شهدت الحرب الدائرة بين اسرائيل وحزب الله أمس تصعيدا ملحوظا،رغم تصريح اسرائيل بأن المرحلة الاولى من عمليتها البرية فى لبنان اقتربت من النهاية، لكن غارات الاحتلال لم تهدأ أمس على مناطق مختلفة فى الجنوب اللبنانى وأوقعت عشرات الشهداء والمصابين، كما أن حزب الله رد عليها بضربات موجعة حيث وجه عشرات الصواريخ النوعية إلى أهداف عسكرية اسرائيلية وحقق بها خسائر مادية وبشرية للاحتلال.
أعلنـــت جمـــاعة حزب الله اللبنانية، أمس، استهداف قاعدة جليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العســكرية 8200 فـــى ضـــــواحى تل أبيب، بصلية صاروخية نوعية .
كما استهدف الحزب مناطق بيريا، وبار يوحاي، ويسود هامعلاه، ودلتون،، فى شمال إسرائيل بالصواريخ.
وأوضحت الجماعة، عبر «تليجرام»، أن عناصرها «استهدفت مستعمرات بيريا (شمال مدينة صفد)، وبار يوحاى (الصفصاف)، ويسود هامعلاه، ودلتون وشاعل بصلية صاروخية».
و أعلن حزب الله انه قصف بسرب من المسيّرات الانقضاضية قاعدة بلماخيم الجوية، والتى تحتوى على مركز أبحاث عسكرى ورادار لمنظومة حيتس، جنوب تل أبيب، وأصابت أهدافها بدقة.
بينما قالت الشرطة الإسرائيلية إن 19 شخصا أصيبوا فى منطقة شارون بوسط إسرائيل وجرى نقلهم إلى المستشفيات لتلقى العلاج بعد إطلاق 3 صواريخ من لبنان، بينما اصيب 11 آخرون فى بلدة الطيرة جراء صاروخ قادم من لبنان.
كما سُمع دوى انفجارات صباح أمس فى عكا ونهاريا وخليج حيفا وبلدات عدّة فى الجليل، بعد إطلاق صواريخ من لبنان. ودوت صفارات الإنذار فى خليــج حيفـــا ونهـــاريا وعكا ونحو 20 بلدة بالجليل.
فى تطور آخر لجأ عشرات الإسرائيليين إلى الملاجئ جراء تسلل 4 طائرات مسيرة من لبنان.
وأفــادت قنـاة 13 الإسرائيلية بعبور 4 طائرات مسيرة من لبنان بينما تم اعتراض إحداهن ولحقت أضرار بمصنع فى منطقة أخزيف بشمال نهاريا، مشيرة إلى دوى صافرات الإنذار فى منطقة الخليج بعد انطلاق 15 صاروخاً من لبنان.
بالتزامن مع ذلك أعلنت وزارة الصحــــة اللبنــــــانية اســــتشهاد 70 شخصا وإصابة 126 آخرين بالقصف الإسرائيلى على مناطق مختلفة فى لبنان، لا سيما جنوب وشرق البلاد، خلال الساعات الـ 24 الماضية.
واوضحت الوزارة ان غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت محافظة بعلبك الهرمل شرقى البلاد، مما اسفر عن استشهاد 52 شخصاً على الأقل، وهى الهجمات التى لم يصدر الجيش الإسرائيلى تحذيرات الإخلاء بشأنها.
فى الاثناء أعلن جيش الاحتلال اغتيال قياديين اثنين فى حزب الله مسئولين عن إطلاق أكثر من 400 صاروخ على إسرائيل فى أكتوبر المنصرم.
وأضاف الجيش أن القائدين هما موسى عز الدين قائد قوات حزب الله فى قطاع الساحل وحسن مجيد ديب قائد المدفعية بقطاع الساحل، مشيرا إلى أنهما قتلا فى منطقة صور.
وفى تطور آخر قال وزير النقل اللبنانى على حمية، إن ضربة إسرائيلية قرب معبر حدودى بين شمال شرق لبنان وسوريا أدت، إلى إغلاق المعبر بعد اعادة فتحه جزئياً.
وكان قصف إسرائيلى الشهر الماضى قد تسبب فى إغلاق المعبر. وأعيد فتحه جزئياً أمام السيارات، قبل إغلاقه مجدداً أمس.
من جهة اخرى أفادت تقارير إعلامية لبنانية بتنفيذ جيش الاحتلال عملية إنزال فى منطقة البترون الساحلية شمالى لبنان استهدفت القبطان «عماد أمهز».
وقالت مصادر أمنية لبنانية إنه تم اختطاف شخص فى البترون مع ترجيح بأن العملية نفذتها قوة إسرائيلية.
من جهته، قال وزير النقل اللبنانى على حمية ان المختطف هو قبطان بحرى لسفن مدنية وتجارية وتلقى تعليمه فى معهد مدني.
من جانبه قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إن القوات الأممية فى جنوب لبنان «اليونيفيل»، باقية لحفظ السلام ومستمرة فى مهامها، مؤكداً رفضها طلب الجيش الإسرائيلى بالانسحاب 5 كيلومترات من الحدود اللبنانية.
وأوضح لاكروا أن «انسحاب قوات اليونيفيل من جنوب لبنان سيكون سيئاً للغاية لأسباب عديدة، من بينها مفهوم نزاهة الأمم المتحدة وحيادها»، مؤكداً بقاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام للحفاظ على الخط والاستمرار فى القيام بما تم تكليفهم به.
على صعيد اخر ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يقترب من نهاية المرحلة الأولى فى جنوب لبنان، موضحة أن القيادة العسكرية أعدت خططاً لذلك.
وأضافت الهيئة أنه «تم تسريح الآلاف من أفراد قوات الجيش النظامية والاحتياطية، فى نهاية الأسبوع لالتقاط الأنفاس والراحة».
وبدأ الجيش بالتخطيط لإعادة انتشار قواته على الحدود اللبنانية، على خلفية المحادثات بشأن وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة اللبنانية بوساطة الولايات المتحدة.