ما أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلى فجر الجمعة الماضية من استغلال خلود الصحفيين إلى النوم فى فترة الراحة فقصفتهم لتقتل ثلاثة منهم وتصيب آخرين.. جريمة حرب جديدة ضد الصحفيين ارتكبها العدو الصهيونى عندما أغارت طائراته على مقر إقامة عدد من مراسلى الفضائيات ووسائل الإعلام العالمية فى منطقة حاصيبا جنوب لبنان، مما أدى إلى استشهاد 3 صحفيين هم: «وسام قاسم وغسان نجار ومحمد رضا» من قناة المنار التى تتخذ من بيروت مقراً لها، المكان المستهدف كان به 18 صحفياً يمثلون 7 مؤسسات إعلامية من بينهم مراسل القاهرة الإخبارية، والهدف عدم نقل الحقائق والصورة الكاملة عما يجرى على الأرض لكافة شعوب العالم.
فجرائم قتل الصحفيين المستمرة من قبل جيش الاحتلال تؤكد أن إسرائيل تخشى الصحافة والإعلام كما لا تخشى أحداً، إذ يفضح الصحفيون بكاميراتهم عمليات القتل المرضى التى تمارسه ضد المدنيين طيلة الحرب.
وجعلت إسرائيل من الصحفيين أهدافا مشروعة؛ لأن الكشف عن انتهاكاتها «يشوه صورة الضحية التى تروجها عن نفسها، وهى صورة ضحية العنف والإرهاب الفلسطيني».. فقد قتل الاحتلال الإسرائيلى خلال العام الأول من الحرب الممتدة منذ السابع من أكتوبر 2023م، أكثر من 140 صحفياً فلسطينياً، بحسب الاتحاد الدولى للصحفيين منهم 34 فى أسبوع واحد.
عملية استهداف الصحفيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بدأت منذ بداية احتلال فلسطين عام 1948، حيث تعرّض عدد كبير من الصحفيين للقتل خلال تغطيتهم للأحداث فى الأراضى المحتلة، وتُشير البيانات التى جمعها مركز حماية الصحفيين إلى أن مقتل الصحفيين الفلسطينيين لم يتوقف على مدار السنوات، وقد تصاعد بشكل كبير خلال الأحداث الأخيرة، ما جعل هذه الفترة واحدة من الأكثر دموية للصحفيين فى المنطقة منذ بدء المركز بتوثيق حوادث القتل فى التسعينيات.
يُعَدّ استهداف الصحفيين قضية حرجة لأنهم يلعبون دوراً حيوياً فى نقل الحقائق وكشف الانتهاكات التى تحدث على الأرض، وقد أثيرت قضايا عديدة حول قتل واستهداف صحفيين أثناء أداء واجبهم فى مناطق النزاع.
ورغم ذلك فلن تنجح إسرائيل فى إسكات صوت الحقيقة، طالما أن الإعلام الحر موجود ومستمر فى أداء واجبه.. رغم أن الصحفيين يضحون بأرواحهم فى سبيل توثيق جرائم العدو الإسرائيلي، وفضحه أمام العالم، والمؤكد أن تضحيات الصحفيين لن تذهب هباء، وسوف ينتصر الحق على الباطل مهما طال الزمن.