يتفق الجميع على التأثير السلبى للأزمات والنزاعات الإقليمية على أسعار السلع والخدمات.. وبصفة خاصة تلك تحت سقف الاستخدام الكثيف لتزايد الطلب والإقبال والرغبة لدى البعض للتخزين.. وتتحرك الأسعار لأسباب موضوعية أخرى كثيرة.. وكذلك للاستخدام المفتوح وغير المقنن والإسراف فى الاستخدام.. وضعف آليات التوعية.. وربما عدم اعتماد الأسس والتقاليد التجارية.. ناهيك عن عوامل نفسية ومجتمعية تعود لسنين طويلة يجمعها الإسراف والتبذير.
ومن هنا تركز الدولة مشكورة على التوعية والترشيد والتصدى للتجار المخالفين بتنظيم حملات مفاجئة على الأسواق وأماكن البيع للتأكد من تناسب الأسعار مع العوامل الطبيعية لتوفير السلع والخدمات، وتحرص على أن يتفهم المواطن دوره منتجاً وتاجراً ووسيطاً للمنظومة التجارية.. بالتعاون مع الاتحادات والجمعيات والمجتمع المدنى والشرطة وحماية المستهلك.. وهى المنظومة التى تحيط بها مبادرات نافعة ومفيدة.. ينبغى القياس العلمى لتأثيرها الإيجابي.. وتوسعة الميدان بإضافة الجديد والمفيد سواء بأفكار محلية للخبراء أو تجارب وقواعد استقرت فى الخارج وأسفرت عن النجاح المنشود.
ولكى ينجح انضباط الأسعار.. يتصدر الترشيد الموقف ويحتاج جهداً متواصلاً وتنسيقاً بين الجهات ذات العلاقة وحث المواطنين على تقبل سلوك الترشيد.. بدءاً من اقتناع المواطن وسيدة المنزل بمواجهة أوجه الانفاق التى اعتادتها فى ظروف سابقة.. وتخلصت من إسراف متعدد الأوجه يلمسه الجميع ويحتاج جهد الجميع.. حتى نصل إلى مرحلة التعرف على حدود الاستهلاك الضرورية والنافعة.. والحفاظ على عادات الميراث واستعداداتها لتوفير متطلبات المواسم والأعياد.. والحساب الدقيق للمتغيرات فى الأسعار تحدث لأسباب متعددة.. معظمها ضرورى ومنطقى ويومها يمكن التخلص منه بيسر وسهولة.. مثل الهدر والفاقد فى الإنتاج.. بسبب سوء الحصاد أو النقل أو التخزين.. وحلوله معروفة.. ونتائجها ملموسة.. وبالطبع لا نستغنى عن إفهام المواطن بجدوى الترشيد لتتوفر الاحتياجات الرئيسية.. والتوسع المأمول فى الخدمات وتحسين معيشة المواطنين.
ويبقى بالطبع المواطن الرشيد.. باعتباره محور القضية.. ويمتلك بسلوكه مفاتيح النجاح.. واكتفى بنموذجين.. الأول المواطن العادى الذى يهتم بترشيد استهلاك الكهرباء والماء والغاز.. يبادر بإصلاح عاجل مما يتعرض من إسراف بسبب الأعطال.. يوفر الكثير من التكلفة فيما بعد.. على ميزانيته ويساعد الوطن لعبور الاختناقات والفقر المائي.. إلخ. وفى ذلك فائدة للطرفين.. أما المثال الآخر.. فيتناول التاجر الحصيف.. الفاهم رسالته.. عليه أولاً ألا يندفع فى تغيير السعر لأول سبب أو تبرير يعود لمسئولته كمواطن ومستهلك.. مما يبيعه وأشياء أخرى عديدة.. ولدى كثيرون.. بدلاً من التسرع فى رفع سلعة هى موجودة لديه بالفعل.. ويفهم الزبون أنه إذا لم يدفع الآن لن يحصل عليها غداً وتمسك بالقناعة والربح المعقول.. لتغيرت البورصة إلى الأفضل بكثير.