مرة أخرى انتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى يزور المنطقة لمتابعة الموقف وأحداث المنطقة فى غزة ولبنان وسوريا عن قرب.. الزيارة رقم ١١ لبلينكن منذ اندلاع الحرب فى غزة.. ويبدو أنها ستكون زيارة الوداع للمنطقة قبل الانتخابات الامريكية القادمة التى لابد أن تطيح به خارج وزارة الخارجية..
أسبوع يمضيه بلينكن فى المنطقة وأعتقد أن نتائج هذه الزيارة لن تختلف كثيرا عن نتائج الزيارات السابقة.. مؤتمرات صحفية لايعلن خلالها عن توصله لأى نتيجة مع أى طرف من الأطراف خاصة الجانب الاسرائيلى صاحب الاعتداءات التى لا تتوقف.. وتخرج تسريبات بأن بلينكن أبلغ عائلات المحتجزين الاسرائيليين بأن الإدارة الأمريكية تسعى لابرام صفقة تبادل محدودة تشمل تهدئة مؤقتة مع الافراج عن 10 على الأقل من المحتجزين فى غزة.. وهو ما يؤكد أن مايهم أمريكا هو الإفراج عن المحتجزين فقط.. ولا يهمها أو يشغلها وقف إطلاق النار نهائيا.. وهى لا ترى الارهاب وجرائم الحرب والابادة الاسرائيلية ضد مواطنين عزل من السلاح.. ويعيشون فى العراء.. وينتظرون المساعدات الغذائية والدوائية التى لا تصلهم فيظل التعنت والحصار الاسرائيلي.. واستمرار الموقف المتخاذل للمجتمع الدولي.. الذى لا يرى ما تتعرض له الشعوب العربية فى فلسطين ولبنان وسوريا.
وأصبحنا لا ننتظر من زيارات بلينكن المتعددة الى المنطقة إلا مزيدا من العنف والارهاب الاسرائيلي.. واستمرار الاغتيالات.. وتوسيع جبهة القتال بالتوغل فى لبنان بنفس الخطوات التى تعتمد فى الأساس على تدمير البنية التحتية.. وتشريد المواطنين العزل.. دون مراعاة للأطفال والنساء والشيوخ.
أن بلينكن الذى أكد قبل مغادرته تل أبيب يوم الثلاثاء الماضى على أنه حان الوقت لإنهاء الحرب خاصة مع تحقيق اسرائيل معظم أهدافها الاستراتيجية فى غزة.. إلا أنه يرى انه لا يتبقى إلا أمران قبل وقف الحرب وهما اعادة المحتجزين.. والتفاهم بشأن ما سيلى وقف الحرب.. والتى لا يعلم أحد متى يمكن أن تتوقف.. وهو هنا يؤكد دون أن يعلن أن كل ما يهم أمريكا هو إعادة المحتجزين.. ولكن استشهاد ما يقرب من 45 ألف فلسطينى فى غزة.. واصابة ما يقرب من 115 ألفاً.. وتدمير لبنان.. واستهداف سوريا بين الحين والآخر من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلية.. لا يشغل أمريكا ولا تفكر حتى فى طلب اسرائيل فى التوقف عنه.. ولكنها حريصة فقط على استعادة المحتجزين.. وهو السبب الرئيسى لجولته بالمنطقة ليس أكثر!!!..
وتستمر اسرائيل فى استهدافها الذى يستمر منذ أكثر من ٢٢ يوما لشمال غزة وتمنع ادخال الغذاء والمياه والوقود والدواء.. ولم تستجب أمريكا أو العالم الغربى لمناشدة وزارة الصحة الفلسطينية بتوفير الحماية والمأوى للشعب الفلسطيني.. التى أصبحت تطالب بإرسال أكفان لستر أجساد الشهداء.. كل هذا يحدث وقوات الاحتلال الاسرائيلية تواصل تنفيذ مخططها الهمجى للتهجير القسري.
ورغم كل ما تملكه اسرائيل من أسلحة فإن أمريكا لا تتوقف عن إمدادها بالمال والسلاح ليزداد الموقف تعقيدا.. وترتفع أعداد الشهداء والمصابين لتصل الى أرقام غير مسبوقة.. ومع كل فجر جديد تتجدد العمليات الارهابية الاسرائيلية فى المنطقة.. ويواصل مجلس الحرب الاسرائيلى اجتماعاته لشن مزيد من عمليات الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
ومع كل يوم جديد تؤكد مصر رفضها تصفية القضية الفلسطينية وتؤكد موقفها الحاسم من القضية الفلسطينية ومساندتها للبنان.. وتستمرفى تقديم وإرسال المساعدات الانسانية والغذائية والدوائية الى غزة.. والى لبنان أيضاً التى تتعرض لعدوان غاشم وغادر ومدمر من قوات الاحتلال الاسرائيلي..
كل هذا يحدث فى المنطقة التى يسقط بهايوميا مئات الشهداء ويتعرض أطفالها للاستشهاد أو الموت نتيجة لاصابتهم بالأمراض المختلفة التى انتشرت نتيجة الأوبئة المنتشرة بسبب تدمير البنية التحتية.. وبلينكن يزور المنطقة وعدد من دولها للتفاوض على استعادة عدد من المحتجزين.. أين حمرة الخجل يابلينكن ألم تر وتسمع أعداد الشهداء.. ألم تر الأطفال والنساء يفترشون الشوارع.. وليس لهم مأوى ينقذهم من رصاص وقنابل المحتل الاسرائيلي.. أو برد الشتاء القارص.. وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل متخاذل عن إنصاف الشعب الفلسطينى وشعوب المنطقة.. وتحيا مصر.