حقاً انها الساحرة التى سحرت العقول واستحوذت على الأفئدة بغالبية الشعوب بالدرجة ان بعضهم صاروا يتصرفون بحماقة وغوغائية فى أحيان كثيرة بل والبعض من المندفعين لا يستطيعون السيطرة على مشاعرهم فيرتكبون أعمال شغب تقودهم إلى المحاكم.. وربما يفقد البعض حياته.
إنها الساحرة التى قال عنها موسوليني: الفوز أو الموت للمنتخب الايطالي.. والذى قال عنها الراحل جمال عبدالناصر: لا أريد فرقا تأتى لهزيمتنا على أرضنا بعد الهزيمة من المنتخب البرازيلى والتى جعلت معمر القذافى يقول: الفيفا.. مافيا عالمية ويجب محاكمة المسئولين عنها.
انها الساحرة التى تسببت نتيجة العصبية والتشدد فى حرب بين دولتى السلفادور وهندوراس عام 1969 استخدمت فيها الطائرات الحربية لمدة ٤ أيام راح ضحيتها حوالى 3 آلاف شخص من الجانبين وقطع العلاقات لأكثر من 11 عاما.
أقول ذلك بمناسبة الأحداث المؤسفة التى وقعت خلالها كأس السوبر المصرى الذى أقيم بالإمارات العربية بين فرق الأهلى والزمالك وسيراميكا وبيراميدز وخرج فيه ثلاثى لاعبى فريق الزمالك عن النص مصطفى شلبى ونبيل عماد «دونجا» وعبدالواحد السيد بعد الاعتداء على أحد أفراد الأمن خلال المباراة مع بيراميدز.. مما أدى إلى توقيفهم وحجزهم فى الشرطة بأبوظبى وتقديمهم للمحاكمة وهم محبوسون.. مع دفع كفالة 600 ألف درهم.. تم صدور حكم ضدهم لمدة شهر ليصدر الشيخ محمد بن زايد قراراً بالعفو عنهم تقديراً للعلاقات بين البلدين لكن الحقيقة أن ما جرى كان من الممكن الاستغناء عنه تماماً.. ولكنها كرة القدم الساحرة اللعبة الأكثر شعبية فى العالم والتى خلبت القلوب وسيطرت على العقول ليس من اللاعبين فقط وانما من المشجعين أيضاً.
الحقيقة.. كرة القدم.. لعبة ممتعة وشيقة.. وجماهيرية يجب أن يتحلى اللاعبون والمشجعون فيها بالروح الرياضية والطيبة والقبول بنتائج المباريات أياً كانت.. فالأرض لن تتوقف عن الدوران ولا هى نهاية العالم، لأنها فى النهاية منافسة رياضية فيها الغالب والمغلوب، فلا فوز على طوال الخط والعكس كذلك، المهم الاستمتاع، فالفنيات على المستطيل الأخضر كما ان العصبية والشغب والانفعال لن يغير من الأمر شيئا وكم من فرق كانت ساطعة سطوع الشمس فى السماء وخبا ضوؤها.
صراحة.. أخذت أزمة الزمالك أكثر مما يستحق.. اختلط فيها الحابل بالنابل واصطاد فيها البعض فى الماء العكر.. وخرج فيها البعض عن سياق اللباقة أو الروح الرياضية.. وهذا لا يجوز.. فلكل حصان كبوة والزمالك ناد أكبر من كل هذا.. فهو ناد عريق وله محبيه ومشجعيه بل والمهوسون به.. لذا لم يكن من الداعى التطاول والتجريح رغم اننى أشجع النادى الأهلي.
أزمة الزمالك فى أبو ظبي.. ذكرتنى بما يحدث فى الملاعب من عنف وشغب.. يندى لها الجبين.. وان تصرف الثلاثى الزملكاوى لا يساوى شيئا عما يحدث فى أندية أخرى ليس فى مصر بل فى العالم ليس على مستوى الأندية بل الدول نفسها.. وهذا ما جعلنى عقب مباراة مصر والجزائر المؤسفة فى نوفمبر عام 2009 أقوم بتأليف كتاب باسم «مصر والجزائر والجرح الغائر» صدر فى نوفمبر 2010.. لأن الأحداث المؤسفة التى وقعت تسببت فى الخوض فى الأعراض وتلويث سمعة البلدين، ليس هذا فقط بل وصل الأمر إلى اتخاذ أبعاد سياسية كادت تفسد العلاقة بين البلدين وقطع للعلاقات.. رصدت فى الكتاب كل مجريات الأمور التى صاحبت الأحداث، كما حرصت على الاستشهاد بنماذج ليست مماثلة بل أكثر دموية فى عالم الكرة ومنها بعد ذكر حرب الكرة بين هندوراس والسلفادور.. ما حدث بين منتخب البيرو والأرجنتين فى كأس العالم عام 1964 والتى راح ضحيتها 300 قتيل و500 جريح وعام 2000 شهدت مباراة الترجى التونسى وهارتس أوف أول الغانى فى بطولة رابطة الأبطال الافريقية أحداث شغب راح ضحيتها 6 مشجعين، ناهيك عما شهدته الأندية داخل البلدان نفسها ومنها أحداث دامية فى بورسعيد بمصر وفى ملعب هيلزبروه بانجلترا وفى العاصمة النيبالية كتماندو.. وغيرها مما لا حصر له.
ولأن كرة القدم أخذت أبعادا سياسية وسفلية واستثمارية ورياضة رابحة بالمليارات فقد قمت بتأليف كتاب آخر رياضى اسميته السحر والعنف والبيزنس فى كرة القدم سلطت فيه الضوء على كل صغيرة وكبيرة عن عالم الكرة المستديرة والتربح من هذه اللعبة والتسابق على شراء الأندية بالمليارات من الدولارات والنجوم بمئات الملايين وكيف تلجأ بعض الدول إلى استخدام السحر بوضع التمائم وعظام الموتى وغيرها إما لجلب الحظ أو لسحر أعين المنافس فلا يرى الكرة فى الملعب وأشهر الدول التى استخدمت ذلك خاصة فى افريقيا.. وللحديث بقية.
>> وأخيراً..
> غلق باب الترشح فى 11 اتحادا لخوض انتخابات مجالس الإدارات لدورة جديدة تمتد لـ 4 سنوات.
> مبروك.. تولى محمد معيط وزير المالية السابق.. المنصب الجديد بصندوق النقد الدولي.
> 6.5 مليون طن.. مؤشرات محصول الأرز هذا العام.. بشرى خير.
> العالم يترقب بشغف افتتاح المتحف المصرى الكبير.
> رئيس الوزراء مصطفى مدبولي.. كل أسبوع فى محافظة.. برافو.
> الضربة الأخيرة لإسرائيل ضد ايران.. تذكرنى بألعاب الأتاري.
> طرح وزارة الاسكان 5 ٪ لذوى الهمم فى الوحدات السكنية.. يؤكد اهتمام الدولة الكبير بهؤلاء.