رئيس الوزراء افتتح مؤتمر «يوم المدن العالمى 2024» بمحافظة الإسكندرية بحضور الدكتورة منال عوض وزير التنمية المحلية والدكتورة رانيا المشاط وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والدكتور شريف الشربينى وزير الإسكان والسيد على أبوسنة رئيس جهاز شئون البيئة ممثلاً عن وزير البيئة وإيلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر وأحمد رزق مدير مكتب مصر فى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية والفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية.
بدأت فعاليات الاحتفالية بعرض فيلم قصير عن محافظة الإسكندرية بعنوان «قصة مدينة»، والذى تم خلاله استعراض التنوع الثقافى والحضارى لعروس البحر المتوسط، وأول مدينة صياغة معنى التحضر والرقى للعالم كله منذ الإسكندر الأكبر حتى مصر الحديثة، وإحياء مكتبة الإسكندرية واكتشاف آثار المدينة الغارقة التى تعتبر أكبر متحف مغمور تحت الماء.
أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى التزام مصر الراسخ بتوطين التنمية المستدامة فى مجال المناخ.
قال مدبولي- خلال احتفالية اليوم العالمى للمدن بمحافظة الإسكندرية- إن «اختيار الإسكندرية بموقعها الإستراتيجى وتاريخها العريق لتكون مقر المؤتمر يجسد ما تعنيه المدن الساحلية من قدرة على التكيف والابتكار فى مواجهة التحديات البيئية»، مضيفا أن الإسكندرية ليست مركزا ثقافيا وحضاريا فريدا فى المنطقة فقط بل أيضا هى نموذج ملهم للمرونة والتكيف مع التحديات الحضارية المعاصرة.
قال رئيس مجلس الوزراء إن «هذا الحدث سوف يتيح لنا فرصة استكشاف حلول جديدة للتحديات البيئية التى تواجه المدن خاصة التى تتعرض لضغوط متزايدة جراء التغير المناخى مثل مدننا الساحلية».
أضاف أن موضوع اليوم العالمى للمدن فى الأقصر عام 2021 كان حول تكيف المدن للمرونة المناخية، أما موضوع اليوم فيركز على دور الشباب فى قيادة العمل المناخى والمحلي، موضحا أن هذا التكامل بين الفعاليات المختلفة من قمة المناخ فى شرم الشيخ عام 2022 إلى استضافة المنتدى الحضارى فى القاهرة وتركيزه على أن جميع الجهود التنموية لجعل مدننا مرنة ومستدامة تبدأ محليا، يؤكد التزام مصر العميق بقضايا التنمية المستدامة على المستوى الدولى ويبرز جهودها فى توطين التنمية فى مجالات المناخ وتمكين المجتمعات المحلية.
أكد مدبولى التزام الحكومة المصرية بإحراز تقدم كبير فى تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وخاصة المتعلقة بالمناخ والمدن والمجتمعات المحلية المستدامة، ووفقا لتقرير التنمية المستدامة لعام 2024 تقدمت مصر فى التصنيف العالمى حيث تحتل اليوم المرتبة 83 من بين 166 دولية وهو تقدم ملحوظ يؤكد نجاح الاستراتيجيات الوطنية.
ولفت أنه فيما يخص الهدف الثالث عشر المتعلق بالعمل المناخي، تواصل مصر جهودها للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية، إذ نسعى لدعم هذا التحول من خلال السياسات الحكومية وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة فى هذه المشروعات المهمة».
أضاف أن أكبر تحد أمام الخطط الطموحة للتنمية المستدامة هو توفير التمويل، وفى خطوة تهدف لتحقيق الاستدامة المالية، أطلقت الحكومة المصرية الإستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل، والتى تعتبر مرجعا أساسيا لضمان توافق السياسات المالية مع احتياجات التنمية فى المدن، وتعزز هذه الإستراتيجية من التوازن بين المحافظات وتهيئ بيئة ملائمة لتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومن خلال حدث اليوم نستعرض بعض الأمثلة الناجحة لهذه الشراكات فى مدينة الإسكندرية حيث نجحت المدينة فى جذب الاستثمارات الخاصة بمشروعات مرتبطة بالمرونة المناخية.
أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن مصر مستمرة منذ قمة المناخ عام 2022 فى تمثيل القارة الأفريقية بجهود حثيثة لتعزيز الالتزام بالاستدامة الحضارية لمواجهة التحديات المتلاحقة التى تواجه المجتمع المحلى وتحويلها إلى فرص اقتصادية كبيرة لتطوير مشروعات جديدة لتوفير وظائف ودعم الاقتصاد المحلي.
أوضح «فى هذا السياق تتبنى الحكومة المصرية نهجا تدريجيا داعما للامركزية لضمان مشاركة مرنة وفعالة للمدن والمجتمعات المحلية فى المسار التنموي، والعمل على تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص وشركاء التنمية الدوليين، على رأسهم منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، كما نؤمن بأن الشباب قادرون على ابتكار حلول جديدة للتحديات التى تواجه المدن لذا نعمل على تمكينهم من لعب دور فاعل فى التنمية المستدامة فى المجتمعات المحلية».
شددت الدكتورة منال عوض وزير التنمية المحلية، على التزام الدولة المصرية بمواجهة التحديات المناخية وتعزيز التعاون الإقليميوالدولى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أوضحت عوض أن استضافة مدينة الأسكندرية لليوم العالمى للمدن يؤكد على قدرتها للتصدى للتحديات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة مشيرة أن هذا الحدث ليس إلا محطة فى مسيرة مصر الطموحة حيث تستعد مدينة القاهرة لإستضافة المنتدى الحضرى العالمى فى الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر.
قال محافظ الإسكندرية أحمد خالد إن الاحتفالية تهدف إلى تعزيز الجهود الدولية لتسريع وتيرة التحضر ودفع التعاون وتبادل الخبرات بين البلدان من أجل تنفيذ الحلول واستغلال الفرص لتحسين جودة الحياة داخل المدن مع دعم العمل الجماعى وحشد الجهود الدولية لمواجهة التحديات التى تعوق علمية التحضر المستدامة.
قال خالد فى كلمته خلال الاحتفالية، إن مدينة الإسكندرية التى تأسست عام 332 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر تعد أكبر مدن العالم التى عرفت معنى التحضر والعصرية وحازت السبق الحضارى والصدارة فى جميع المفاهيم المتعلقة ببناء المدن وتخطيطها وتحسين جودة حياة قاطنيها، حيث امتزجت بها جميع الثقافات وتلاقت فيها كافة الأمم والشعوب، وأهدت للعالم العلوم والفنون والحكمة، ومثلت مركز تجارته الأول ونقطة التلاقى بين الشرق والغرب، كما عرفت الإسكندرية قبل جميع المدن بالمنشآت اللوجستية والخدمية فكان ميناؤها أكبر موانئ البحر المتوسط وكانت مركزا رئيسيا للتجارة وتبادل الثقافات بين الشرق والغرب.
أضاف أن مدينة الإسكندرية ضمت أول طريق سريع عرفه العالم الطريق «الكانوبى القديم» والذى ضم على جانبيه كافة المنشآت الهامة ويقع فى نهايته الميناء مما يعمل على تسهيل وتيسير عملية التجارة والنقل.
قال مدير مكتبة الإسكندرية د. أحمد زايد، إن مصر بذلت جهودا كبيرة للتغلب على مشكلات العشوائية الحضرية بأسلوب علمي، ووضعت خططا مدروسة جعلت العالم كله يشيد بالتجربة المصرية، مضيفاً أن الإسكندرية أيقونة مدن البحر المتوسط بتاريخها العريق وثقافتها التى علمت العالم التسامح والتنوع، والصرح الثقافى المصرى الذى يثبت على مر الأيام أنه منارة فكرية وثقافية تشكل همزة الوصل عبر مدن البحر المتوسط وعبر كل أرجاء العالم الحديث، تأخذ منه وتعطيه، وتنشر الثقافة المصرية التى تقوم على المحبة والسلام، والتى تؤكد للعالم كله أن طريق التنمية والبناء أهم وأبقى من طريق الحروب والصراع والهدم، وأن السعى نحو الحداثة والمدنية هو الطريق نحو التنمية المستدامة.
قال وزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية الصينى نى هونج، إننا ناقش خلال الاحتفال كيفية تعزيز التنمية المستدامة للمدن العالمية، لافتا إلى أنه منذ إنشاء اليوم العالمى للمدن يركز على تعزيز أهداف التنمية المستدامة للمدن العالمية ويهدف إلى خلق نمط تنمية شامل ومتوازن منسق ومتسامح ومتعاون ومزدهر للجميع.
أشار وزير الإسكان الصينى إلى أن اختيار الاحتفال فى مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط، وافتتاح رئيس الوزراء له، يعكس الأهمية الكبيرة من الحكومة المصرية ودعمها القوى لقضية التنمية المستدامة للمدن العالمية.
دعا الأمين العام المساعد لشئون الشباب بالأمم المتحدة، فيليب بوليه خلال كلمة مسجلة عبر تقنية الفيديو- الجميع للانضمام إلى جهود الأمم المتحدة من أجل إحداث التغيير، للتوصل إلى نتائج إيجابية فى مجالات حركة المدن المستدامة والتغير المناخي.
أضاف بوليه، أن الشباب يعملون فى مصر وأفريقيا بشكل جاد للإعلاء من مجتمعاتهم، منوها بأن هذه الجهود تعطى موظفى الأمم المتحدة الكثير من التحفيز والإلهام لمواجهة التغير المناخي.
أشار إلى أن الشباب فى الجنوب العالمى يواجهون تحديات كبيرة، مشددا على ضرورة التعاون مع جهود الشباب لتحقيق التنمية والاستدامة، لأن الشباب هم قلب التحول الحضرى والاستدامة.
أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، آنا كلوديا روسباخ، خلال الاحتفالية التزام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، بالعمل على تنمية فكرة الاهتمام بالمدن والتعاون مع الحكومات المحلية فى عدة بلدان، ضمن التوصيات التى تم الاتفاق عليها بما يتوافق مع خطط الأمم المتحدة.
مدبولى فى سوق اليوم الواحد.. ويحاور رواد النبى دانيال
قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ، أن محافظة الإسكندرية تحظى بعدد كبير من مشروعات التطوير، بما يُسهم فى تعزيز المكانة الحضارية والثقافية والسياحية لتلك المحافظة العريقة.. مشددًا على الاهتمام البالغ الذى توليه الدولة لتطوير مُختلف المواقع بجميع محافظات الجمهورية، وبشكل خاص بتطوير المناطق الأثرية .
جاء ذلك خلال تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقيه، مشروع تطوير «شارع النبى دانيال»، بحى وسط خلال جولته اليوم بمحافظة الاسكندرية .
أشار أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، إلى أن «شارع النبى دانيال» هو أقدم وأعرق شوارع محافظة الإسكندرية؛ مُوضحـاً أن تـاريخ الشــارع يعــود إلى عام 331 قبل الميلاد، حيث يُعد محوراً ثقافياً وحضارياً وتراثياً مُهماً لمدينة الإسكندرية. لافتاً إلى أن الشارع يعتبر بمثابة مُجمعا للأديان السماوية الثلاثة، حيث يضم مسجد النبى دانيال، والكنيسة المرقسية وهى أقدم كنيسة فى أفريقيا، ومعبد إلياهو وهو أقدم المعابد اليهودية التى شُيدت فى الإسكندرية.
وخلال جولته، حرص الدكتور مصطفى مدبولى على تحية المواطنين المتواجدين بالشارع، كما أجرى حواراً مع عدد من الطلاب للتعرف على انطباعاتهم، وأبدوا جميعهم إعجابهم الشديد بأعمال التطوير التى تشبه الشوارع الفرنسية والأوروبية.
وفى ذات الإطار، قام الدكتور مصطفى مدبولي، بإجراء حوار مع أصحاب المحلات بالشارع حيث أشادوا بجودة ودقة الأعمال المُنفذة، كما أعرب أصحاب أكشاك بيع الكتب عن سعادتهم بأعمال التطوير، مُؤكدين أن المحلات والأكشاك شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين بعد تنفيذ أعمال التجميل والتطوير.
كما تفقد رئيس الوزراء ومرافقوه تفقدوا أيضاً «سوق اليوم الواحد للمزارعين والمنتجات الغذائية» بمحطة الرمل.
واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من محافظ الإسكندرية، الذى قال إن سوق اليوم الواحد للمزارعين والمنتجات الغذائية قد تم افتتاحه منذ أسبوع بميدان محطة الرمل وسط الإسكندرية، وهو تجربة مميزة لبناء قدرات أسواق المزارعين.
ويسهم فى تحقيق أهداف الدولة الاستراتيجية؛ بتوفير السلع والمنتجات الزراعية من المزارع إلى المستهلك مباشرة، وذلك فى إطار الجهود الحكومية المبذولة بالشراكة مع القطاع الخاص والخبرات العالمية لتحقيق متطلبات الأمن الغذائى المستدام.
حرص رئيس الوزراء على إجراء حديث ودى مع عدد من البائعين وأصحاب المحال والتأكد من أن المنتجات الزراعية تصل، عبر هذه السوق، من المزارع إلى المستهلك مباشرة.
واطمأن مدبولى على الأسعار وجودة المنتجات، حيث أكد البائعون أنهم يعرضون منتجات مزارعهم، سواء الزراعية أو منتجات المناحل، بجودة مميزة للمستهلك. وبالفعل أشاد رئيس الوزراء بجودة المنتجات المعروضة وانخفاض أسعارها.