حديثنا اليوم عن واحد من اهم رواد حركة الشعر الحر العربى ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى ابن مدينة الزقازيق الشهير بصلاح عبدالصبور وهو واحد من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة فى التأليف المسرحى وفى التنظير للشعر الحر، تلقى تعليمه فى المدارس الحكومية ثم التحق بكلية الآداب جامعة فؤاد الاول (القاهرة حالياً) فى عام 1947 حيث درس اللغة العربية وفيها تتلمذ على يد الرائد المفكر الشيخ أمين الخولى الذى ضم تلميذه النجيب إلى جمعية (الأمناء) التى كونها ثم إلى (الجمعية الأدبية) التى ورثت مهام الجماعة الاولي. كان للجماعتين تأثير كبير على حركة الابداع الأدبى والنقدى فى مصر، ثم حصل على بكالريوسفى اللغة العربية عام 1951، وعمل بعد تخرجه مدرساً فى احد المعاهد الثانوية إلا ان هوايته الادبية استغرقته ومارسها حتى اثناء التدريس. وقد تنوعت المصادر التى تأثر بها عبد الصبور من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربى مروراً بسير وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافظ اللذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته فى بعض القصائد والمسرحيات.
ويقول المؤرخون ان عبد الصبور صاغ باقتدار سبيكة شعرية نادرة من صهره لموهبته ورؤيته وخبراته الذاتية مع ثقافته المكتسبة من الرصيد الابداعى العربى ومن التراث الانسانى عامة وبهذه السياسة اكتمل نضجه الشعري. ترك فارس الشعر الحديث كما لقب كنزاً من الدواوين الشعرية والمسرحيات الشعرية وكان ديوان (الناس فى بلادي) هو اول مجموعاته، كما كان ايضاً أول ديوان للشعر الحديث والشعر الحر او شعر التفعيلة الذى هز الحياة الادبية المصرية فى ذلك الوقت. وعلى امتداد حياته أصدر (أقول لكم عام 1961) و(أحلام الفارس القديم 1964) و (الإبحار فى الذاكرة عام 1972) و(شجر الليل عام 1973) و(الابحار فى الذاكرة 1977)، كما كتب عدداً من المسرحيات الشعرية وهى (ليلى والمجنون عام 1971 ) والتى عرضت على مسرح الطليعة بالقاهرة، (ومأساة الحلاج عام 1964)، و(مسافر ليل عام 1968) و (الأميرة تنتظر عام 1969) و(بعد ان يموت الملك عام 1975).. هذا بالإضافة لبعض الكتابات النثرية ومنها (حياتى فى الشعر) و(أصوات العصر) و(رحلة الضمير المصري) و(على مشارف الخمسين).. عمل صلاح عبدالصبور عقب تخرجه من كلية الآداب فى التدريس ثم انتقل إلى العمل بالصحافة وسافر كمستشار ثقافى لمصر بالهند عام 1977، وكان آخر منصب تقلده رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب.. ويعتبر صلاح عبدالصبور من أعلام الشعر العربى وقد عمل كمحرر أدبى لجريدة الأهرام ولمجلتى روزاليوسف وصباح الخير ثم نائباً لرئيس تحرير مجلة روز اليوسف كما كان مدير عام دار الكتاب العربى ورئيس تحرير مجلة الكاتب ووكيل وزارة الثقافة لشئون الثقافة الجماهيرية.. وفى مقهى الطلبة بمدينة الزقازيق مسقط رأسه تعرف على مجموعة من الشباب والذين اصبحوا أصدقاء وكان منهم مرسى جميل عزيز وعبد الحليم حافظ.