مشهد صادم بأحد الأفراح حيث يظهر العريس بجوار عروسه ويعلن عن مفاجأة وهو يتحدث عن حبيبته فتظن كما ظن الجميع أنه يتحدث عنها فتقاطعه معلنة أنها الشخص المقصود لكنه يطالبها بالصمت قليلاً وإذا به يخرج خاتماً من جيبه ويقدمه لصديقتها معلناً أنها حبيبته المقصودة وها هو يفى بوعده ويتقدم لها فى يوم زفافه.
المشهد الصادم تحول إلى معركة بين العريس وعروسه التى لم تتوان فى الإعتداء عليه فى الوقت الذى صفعها على وجهها وسط الجميع وهى تحاول افتراس صديقتها التى طعنتها فى ظهرها ولم تبال بعلاقتهما الوطيدة إلا أن العريس تدخل ليمنعها من الوصول إليها مطالبها بعدم توجيه أى عبارات لها لتنقلب الفرحة فى لحظة إلى مأساة بمعنى الكلمة وقد سقطت العروس على الأرض فى حالة انهيار تام غير مصدقة ما حدث لها.
ما تلى ذلك من أحداث يؤكد أن المشهد تمثيلى حيث اقترب العريس وصديقة العروس منها لتهدئتها وهما يبتسمان ليبدو الأمر أشبه بمقلب تم الاتفاق عليه خاصة مع ردود فعل بعض الحضور على ما يحدث وإن صح ذلك فالأمر لن يعدو كونه محاولة لركوب «التريند» كما حدث مؤخراً فى العديد من الأفراح منها العروس التى ظهرت فى حالة غضب وكأنها مغصوبة على هذه الزيجة ليتردد بعد ذلك أنها حزينة لعدم ارتداء العريس بدلة يوم خطبتهما .
ما حدث ويحدث يحتاج لعقاب رادع فهذا المشهد حتى إن كان حقيقياً وليس مقلباً كما يدعى البعض يستوجب معاقبة هذا الشاب بتهمة هدم القيم وإفساد المجتمع والتحريض على الفجور وإيذاء أنثى وتعريض حياتها للخطر فأى دين الذى يتحدث به وهو يقول إن الشرع حلل له الزواج من أربع ليفسد عليها فرحتها وأى أخلاق تلك التى تجعله يختار صديقتها لتشاركه فى كسر قلبها إلا لو كان الأمر بدافع الانتقام والتصفية النفسية لها فما أصعب أن يحدث ذلك لعروس فى يوم عرسها.
ولو كان الأمر مقلباً كما يبدو من ردود أفعال المحيطين وتصرف العريس وصديقة العروس فى مقطع الفيديو الذى انتشر كالنار فى الهشيم من أجل ركوب التريند وما ألعنه فنحن أيضاً أمام جريمة أشد جرماً تستوجب تقديم مرتكبيها للمحاكمة الجنائية حتى يكونوا عبرة لغيرهم من مهاويس السوشيال ميديا.
إن هذا المشهد كفيل أن يهدم العديد من القيم فى المجتمع ويتنافى مع تعاليم الدين كما جاء فى قوله تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون « فأين المودة والرحمة فى هذا الموقف.
فى ظنى أن هذا المشهد لا يقل جرماً عن هذا الذى أباح سرقة مرافق الدولة فى فتواه المزعومة فكان جزاؤه القبض عليه وإحالته للمحاكمة لإعتدائه على المبادئ والقيم الأسرية فى المجتمع فلا إعتداء على القيم والمبادئ أكثر من هذا المشهد الصادم ومن هنا أطالب وزارة الداخلية وجهات التحقيق بضبط أطراف هذه الواقعة وإحالتهم للمحاكمة ليكونوا عبرة لمهاويس «الترند» اللعين الذين أفسدوا الذوق العام وأضاعوا القيم المجتمعية وأباحوا نشر الرذيلة والفجور.