لاشك ان قطاع الطيران المصرى مقبل على تحديات جديدة خلال السنوات القادمة.. تحتاج إلى سرعة فى اتخاذ القرار.. خاصة اذا كانت قرارات مصيرية..
و لابد من قراءة سريعة لمستقبل صناعة الطيران فى المنطقة.. والتحرك السريع لكل الدول المجاورة لنا لزيادة طاقة مطاراتها او اساطيلها من الطائرات للاستحواذ على اكبر حجم حركة من الركاب والبضائع بالمنطقة.. وهنا سأضرب امثلة بعدد من الدول المجاورة والمنافسة لنا وابدؤها بتركيا.. وهى منافس ليس فى حركة الركاب والبضائع فقط ولكن فى الحركة السياحية ايضا.. فالخطوط التركية تمتد شبكتها لتصل إلى أكثر من 353 وجهة حول العالم ويصل اسطولها من الطائرات حاليا الى حوالى 400 طائرة.. وتخطط لمضاعفة الاسطول ليصبح 800 طائرة قبل عام 2030.. بالاضافة الى مطارها الجديد بأسطنبول الذى تحول الى مطار محورى فى المنطقة يستحوذ على نسبة كبيرة من حركة ركاب الترانزيت..
واذا انتقلنا الى الخطوط الاماراتية فأن اهدافها لاتقل كثيرا وهى بالتعاون مع فلاى دبى تصل طائراتهما إلى 280 نقطة حول العالم بأسطول طائرات للشركتين يصل إلى 346 طائرة.. مع التخطيط لزيادته خلال السنوات القادمة من خلال الصفقات الجديدة والتى كان اخرها فى معرض دبى الدولى للطيران فى نوفمبر الماضى باعلان طيران الامارات بالتعاقد على 90 طائرة جديدة بوينج دريم لاينر و5 طائرات شحن جوى من طراز ايرباص 777 .. إلى جانب تعاقد فلاى دبى على 30 طائرة بوينج دريم لاينر.. وبالفعل تحول مطار دبى إلى واحد من المطارات المحورية حول العالم وتستحوذ على نسبة متميزة من حركة الترانزيت فى المنطقة خاصة مع تنظيمها لرحلات عديدة على مدار اليوم لمعظم عواصم العالم..
والامر لا يختلف كثيرا مع طيران الاتحاد أو الخطوط القطرية الكل يسعى لزيادة نصيبه من حجم حركة الركاب من خلال احدث الاساطيل الجوية.. وفى القريب العاجل ننتظر جميعا تشغيل شركة رياض اير السعودية التى تعاقدت فى مارس 2023 على أولى صفقاتها من خلال التعاقد على 72 طائرة من طراز بوينج دريم لاينر.. على ان تبدأ الشركة أولى رحلاتها عام 2025 وتخطط لزيادة عدد الوجهات التى تصل اليها عام 2030 إلى مائة وجهة..
ماذا يعنى هذا؟ يعنى الكثير.. فكل هذه الشركات تقف وراءها دولها لمساندتها للتفوق فى المنطقة.. مع الاستحواذ على أكبر نسبة من حجم الركاب والبضائع.. من خلال مطارات تشيد على احدث النظم العالمية التى توفر الراحة للمسافرين.. واساطيل طائرات حديثة.. وهو ما يدفعنا إلى التأكيد على أهمية عنصر الوقت اذا كانت لدينا رغبة فى الاستمرار فى المنافسة والحصول على نصيب عادل من حجم حركة الطيران.. وهذا يعنى اننا فى حاجة إلى قرارات سريعة ومدروسة .. وان يكون هناك جرأة فى اتخاذ القرار.. لأن أى تباطؤ ليس فى صالحنا وسيخرجنا من المنافسة تماما..
ولهذا فنحن فى انتظار قرارت سريعة عن خطة العمل خلال المرحلة الحالية والمستقبلية.. خطة يعلن من خلالها كيفية النهوض بأسطول مصر للطيران ومضاعفة حجمة اكثر من مرة خلال السنوات القليلة القادمة..
وخطة لتطوير المطارات وزيادة طاقتها الاستيعابية.. وفى مقدمة هذه المطارات مطار القاهرة الدولى وسفنكس والغردقة وشرم الشيخ والعلمين.. مع متابعة دقيقة لحجم حركة الركاب فى مطارات الصعيد « الاقصر وأسوان وابى سمبل « للعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية بها مع نمو حجم الحركة..
ان ما نطالب به يحتاج إلى مساندة الدولة ومساعدتها فى سرعة اتخاذ القرار.. وتوفير التمويل اللازم.. وتذليل كافة العقبات لسرعة الانجاز حتى نلحق ما فاتنا خلال السنوات الماضية.. ان التحديات كبيرة ولكن امالنا ايضا عريضة فى ان تتحقق احلامنا ويتحول مطار القاهرة إلى مطار محورى يحصل على نصيب عادل من حركة ركاب الترانزيت.. وأيضا فى زيادة وتطوير اسطول مصر للطيران.. وزيادة الوجهات الدولية التى تصل إليها شبكة خطوطها.. مع زيادة الترددات اليومية لمعظم عواصم العالم التى تحقق عائدا متميزا وتضيف العديد من المميزات لشبكة الخطوط.. اننا نحتاج لاستراتيجية جديدة فى التعامل مع قطاع الطيران.. وتحيا مصر.