.. قليلا من جلد الذات لابأس لعله ينفض يأس دوام الاهمال والبؤس .. مدير الآثار الاسلامية اتصلت به ولم يرد وراسلته على الواتس ولكنه مشغول للغاية عن تلقى بلاغ من الاعلام القومى عن مأساة فى نطاق مسئوليته .. وكما يقال فان علم وطنش فتلك مصيبة وان لم يعلم فالمصيبة افدح ولاعتاب حينها على من يذم و يقدح.
.. ولهذا اقول لوزيرالسياحة والآثار .. افعل مايتوجب وفاءً لقسمك برعاية مصالح الشعب رعاية كاملة واختار رجالك بعناية تليق بعهدك.
.. الآثارالمهملة قضية مهمة ومهملة لدرجة الخيانة .. قبل ربع قرن وفى اواخر التسعينيات حررت تحقيقا صحفيا عن تطوير ميدان رمسيس إشرت فيه الى سبيل ام محمد على الكائن بأول شارع الجمهورية خلف جامع الفتح ووصفته بانه نقيصة فى الميدان الاشهر على الاطلاق بعاصمة الدولة المصرية وخاطبت المسئول حينها تحت عنوان فرعى «الاهمال» ثقافة يعززها الروتين .. نعيت فيه النتيجة التى آل اليها سبيل ومشيخة عملوها المهابيل «مشخخة» وهى بالمناسبة كلمة عربية فصيحة بعيدة عن العيب ولاتتجاوز اللياقة الا ان التجاوز الحقيقى للمنطق وكل الاعراف ان يدنس اثرعريق كان مقرا لتحفيظ ودراسة الكتاب الاقدس على الاطلاق وموردا لسقاية الماء للبشر والدواب.
.. المسئول عن هذا الاثر وجب محاكمته بتهم الخيانة والاهمال واهدار الفرص والتفريط فى الثروات وقتل التاريخ ..هل ذهب احدهم إلى هناك ليتأذى برائحة العفن المنبعثة ويأسى بمشهد انهيارالجدران وتعدى المارة والجيران بتلفيات الجهل تحت حراسة العميان من خيالات المآتة؟!
.. قطعا لا وإلا تبدل الحال طوال سنوات تبدلت فيها الحكومات.. غير ان الاحوال فى الجمهورية الجديدة التى نستشرفها تحتم التغيير لتواكب توجهات استراتيجية يحرص رئيس الدولة ونحن معه فى الاعلام القومى على الاتحيد عما تستهدفه من رقى لمصر حفاظا على كنوزها الفريدة وتنميتها واستثمارها.
.. شبكة المعلومات توفر معلومات عن قيمة وتاريخ الاثر ومكوناته ورسالته التى وجد من أجلها والى ما صار إليه حال يعجز عن وصفه المقال .. والواقع يدين المسئول فى الآثار الاسلامية أو الاوقاف أو الاثنين معا واختصمهما أمام الرأى العام والنائب العام والامم المتحدة واجب تحتمه الوطنية..
.. الموقع الفريد للاثر مقترحات استثماره سهلة على تلاميذ الابتدائى ..فما بالنا بمراكز البحوث المتخصصة وتوصيات وورش عمل مؤتمرات تعقد دوريا بهذا الشان أين هى ومن يوقف تنفيذها.
اننى اكرر صرختى فى وجه كل مسئول وصانع قرار غير أمين بالآثار على القيام بعمله بكفاءة ليوجع قلوبنا ويقتل فى نفوسنا الامل فى غد افضل .. بدلا من مقهى ثقافى أو مرسم أومعرض لمنتجات تراثية أو كما كان سبيل مطور ودار متميزة لتحفيظ القرآن وتنظيم ندوات ذات اهداف مدروسة يغدو المكان مزبلة؟!.. قبلة سياحية قادرة على تمويل نفسها لتحفظ رونقها فى موقع غاية التميز كيف يكون هذا مصيرها الا اذا كانت تحت مسئولية فاقدى الادراك والوعى والانتماء.
الاثر تأسس فى عهد الخديو عباس عام 1867 اثر يعظمه الدستور والقانون والعرف والمنطق فى كل دول العالم باعتباره تراثا إنسانياً فريداً. . أمنحوه لمؤسسات المجتمع المدنى اورعاة من كبرى الشركات ورجال الأعمال بضوابط لاستثماره بعيدا عن بلادة موظفين صغارلايقيمون وزنا لكنوزنا ولفرص مؤكدة للمكاسب الوفيرة والسهلة لانهم فقط فى المكان الغلط.. حال الاثر عيب فى حق وجهاء التنسيق الحضارى .. كلام لن يفهمه إلا كبار المقام.