رغم الحديث مؤخرا عن انفراجة محتملة فى حرب اسرائيل وحزب الله المفتوحة والمستمرة منذ أكثر من شهر ، يواصل الاحتلال الاسرائيلى استهداف مناطق مختلفة فى جنوب لبنان , حيث استهدف بسلسلة غارات ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، كما تحدث إعلام لبنانى عن غارات اخرى على مدينة بنت جبيل، وعدة بلدات اخري.
اصدر الاحتلال أوامر اخلاء لمناطق الغبيرى ومحيط حارة حريك و الكفاءات و طريق المطار القديم وتحويطة الغدير فى الضاحية الجنوبية وبعدها باقل من نص ساعة شن 14 غارة جوية عنيفة مما خلف دمارا هائلا فى المناطق المستهدفة، حيث سويت عشرات المبانى بالأرض، ووقع مزيد من الشهداء والمصابين.
فى نفس الوقت أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاى أدرعي، أنّ الجيش هاجم مستودعات أسلحة لمقرّات قيادة تابعة لقوة الرضوان ووحدة التسلّح التابعة لحزب الله فى منطقة قصير بسوريا.
بينما ارتفعت حصيلة الضحايا فى سلسلة الغارات الإسرائيلية على مدينة بعلبك ومحيطها إلى 11 شهيدا و14 جريحا.
فى السياق أعلن جيش الاحتلال أنه دمر 70 ٪ من المسيرات التابعة لحزب الله، منذ التصعيد فى سبتمبر الماضي، حسبما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست.
وذكرتقرير نشرته واشنطن بوست الامريكية ان آلاف المبانى فى بلدات حدودية لبنانية تعرضت لأضرار أو دمار بسبب الهجمات الإسرائيلية، وهو ما يقدر بربع مبانى جنوب لبنان.
وأفادت الصحيفة بأن ما لا يقل عن 5 آلاف و858 بناية فى المنطقة الحدودية قد تأثرت، استنادا إلى تحليلها لصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو. وقد تأثر تقريبا 25 ٪ من جميع المبانى فى 25 بلدة على طول الحدود مع إسرائيل.
ووقعت معظم الأضرار منذ بداية الهجوم البرى الإسرائيلى فى جنوب لبنان فى أوائل أكتوبر الماضى ، ومنذ ذلك الحين، يتضاعف حجم الدمار تقريبا كل أسبوعين.
وأظهر تحليل مقاطع الفيديو أيضا أن ما لا يقل عن تسعة مواقع دينية قد تضررت أو دمرت فى انفجارات يجرى التحكم بها.
بدورها أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقها من تأثير العمليات الإسرائيلية على المدنيين والبنى التحتية فى لبنان.
من جهة اخرى قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت 55 هجوما إسرائيليا على العاملين فى مجال الرعاية الطبية والمرافق الصحية فى لبنان.. وحذرت من خطورة الوضع الصحى بلبنان.
فى المقابل اطلق حزب الله صلية صواريخ على كريات شمونة ومستوطنات شمالى إسرائيل، ونحو 20 صاروخاً على الجليل شمالى إسرائيل فى رشقة صباحية.
كما عرض حزب الله اللبناني، مشاهد من عملية استهدافه لمستوطنة كرمئيل شمال إسرائيل بعدد من الصواريخ. بينما ضربت تجمع لجنود إسرائيليين فى بلدة الخيام بجنوب لبنان بعدد كبير من الصواريخ واوقع اصابات مباشرة.
من جانبه أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى خلال لقائه مع قائد قوات اليونيفيل الدولية، عن رفضه المس بمهام القوات الدولية التى يتم تنفيذها بالتعاون مع الجيش اللبناني.
وأكد ميقاتي، الذى استقبل القائد العام للقوات الدولية العاملة فى جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو، أن لبنان ملتزم بالقرار الأممى 1701، مشيرا إلى أن التصريحات الإسرائيلية والمؤشرات الدبلوماسية تؤكد رفض إسرائيل للحلول المقترحة.
أفاد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى بأن التصريحات الإسرائيلية والمؤشرات الدبلوماسية التى تلقاها لبنان تؤكد العناد الإسرائيلى فى رفض الحلول المقترحة.
وبحث ميقاتى مع لازارو العدوان الاسرائيلى المتمادى على لبنان والصعوبات والتهديدات التى تواجهها اليونيفيل فى مهامها.
وخلال الاجتماع، جدد ميقاتى «التعبير عن تقدير لبنان للجهود الشاقة التى تبذلها اليونيفيل فى هذه المرحلة الصعبة، والتمسك بدورها وبقائها فى الجنوب وبعدم المس بالمهام وقواعد العمل التى انيطت بها والذى تنفذه بالتعاون الوثيق مع الجيش».
وعبّر رئيس الحكومة اللبنانية «عن إدانته للاعتداءات الاسرائيلية على اليونيفيل والتهديدات التى توجه اليها»، كما عبر عن تقديره «لإصرار العديد من الدول الصديقة للبنان على استمرار اليونيفيل فى عملها فى الجنوب».
فى المقابل أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن وقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل، جاء ذلك خلال لقائه المبعوث الأمريكى أموس هوكستين، كما شدد نتنياهو على ضرورة إحباط أى تهديد قد يشكله حزب الله.
فى تطور آخر قال مصدر سياسى لبنانى كبير ودبلوماسى رفيع المستوى إن الولايات المتحدة طالبت لبنان بإعلان وقف إطلاق النار «من طرف واحد» مع إسرائيل.
وأوضح المصدران أن المبعوث الأمريكى إلى لبنان آموس هوكستين طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد مع إسرائيل»، فى إطار الجهود الرامية لدفع المفاوضات التى تهدف إلى حل الصراع المستمر منذ أكثر من عام.