سكان نصف الكرة الأرضية يتطلعون إلى أن يحقق لهم تجمع «بريكس» نظاما دوليا متعدد الأقطاب ويكون عادلا.. يخشى نصف سكان العالم ان يزداد طغيان نظام القطب الواحد والأوحد طغيانا وجبروتا أكثر مما هو عليه الآن ويخشى البعض منهم ان يطالهم ما طال غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران وما سبقهم افغانستان والصومال والعراق ما جرى لقطاع غزة ولبنان لم يحدث فى التاريخ من تجريف الحياة بشرا وحجرا بأحدث وسائل التدمير والتخريب والرعب وأحدث ما أنتجه المجمع العسكرى للقطب الواحد من أسلحة حرق الأرض ومن عليها.. وكأنه يقوم بتجريبها لما هو قادم وفى مناطق أخرى ومذاعة على الهواء مباشرة وعلى مدار الساعة فى رسالة تحمل الرعب والإرهاب للجميع وبطبيعة الحال فإن ما يقوم به القطب الأوحد يلقى معارضة سياسية وإعلامية وشعبية لا تغير من جبروته ولا تجبره ولا توقف جرائمه وإرهابه الفاجر.
لكل تلك المخاوف تتعلق شعوب نصف الكرة الأرضية التى تمثل الأرضية والقاعدة والركيزة لتجمع بريكس بأمل ان يعجل التجمع فى تحقيق آمالها وطموحاتها فى نظام دولى عادل ومتعدد الأقطاب يكون لشعوب الجنوب صوتا مسموعا مثلها مثل شعوب دول الشمال.
«تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين «كان شعار قمة بريكس الأخير فى مدينة قازان الروسية وهو شعار حظى باجماع واتفاق للعمل على ان تعكس القرارات والبيان الختامى للقمة محتوى هذا الشعار وفى اتجاه توسيع الشراكات والعمل المشترك وفى إطار التوجهات المشتركة لدعم عالم متعدد الأقطاب وأكثر عدلا وسادت روح العمل المشترك لإقامة نظام عالمى عادل بل إن هناك بالفعل بعض الأعضاء تعمل من أجل إنشاء وتشكيل نظام عالمى ومتعدد الأقطاب.
الإعلام الغربى يشكك فى قدرة بوتين وتجمع بريكس لإعادة بناء نظام دولى جديد ويزعم ان دعوة بوتين فى هذا الشأن هى محاولة لتفكيك النظام الليبرالى الغربى وإنشاء نظام جديد يتماشى مع القيم الروسية وبالتالى يكون بديلا لمجموعة الدول الصناعية السبع وهى مزاعم غربية جاهزة و»معلبة»تخرج إلى الإعلام الغربى بادعاءات وأكاذيب حول محاولات لهدم النظام الغربى الليبرالى وللاجتراء على الدعاوى الكاذبة لمنظومة ما يسمى حقوق الإنسان التى إذا «ديست» فى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وفى أى أرض خارج الأفق الغربى لا نجد صوتا غربيا يدافع عنها ومن حق العدو الصهيونى ومن ورائه تحالف الشر الغربى ان يدوسون على حقوق الشعب الفلسطينى على مدى 76 عاما دون ان يرفل لهم رمش ودون ان يكون هناك غضاب أو معارضة من خارج أو داخل دول ذلك التحالف الشرير الذى أنتج الإرهاب ويموله ويرعاه ويدعمه لكى تظل السيطرة والهيمنة له كاملة على هذه المنطقة ومناطق أخرى من العالم لكى يزداد نفوذه اتساعا وتظل قدرته على اغتراف الثروات مستمرة دون مقاومة.
الرئيس الروسى يرى ان النظام العالمى متعدد الأقطاب فى طور التشكيل وانها عملية جارية وأنها عملية ديناميكية لا يمكن عكسها مؤكدا أن إستراتيجية بريكس تستهدف أكبر جزء من المجتمع الدولى الذى يمثل الأغلبية العالمية.
حلم تشكيل نظام دولى متعدد الأقطاب وإنشاء عالم أكثر عدلا حمله أكثر من رئيس يقودون أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية وبعضهم قادة من الجنوب الأكثر حاجة وتطلعا لعالم أكثر عدلا وهو حلم وأمل تاريخى منذ مرحلة الحرب الباردة وصراع القطبين على استمرار الهيمنة على الجنوب دون أى مراعاة لميثاق الأمم المتحدة ووثائقها والقانون الدولى واتفاقياته التى ملأت ادراج المنظمات الدوليه ولا تحترم من دول تحالف الشر الغربية.
حلم دول الجنوب فى عالم أكثر عدلا يقترب ودارت عجلات قطاره مع قيام تجمع بريكس وانضمام عدة دول كبرى مثل مصر وجنوب إفريقيا والهند والصين والبرازيل وإيران إليه وطلب العديد من الدول الانضمام إليه ما يعكس أهمية التجمع وحاجة العالم الذى تختل الموازين فيه إلى إعادة التوازن إليه ليسود العدل والأمان والأمن ولكى لا تطغى وتتجبر دولة بقوة السلاح وتعتدى على دولة أخرى ولكى تجد الدولة الضحية من يقف معها ويدافع عنها ويتصدى معها للعدوان ونأمل ان يسود العدل والأمان للجميع وان يعيش العالم بأمان وبخاصة دول الجنوب.