ويتساءل العالم.. ونتساءل.. ماذا بعد انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.. ماذا بعد أن اغتالت إسرائيل قادة حماس وحزب الله.. ماذا بعد تدمير جنوب لبنان وتهجير سكانه.. ماذا بعد أن أخرجت إسرائيل إيران «نسبياً» من معادلة الصراع فى المنطقة.. ماذا يخطط نتنياهو إسرائيل للمنطقة وهل نجح فى تأمين إسرائيل والقضاء على المقاومة؟
إن بنيامين نتنياهو يجيب عن هذه التساؤلات بالقول إن إسرائيل عازمة على تحقيق النصر فى نهاية المطاف وتعزيز مكانتها فى الشرق الأوسط من خلال إبرام اتفاقيات سلام مع الدول العربية، مؤكداً أن إسرائيل ستغير الشرق الأوسط.
ونتنياهو الذى يعيش غرور الانتصار يريد تسويق الأوهام والإيحاء بأنه عنصر الاستقرار ضد التوغل الإيرانى فى المنطقة.. ويحاول الإيحاء بأن يد إسرائيل الطولى قادرة على توجيه الضربات فى كل مكان وقد أكد ذلك فى العديد من المرات.. ونتنياهو يحاول الترويج لشرق أوسط جديد بتحالفات مختلفة واتفاقيات سلام تخدم التوجهات الإسرائيلية.
ونتنياهو فى هذا السيناريو لم يستوعب أن حرب الإبادة على شعب غزة ستظل تمثل عائقاً فى طريق المزيد من اتفاقيات السلام مع دول المنطقة وأن هذه الاتفاقيات التى يتحدث عنها سوف تظل مقترنة بتحقيق تقدم فى اتجاه حل الدولتين الذى يضمن ويؤكد وجود دولة فلسطينية مستقلة.. ونتنياهو لم يستوعب أيضاً أن مشاعر الغضب العربية قد زادت من فجوة التباعد وأن التعاون الشامل مع إسرائيل أصبح محفوفاً بالمخاطر.
وإذا كان نتنياهو يتحدث عن سيناريو للمنطقة تصنع إسرائيل خطوطه وتحدد ملامحه فإن الواقع يقول إن هذا السيناريو كان يتم بالفعل تنفيذه قبل الحرب على غزة.. أما الآن فقد سقطت كل أوراق التوت وأصبحت هناك مراجعات.. ومراجعات.. وتراجعات أيضاً.. وإعادة تقييم.. وإسرائيل لن تكون من يخطط لمستقبل المنطقة.
>>>
ونواصل حوارات الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمعركة التى تدخل المنحنى الأخير بهجوم شرس من المرشح الديمقراطى كامالا هاريس على المرشح الجمهورى دونالد ترامب بسبب عامل السن..!! فترامب الذى أخرج بايدن من السباق لأن الأخير قد فقد توازنه الإدراكى يواجه نفس الاتهام الآن من هاريس التى أعلنت استعدادها لإجراء اختبار القدرات العقلية وتتحدى ترامب أن يجريه «أعتقد أن ترامب أصبح فى الواقع غير مستقر عقلياً»..!
وترامب الساخر الذى يتعامل مع هاريس بطريقته الخاصة رد عليها بالتأكيد على أنه مازال قوياً وقادراً على العمل ورئاسة الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.. وأنه سيفوز مهما كانت الادعاءات ضده..!
ولأنها أمريكا.. ولأن كل شيء جائز فى أمريكا.. ولا توجد مقاييس أو ثوابت فإن فرص بايدن فى الفوز تتساوى مع فرص هاريس.. وعامل السن.. وسلاح السن قد يكون مفيداً أيضاً إذا ما كان الناخب الأمريكى يريد ذلك.. والناخب الأمريكى لا يعنيه إلا الاقتصاد وحالته المعيشية ولا شيء آخر وسيصوت من أجل ذلك فقط..!
>>>
ونعود إلى قضايانا.. والحوار الذى لا ينقطع حول فوائد وأرباح البنوك.. هل هى حرام أم حلال؟ والدكتور خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يقول «استمعوا لما قاله الدكتور شوقى علام فى الكتاب الخاص بدار الإفتاء حيث ذكر نصاً أن البنوك مؤسسات حديثة، وأن أرباحها حلال، كما أن التعامل مع البنوك ليس من باب الربا، بعض الجهلاء يحاولون ربط موضوع الربا بالبنوك لأسباب شخصية».
وهو ليس جهلاً يا فضيلة الشيخ وإنما خبث ودهاء.. ففى الكثير من محافظات مصر تنتشر مثل هذه الأفكار بتحريم أرباح البنوك.. ومع ذلك فإن هذه المحافظات تشهد انتشار «المرابي» الذى يقوم بإقراض الناس بفوائد مرتفعة تؤدى عند عدم السداد إلى الحجز على ممتلكاتهم لصالحه.. ويقولون إن ذلك ليس «ربا» بل مقايضة وتجارة..!! إنها المصالح الشخصية وقد ارتدت العباءة الدينية ولا شيء آخر..!
>>>
وتعالوا نضحك.. وشر البلية ما يضحك.. والطالبة إسراء عبدالمقصود بطلة العالم فى الكاراتيه تلقت إخطاراً بالفصل من مدرستها ببركة السبع بالمنوفية لانقطاعها عن الدراسة لسفرها لتمثيل مصر.. ومسئول بالمديرية التعليمية برر ذلك بأن هذا الإجراء تم اتخاذه لأن المديرية لم تتلق ما يفيد سفرها خارج مصر للمشاركة مع المنتخب الوطنى للكاراتيه.. ثم يعود هذا المصدر ويقول إن مديرية التربية والتعليم بالمحافظة هى أكبر داعم للطالبة وفخورون بها وقدموا لها أيضاً التهنئة بالفوز..! المديرية باركت لها الفوز.. والمديرية التعليمية تعلن دعمها للطالبة إسراء.. والمديرية التعليمية بعد ذلك تقول إن الطالبة لم تقدم ما يفيد مشاركتها فى البطولات وسفرها خارج مصر..!! نضحك أم نبكي.. أم أننا فى حاجة إلى «فهامة» من نوع آخر..!
>>>
وفنان لا نعرف عدد زيجاته.. كلما كبر فى العمر زاد العدد.. وما شاء الله.. مع كل زوجة جديدة نشعر أنه قد عاد أكثر شباباً ولم يعد «الواد التقيل» الذى غنت له سعاد حسني، أصبح أكثر مرحاً وسعادة مع أنه بعد كل طلاق يؤكد أنه لن يتزوج مرة أخري..!! العمر مجرد رقم.. وعند صاحبنا يعود للوراء وعقبال الزوجة العاشرة إن لم يكن العدد قد تعدى هذا الرقم.
>>>
ونعيش الذكريات.. نحلم مع عبدالحليم حافظ بأن تختفى من أعيننا دموع الحزن.. وأن يظل الأمل فى عنينا والفرح حوالينا.. ورائعة عبدالحليم التى غناها عام 4791 من كلمات محمد حمزة وألحان العبقرى بليغ حمدى وأى دمعة حزن لا.. لا.. لا.
والكلمات تقول.. «أى دمعة حزن لا لا لا، أى جرح فى قلب لا لا لا، أى لحظة حيرة لا لا لا حتى نار الغيرة لا، عيشين سنين أحلام، دايبين فى أحلى كلام، لا عرفنا لحظة ندم ولا خوف ولا خوف من الأيام، قلبى دق دق دق قلت مين ع البيبان دق قالى افتح ده الزمن قلتله له يا قلبى لا، جى ليه يا زمن بعد إيه يا زمن، وقال إيه جى الزمان يداوينا.. من إيه جاى يازمان تداوينا، ده الأمل فى عنينا والفرح حوالينا، سأل الزمان وقال إيه غير الأحوال، قلنا له حبينا وارتحنا ونسينا.. ما احنا حبينا وارتحنا ونسينا».
وآه يا عبدالحليم.. قال إيه جى الزمان يداوينا..!! يداوى إيه ولا إيه ولا إيه.. اللى راح.. راح خلاص.. ده كان زمان وانتهي..!!
>>>
وأخيراً:
>> لا نحتاج سوى الرأفة ببعضنا البعض، الرأفة فى الحديث، فى الفعل، فى التمسك وحتى فى التخلي.
>> والسعادة عابرة والحزن دائم، هكذا تعلمت من الحياة.
>> وبعض الناس يتصرفون وكأنهم يحاولون مساعدتك..!
>> وأرزاقكم تعرف عناوينكم.. فاطمئنوا.