يهل علينا بعد أيام.. شهر رمضان المبارك.. حاملاً معه كالعادة الخير الوفير.. فهو شهر العبادة والصلاة والتراويح والصوم من مطلع الفجر حتى أذان المغرب.. عن اللهو والمعاصى وفيه ينتهى القلب والعقل عن الإيذاء واللغو.. كما ان أيامه التى تمضى مسرعة.. كضيف كريم.. حاملة الصدقات والزكاة وإطعام الفقير والمسكين.
فيه تسلسل الشياطين بأمر الله سبحانه وتعالي.. ويباهى الملائكة بالعباد الصائمين يحتفى سبحانه بحسابه ونفحاته.. مؤكداً.. كل عمل ابن آدم له.. إلا الصوم فهو لى وأنا أجزى عنه.. ينتظره المسلمون فى أنحاء العالم بكل الشوق والترحيب.. فرصة نادرة لاستعادة الصواب والالتزام بالسلوك المنير.. ناهيك عن صلة الرحم.. والمودة والتراحم التى تجتمع فى مظلة عمادها الرحمة.. تحت سقفها الخير كل الخير.
ويأتى رمضان المبارك هذا العام.. مع مطلع الربيع شجرة مثمرة بالثواب والحسنات والبركات.. وتذكرة لكل إنسان بأنها فرصة للتوبة والابتعاد عن المعاصي.. والامتناع عن الأنانية والكسل والإيذاء.. ليعود التراحم والمودة إلى الأهل جميعاً.. وهذا لن يتحقق إلا بالعبادة المخلصة وأداء الواجبات والنوافل.. ولا يقتصر على الصوم والصلاة والزكاة فقط.. بل يمتد إلى التأثير المجتمعى المنشود.
فى هذا الإطار على المرء التأكد من أن هذه الأركان تكفي.. إذ ينبغى الاقتران بترك العادات الدخيلة عن الدين الحنيف وفى مقدمتها التبذير والاسراف.. فالمبذرون هم إخوان الشياطين.. وكذلك المستغلون والجشعون ومحترفو الفساد ليس لهم من مكان.. لأن الصوم منهاج ودستور وهو فرصة للاقلاع عن التدخين والتبذير وفعل السوء وحتى مجرد التفكير فيه.
على الأسرة التوقف عن التفاخر والتباهى بولائم فاخرة.. تذهب معظمها إلى سلة المهملات.. يعجز المرء عن استيعابها.. فالصوم صحة للبدن والروح.. على حد سواء.. علينا الحفاظ على عادة مصرية قديمة.. هى استضافة عابرى السبيل على الإفطار فى البيوت وموائد الرحمن وأن يتأكد المرء من أن جاره لديه ما يحتاج من طعام وشراب.
وحتى لا يطول الحديث فالبركة فى اللمة والحضور والاستفادة من يقظة الذهن والتفكير لدى الصائمين.. للاندماج بقوة إلى منظومة العمل والانتاج.. التى يحتاجها الوطن لاستكمال البناء والتخلص من الأزمات.. ونأمل مع اطلالة الرحمة والبر التى يحمله الضيف الكريم.. القادم إلينا بعد أيام.. نأمل أن تتوقف الأزمات والنزاعات.. وتتوقف مجازر التدمير والتخريب التى يمارسها الاحتلال على أهالى غزة الشجعان.. ومع هلاله الطاهر ترتفع أعلام دولة فلسطين المستقلة.. بإذن الله ورضاه.. وكل عام والجميع بخير «سلام واستقرار وأمان».