ما زالت ردود الأفعال تتوالى بعد مرور أكثر من 100 يوماً على القصف الإسرائيلى لقطاع غزة، الذى يعانى من كارثة انسانية سيذكرها المؤرخون بأنها الأسوأ فى التاريخ المعاصر، خاصة فى ظل مساعدة الغرب للكيان المحتل فى ابادته الجماعية لأكثر من مليونى فلسطينى داخل القطاع، الذى بات لا يصلح للعيش بعد تدمير البنية التحتية وكافة المرافق الحيوية.
من باكستان وقبرص إلى البرتغال وفرنسا، خرجت عدة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين فى عدد من عواصم العالم للتذكير بمرور 100 يوم من الخراب والدمار والقتل العمد، منذ بدء الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
طالب عشرات الآلاف من المتظاهرين المتأثرين بالوضع المأساوى للفلسطينيين بالوقف الفورى للحرب، منددين بالمساندة الأمريكية والبريطانية لإسرائيل، حيث خرج المئات من المتظاهرين فى كراتشى وليماسول وإسطنبول مناشدين المجتمع الدولى بإيقاف فورى لإطلاق النار فى غزة.
وفى العاصمة البرتغالية لشبونة، قام حشد كبير بمسيرة أمام السفارة الأمريكية لمطالبة واشنطن بالضط من أجل انهاء الحرب.
فى المقابل، لايزال الموقف الأمريكى الداعم للكيان المحتل كما هو دون تغيير بالرغم من شواهد الابادية الجماعية كل ساعة، الأمرالذى وضع القانون الدولى على المحك بعد فقدان الثقة فى امكانية تطبيقة لوقف هذه الجرائم الانسانية.
فى تصريح غريب لا يصدر من مجتمع عريق يؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان، قال رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون، إن الموظفين الحكوميين الذين يشاركون فى مسيرة للاحتجاج على سياسات الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بالحرب بين حماس وإسرائيل «يستحقون الطرد».
جاءت تصريحات جونسون الصادمة لمؤيدى حقوق الرأى والتعبير، بعد تقارير تفيد بأن العديد من موظفى الحكومة الفيدرالية ينوون الانسحاب اليوم من العمل، للتعبير عن احتجاجهم على سياسة بايدن وادارته فى التعامل مع الحرب الدائرة فى قطاع غزة.
وتعهد زعيم مجلس النواب بأنه سيعمل مع رئيس الرقابة الجمهورى فى مجلس النواب جيمس كومر، عن ولاية كنتاكي، لبدء إجراءات تأديبية ضد أولئك الذين يشاركون فى الاحتجاجات.
وقال جونسون فى تغريدة نشرها على منصة «إكس»، «إن أى موظف حكومى يحتج على الدعم الأمريكى لحليفتنا إسرائيل ويتجاهل مسئوليته، ويسيء استخدام ثقة دافعى الضرائب.. يستحق الطرد».
فى الوقت نفسه قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، عبر حسابه على منصة «إكس»، أمس، إنَّ بلاده لن تهدأ حتى تلم شمل المحتجزين فى قطاع غزة مع أسرهم.
لم يخص الوزير الأمريكى المخضرم بأى ذكر، القتلى والمصابين والنازحين والأطفال الجوعى من الفلسطينيين، كما لم تفلح جولاته داخل إسرائيل فى الضغط عليها لوقف الحرب التى أدت إلى تدمير قطاع غزة و قتل أكثر من 24 ألف فلسطينى حتى الآن.
وفى وقت سابق أيضاً، قال الرئيس الأميركى جو بايدن إنه يتطلع لإعادة المحتجزين فى قطاع غزة فى أقرب وقت، مضيفاً فى بيان نشره البيت الأبيض بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب فى غزة، أن الجهود الأميركية لم تتوقف لإعادة المحتجزين، الذين ذكر أن عددهم أكثر من مائة شخص ، بينهم ستة أميركيين، دون ذكر للمجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطينى أو عشرات الآلاف من المعتقلين فى سجون الاحتلال.
من جانبها، تتحرك الأمم المتحدة ومنظماتها للمحاوله فى انهاء هذه الحرب الدامية لكن دون انجاز يذكر حتى الآن.
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مؤخراً، إن سكان غزة يعيشون جحيماً، ولا يوجد مكان آمن بالقطاع بعد 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على القطاع.
أضاف فى بيان، أن تعرض المرافق الصحية فى غزة لأكثر من 300 هجوم، وعدم توفر المساعدات الحيوية أدى إلى توقف غالبية المستشفيات فى القطاع عن العمل، مشيراً إلى أن 15 منشأة طبية فقط لا تزال تعمل، لكنها تقدم رعاية صحية محدودة، وسط ضربات وقصف لا يهدأ على مدار 24 ساعة.
حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية من تفشى الأمراض بين السكان الذين يضطرون إلى التجمع فى مساحات أصغر من أى وقت مضي، مع وجود القليل من المياه النظيفة والصرف الصحي.
أكد المسئول الأممى على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء الحرب لمنع سقوط المزيد من الوفيات والإصابات.