية لمدينة خان يونس وعلى حى الصبرة فى مدينة غزة».
قتل مواطن وأصيب آخرون فى غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً فى منطقة الشعف شرق مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من الطائرات الإسرائيلية المسيرة وقصف مدفعى على الأحياء الشرقية للمدينة، وفق الوكالة.
شهد حى الزيتون جنوب مدينة غزة، اشتباكات عنيفة وسماع دوى انفجارات. وقالت مصادر محلية فى مدينة بيت لاهيا بالقطاع إنه «تم انتشال شهيد جراء قصف منزل وما زال العديد من المفقودين تحت الأنقاض».
فى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل جندى من لواء جعفاتى وإصابة ضابط وجنديين آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك الدائرة جنوب قطاع غزة.
وفق ما أفاد موقع الجيش الإسرائيلى فقد وصل إجمالى قتلى الجيش الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر إلى 578 بينهم 239 منذ بداية المناورة البرية فى القطاع فى 27 أكتوبر الماضي، كذلك وصل عدد الجرحى إلى 2,962، بينهم 453 فى حالة صعبة.. كانت فصائل فلسطينية قد أعلنت تنفيذ 17 مهمة عسكرية فى عمليات القنص والقصف بالصواريخ، سقط خلالها ما يزيد على 20 جندياً إسرائيلياً قتلى وجرحي..أوضحت مصادر فلسطينية فى بيان: «يواصل مجاهدونا توجيه ضرباتهم الموجعة لقوات العدو الصهيونى فى كافة محاور التقدم فى قطاع غزة».
أضاف: «نفذنا فى آخر 96 ساعة 17 مهمة عسكرية سقط خلالها ما يزيد على 20 من جنود العدو الصهيونى بين قتيل وجريح، وتنوعت بين عمليات القنص والقصف بالصواريخ والهاون واستهداف الطائرات الحربية للعدو الصهيونى وقواته المتحصنة فى الآليات والمباني».
على صعيد متصل، اقتحم مُستوطنون إسرائيليون باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال. وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصي، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية فى باحاته، وأدواً طقوساً تلمودية..نصبت قوات الاحتلال حاجزًا عند مُحيط باب الخليل، وفتشت المواطنين، ومنعتهم من الدخول للصلاة فى المسجد الأقصي.
على صعيد آخر.. اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينياً على الأقل من الضّفة الغربية، بينهم الصحفى سامى الشامي، وأسرى سابقون..توزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل، نابلس، أريحا، جنين، ورام الله، كما تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة فى منازل المواطنين.