أعلنت وزارة الصحة فى غزة، أن أكثر من 110 ضحايا، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، سقطوا جراء مجازر الإبادة والاستهدافات الإسرائيلية، خلال الساعات القليلة الماضية، لافتة أن هناك أكثر من 120 من المفقودين تحت أنقاض المبانى المدمرة، وفى الطرقات، يمنع الاحتلال الإسرائيلى نقلهم للمستشفيات.
وأضافت الوزارة أن الاحتلال عاود اقتحام مستشفى ناصر بعد تراجع الدبابات لبضع ساعات، مهدداً حياة مئات المصابين والمرضى ومرافقيهم والكوادر الطبية والنازحين، محذرة من ارتكاب مزيد من المجازر بحقهم.
من جهتها، قالت حكومة غزة إن الاحتلال شنّ عشرات الغارات الجوية وتركزت على منازل فى دير البلح والنصيرات، حيث استشهد أكثر من 30 مدنياً»، إضافة إلى استمرار القصف على مدينة خان يونس ومخيم رفح.
وبحسب الحكومة فى غزة، شن الاحتلال عشرات الغارات الجوية على حى الزيتون، كما قصف عشرات المنازل على ساكنيها، ما أسفر عن قتل أكثر من 100 شخص من المدنيين الفلسطينيين العزَّل.
من جهة أخري، صرح المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، أمس، فى رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار»
وكتب لازارينى فى الرسالة أن قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 أصبحت الآن مهددة بشدة.
وشدد لازارينى على أن الوكالة الإنسانية ملأت على مدى عقود الفراغ الناجم عن غياب السلام، داعياً إلى منحها الدعم السياسى من الجمعية العامة للأمم المتحدة للسماح ببقاء الأونروا، والانتقال نحو حل سياسى طال انتظاره، فضلاً عن إصلاح طريقة تمويلها التى تعتمد أساساً على المساهمات الطوعية.
فى الوقت نفسه، قالت الأونروا، إنها لم تتمكن من إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة منذ 23 يناير، أى قبل شهر تقريباً، فيما أعلن برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، وقف تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة حتى تتوفر الظروف التى تسمح بالتوزيع الآمن.
من جانبه صرح جوناثان فاولر المتحدث باسم الأونروا انه فى معظم الحالات، عندما يتم أخذ الطعام مباشرة من القوافل، يكون ذلك بسبب اليأس المطلق، لدرجة أن الناس يأكلونه على الفور، معبرا عن اسفه من ان بعض الفلسطينيين، يلجأون إلى صنع الخبز من علف الحيوانات، ولم تسطيع الأمهات الحصول على حليب الأطفال.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة انخفض المتوسط اليومى فى الفترة من التاسع حتى 20 فبراير إلى 57 شاحنة فقط. وفى سبعة من تلك الأيام، تمكنت 20 شاحنة فقط أو أقل من العبور. ولم تنجح سوى أربع شاحنات فى دخول قطاع غزة يوم 17 فبراير بسبب التعنت الاسرائيلى فى دخول المساعدات للقطاع.
وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمى فى منظمة الصحة العالمية فى تصريحات إعلامية، إنه ستكون هناك عواقب طويلة المدى ستؤثر على الفلسطينيين فى جميع أنحاء غزة، حيث يواجه الآلاف من الأطفال وكبار السن المجاعة وسوء التغذية.
واشارت الأمم المتحدة، إلى أن توزيع المساعدات داخل غزة، صار أصعب بسبب انهيار الأمن داخل القطاع، حيث يعيش معظم السكان الآن فى مخيمات مؤقتة.
وقالت إيرى كانيكو المتحدثة باسم مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «يتحمل الجيش الإسرائيلى مسئولية تيسير العمليات الإنسانية داخل غزة. إن تراكم المساعدات عند المعبر دليل على غياب عوامل التمكين وسط الاحتياجات الهائلة».
وأضافت انه «لا تستطيع الأمم المتحدة وشركاؤها فى العمل الإنسانى استلام الإمدادات بشكل منتظم من نقاط العبور بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة وانهيار القانون والنظام.. وعلى الرغم من ذلك، فإن زملاءنا يخوضون مخاطر كبيرة من أجل الاستمرار فى توصيل الإمدادات الإنسانية الضرورية لبقاء المدنيين على قيد الحياة».