مخاوف التوأم حسام وإبراهيم حسن المدير الفنى ومدير المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم من قدوم المهندس هانى أبوريدة لرئاسة الجبلاية مرة أخري، وتصفية الحسابات القديمة بين الطرفين، أمر يعكس واقع الإدارة الرياضية فى مصر، وكيف وصل حالها فى السنوات الأخيرة، وكيف نجح البعض فى تحويل دفة الأمور بها إلى مساحة للنزاع والعراك والنيل من الأخرين بسبب أو بدون، والتخلص من المنافسين بأى شكل ومهما كلفهم ذلك من مجهود وخسائر.. وكيف غابت المعايير الثابتة فى التقييم والحكم على التجارب، وصار الوضع متعلقاً بتقريب من تهوى وتحب، وإقصاء من ارتبط معك بأزمة أو مشكلة، حتى إذا كان الأكثر قدرة على النهوض بالمكان أو الموقع المكلف به.
لا أتصور أن يأتى أبوريدة أو غيره من قيادات الكرة المصرية فى يوم من الأيام، ويكون تركيزه منصباً على التخلص من مدير فنى أو إدارى أو حتى موظف كبير فى الجبلاية، لمجرد أنه لا يهوى العمل معه أو ليس من خفيفى الظل ومحترفى الدعابات والنكات، خاصة إذا كان المسئول ناجحاً فى موقعه أو مركزه إلى حد كبير.. فالأمر وقتها يحول المكان الكبير أو الهيئة لعزبة أو ملكية خاصة للمسئول يطيح بمن يشاء ويأتى بمن يحب بعيداً عن التقييم الموضوعى والمدروس.
كما أن المغالاة فى المخاوف ووصفها بالتربص واقتراض سوء النية، من سمات المتردد وغير الواثق فى قدراته أو امكاناته، والساعى وراء التمسك بأى نوع من الحجج والمبررات، أما الواثق فى نفسه وعمله ومساهماته فلا يترك مساحة لهذه المخاوف، ويقوم بعمله على أكمل وجه حتى آخر يوم له فى موقعه أو مكانه، ويعلم جيداً أن سلاحه الوحيد هو نجاحه فى عمله، وليس من يسانده من مواقع وصفحات وأبواق إعلامية، فإن أجاد وحقق النجاحات، فلن يقوى أحد على الإطاحة به، خوفاً من أن تطارده اتهامات تصفية الحسابات وتغليب المصالح الشخصية والتربص والتصيد.. أما إذا استسلم وتسرب اليأس إليه وتوالت اخفاقاته فيصبح مثل الورقة معدومة الوزن والقيمة، تتقاذفها الرياح بكل سهولة يميناً ويساراً.
الطريقان واضحان أمام الجميع، وعلى كل منهم اختيار مسلكه، وبالتالى تحمل ما ينتج عن قراره أو اختياره من أثار.