فى ظل دوران رحى الحرب الإسرائيلية أعربت المصادر الأمنية الإسرائيلية عن مخاوفها من تفاقم الأوضاع فى الضفة الغربية مع إقتراب حلول شهر رمضان المبارك ومنع المسلمين من ممارسة الشعائر الدينية فى المسجد الأقصى وإندلاع الإنتفاضة الثالثة.. ناهيك عن أن تردى الأوضاع الاقتصادية فى الضفة الغربية سوف يزيد تأجيج الوضع الأمنى وتمهيد الطريق لاندلاع الانتفاضة الثالثة خاصة مع بداية شهر رمضان المبارك فى منتصف شهر مارس.. وقد حذر المسئولون الأمنيون فى إسرائيل «بنيامين نتنياهو» من احتمال ارتفاع وتيرة التصعيد فى الضفة الغربية مع اقتراب شهر رمضان وتردى الوضع الاقتصادى وضرورة السماح لحوالى 100 ألف عامل فلسطينى بالعودة إلى العمل فى إسرائيل..
ويعلق المسئولون فى إسرائيل الآمال على صفقة تبادل الأسرى التى قد تمتد لأسابيع طويلة من الهدنة مما يتيح الفرصة للجيش الإسرائيلى للاستعداد والجاهزية لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية المتوقعة حال وقوعها.. ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية قام الجيش الإسرائيلى بالفعل باجراء مناورة عسكرية استغرقت يومين لاجراء التدريبات ورفع كفاءة الاستعداد القتالى فى المنطقة حال قيام الفلسطينيين بالانتفاضة.. ومما يزيد من احتمالات الصدام تقاطع احتفال اليهود بعيد «المساخر» الذى يحتفل فيه الشعب اليهودى بالنجاة من الابادة الجماعية فى القرن الخامس قبل الميلاد يومى 23-24 من شهر مارس الذى يوافق الأسبوع الثانى من شهر رمضان وهو ما يعنى معركة جديدة حول المسجد الأقصي.. لقد أصبح داخل إسرائيل الآن موقفان فيما يتعلق بالقضاء على حماس أحدهما لوزير الدفاع «يوآف جالانت» والذى يرى أن بانتهاء الحرب سيتم القضاء على حماس وتدميرها ولن يكون هناك تهديد عسكرى لإسرائيل من غزة ولن تكون إسرائيل فى غزة.. على الجانب الآخر يرى الكاتبان «تونى كارسون» و»دانيال ليفي» فى مقال لهما على موقع «ذا نيشن» أن إسرائيل بصدد خسارة المعركة التى تخوضها ضد حماس فى قطاع غزة على اعتبار أن حماس رغم أعدادها وعتادها المحدودين قد أصبحت منافساً قوياً بالنسبة لإسرائيل.. وعلى الرغم من كل مقومات القوة الهائلة التى يتمتع بها الجيش الإسرائيلى تتزايد أعداد المحللين الاستراتيجيين اليوم فى المؤسسة العسكرية الذين يحذرون من خسارة إسرائيل للمعركة ضد الفلسطينيين على الرغم من ذلك العنف الكارثى الذى قامت به منذ «طوفان الأقصي».