< ساهم الريف المصرى على مدى تاريخه فى النهضة الكبرى التى عاشتها أم الدنيا منذ فجر التاريخ فقد كان له الدور البارز فى حضارة مصر الفرعونية للدرجة التى جعلت مصر سلة غذاء العالم وإليها كان يلوذ كل من يطلب الغذاء والدواء ايضا.. وخاصة حين كان أمين خزائنها نبى الله الصديق يوسف عليه السلام.
< من هنا كان ريف مصر جدير بكل معانى التقدير له ولرجاله الذين ضربوا أروع الأمثلة فى الجد والاجتهاد والعمل بدأب لتخرج أرض الكنانة أروع ما فيها من ثمرات ولكن لما كان «دوام الحال من المحال».. جاءت فترات عاش فيها ريف مصر فترات قاسية عانى فيها أنواع من القسوة واللامبالاة حين تسلط على أرض مصر من ليس منهم وحازوا أراضيها بآلاف الأفدنة..وكان الفلاحون يزرعون الأرض فقط وغيرهم يتمتعون بخبراتها حتى كانت ثورة يوليو وما تلاها من قوانين الاصلاح الزراعى التى اعادت للفلاح ولمصر الهيبة والكرامة وعاد الفلاح سيد أرضه.. ولكن هذا لم يكف إذا تعرضت أجود أراضينا الزراعية لهجمة شرسة من البناء عليها فى فترات غياب الدولة وفقدت مصر آلاف الأفدنة.. وبالتالى تأثرت الامدادات الغذائية من حبوب وغيرها.. ولكن شعب مصر كان له رأى آخر حين هب فى ثورة مجيدة فى 30 يونيو بمساندة جيش مصر العظيم بقيادة حرة من شرفاء هذا الوطن الرئيس عبدالفتاح السيسي.. والذى شهدت البلاد فى عهده منذ العام 2014 حتى كتابة هذه السطور مصر عموماً وريفنا المصرى خصوصاً يشهد طفرة غير مسبوقة فى مجالات عدة.. لعل أبرزها المشاريع القومية العملاقة فى استصلاح الأراضى واضافة عدة ملايين من الافدنة إلى الرقعة الزراعية فى انحاء شتى من البلاد فهناك مشاريع الاستصلاح فى وسط وشمال سيناء واذا اتجهنا جنوباً سنجد مشروعى الدلتا الجديدة واعادة الحياة مرة اخرى لمشروع توشكى العملاق ناهيك عن المشاريع التى انتظمت قرى الريف القديم.. وخاصة مشاريع الرى والصرف ولعل مشرع تبطين آلاف الكيلومترات من الترع فى معظم قرانا خير شاهد على توفير كميات كبيرة من مياه الرى كانت تقدر.. والآن صارت المياة تصل لنهايات الترع وتجد المحاصيل الزراعية الاستراتيجية المياة اللازمة لريها.. ايضا من صور التطوير والتحديث التى شهدها ريفنا المصرى فى هذا العهد الاستثنائى اطلاق مشاريع الشباب فى المصرى من خلال مبادرة حياة كريمة سواء مشروعات متوسطة أو صغيرة أو متناهية الصغر مما منح الشباب فى القرى الفرص الواعدة لاقامة المشاريع واجتذاب هذه الطاقات بعيداً عن افكار التطرف والغلو التى كان شبابنا فى فترة من الفترات نهبا لهذا الفكر المغلوط.. مصر الجديدة التى تبنى الآن بسواعد الشرفاء من ابنائها ستكون واحدة من دول العالم التى يشار إليها بالبنان نظراً للخطوات الرائعة التى حققتها فى سبيل النهوض بشعبها ليصبح فى مصاف شعوب العالم المتقدم وهو ما جعلنا نردد مع المصريين.. مصر.. بخير.