ابحث عن الأمل، تجده فى كل تفاصيل حياتك، لكن «فتش» عنه بعين نقية وقلب صاف لا يشوبه أى سوء، ابحث عن الخيرين، ستجدهم فى منزلك وفى عائلتك، وإن لم يكن، ستجدهم فى مكان قريب منك، سواء كان فى المنزل المجاور أو فى شارعك، أو فى عملك أو منطقتك الأمر يحتاج إلى نظرة أمل.
يعتبر العمل الإنسانى جزءًا أساسيًا من قيم المجتمع المصري، حيث يسعى الناس دائمًا لمساعدة الآخرين وتخفيف معاناتهم فى زمن تتزايد فيه التحديات، سنجد أبطالاً حقيقيين يقدمون الدعم لكل من يحتاج إليه.. إن روح الكرم والعطاء تسرى فى دماء المصريين، وتظهر بوضوح فى العديد من القصص الإنسانية التى تلهمنا.
على سبيل المثال، قصة هدير ذات السبعة عشر عامًا، التى تعيش فى مركز ناصر بمحافظة بنى سويف، تم نشرها فى «الجمهورية معاك»، تعانى هدير منذ ولادتها من ضمور كامل فى خلايا المخ، مما أثر على قدرتها على الكلام والحركة والنمو، أصبحت لا تتحدث إلا بتلعثم ولا تتحرك إلا بكرس متحرك، وجسدها مثل الأطفال لا ينمو، ورغم كل الصعوبات، لا تزال تملء حياتها بالحب والأمل، لكن غذاؤها الوحيد هو لبن صناعى من نوع خاص.
والدها الذى تجاوز 63 عامًا من عمره يحمل آلام الحياة على كتفيه، يسعى جاهدًا لتوفير هذا اللبن لابنته، لكن ظروفه الصحية الصعبة نتيجة كسر فى الحوض حالت دون قدرته على العمل، وأصبح يعيش على معاش «التكافل والكرامة»، ولكن هذا المعاش لا يكفى لتلبية احتياجات الأسرة، مما يزيد من معاناتهم.
عندما نشرت قصة هدير فى صفحة «الجمهورية معاك»، تحركت قلوب أهل الخير، وتواصل العديد من الأشخاص أصحاب القلوب الرحيمة، منهم الدكتورة داليا عاصم صاحبة مبادرة خير نون النسوة، بدأوا بتقديم الدعم والمساعدة، ووفّروا لهدير كميات كبيرة من علب اللبن، مما أعاد الأمل إلى قلب والدها وأحيا فيهم الشعور بأن الخير لا يزال موجودًا.
هذه القصة ليست مجرد حكاية واحدة، بل هى مثال حى على تكاتف المجتمع المصري، إذ تظهر كيف يمكن للتعاون والرحمة أن يحدثا فرقًا كبيرًا فى حياة الأفراد، العمل الإنسانى هو جسر يربط بين القلوب ويخفف من آلام الناس، ويظهر أن لدينا جميعًا القدرة على إحداث تغيير إيجابي، هذا التجاوب الإنسانى يعكس جوهر الكرم والعطاء الذى يتمتع به أهل مصر.
مساعدة هدير ليست مجرد دعم مادي، بل هى رسالة قوية تعكس الإنسانية فى أبهى صورها.. تظهر لنا أن الأمل يمكن أن يولد من رحم المعاناة، وأن المجتمع، عندما يتكاتف، يمكنه تجاوز الصعاب وتحقيق أحلام البسطاء.
فلنتذكر دائمًا أن كل عمل إنساني، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يكون له تأثير كبير فى حياة الآخرين، إننا بحاجة إلى المزيد من هذه الروح الإنسانية لنزرع الأمل ونخفف الألم.
يكتسب الأمل لونًا جديدًا، ويصبح الدعم الذى يتلقاه من المجتمع نورًا فى طريقها، إننا بحاجة إلى مزيد من هذه المبادرات الإنسانية لنزرع الأمل فى قلوب من يعانون.