< انتهى كيلاسكو العرب بضربة سواء كانت من نصيب الأهلى الذى حاز اللقب متفوقاً على الزمالك الذى سبق وفعلها فى السوبر الأفريقى!! ما أصعبها ضربة، وما أحلاها وأجملها عندما تكون حاسمه تحقق اللقب!!.
اللقاء انتهى بعد ماراثون صعب ليصب فى بيت الأهلى على حساب الزمالك.. وكأن الأيام التى
ابتسمت للزمالك فى السوبر الأفريقى أبت ألا تنتهى فى السوبر المحلى إلا فى الأهلى.. هى ضربة جزائية ترجيحية إما هنا وإما هناك!!
ــ هذه هى صعوبة الموقف.. الجمهور يجلس فى المدرجات ليشاهد ولا يقبل سوى الفوز لفريقه مهما كانت التبريرات، لكن لا أحد يتصور الضغوط النفسية على اللاعبين فى الملعب، فلو أخطأ اللاعب لعنه الجمهور، ولو أجاد ولو فى لعبة أو تمريرة أو تسديدة.. الكل يشيد به.. لكن اللاعب وحده هو الذى يعيش الحالة بكل أنواع المشاعر، يعيش فرحه تسجيل الهدف، ويعيش فى نفس المباراة حسرة دخول هدف فى مرماه، يسعد اللاعب لو منع هدفاً عن شباكه.. ويحزن عندما يهدر فرصة قد ترجح فريقه..
مشاعر متضاربة فى نفس الوقت، نفس المباراة، ناهيك عن الضغوط الجماهيرية فى نفس اللحظة وكأن اللاعب فوق خشبة المسرح ويتلقى ردود الفعل فى اللحظة والتو!! فما بالك عزيزى القارئ عندما يلجأ الفريقان لضربات الترجيح ويشعر اللاعب الذى يتقدم لتسديد الضربة أنه غائب عن الوعى.. ياترى يفكر فى ردود فعل الجمهور إذا فشلت الضربة.. أم يفكر فى موقف الحارس وكيف سيتحرك؟!! اللاعب مهما كانت مهارته الفائقة عندما يقدم على تسديد الضربة.. يرى المرمى الكبير الواسع وكأنه «خرم ابرة» ضيق أمامه فيحتار.. هل يسددها يميناً أم يساراً ؟! هل يلعبها قوية وأرضية.. أم عالية بعيداً عن أيدى الحارس؟!!.
كان الله فى عون من يسدد ضربات الجزاء.. ولا يوجد اللاعب الذى يتخصص فى تلك الضربات ويسددها دون أن يخطئ ولو مرة.. لأن التوفيق هنا مرتبط ايضا بمقدرة وقدرة ومهارة وتوفيق الحارس مع نسبة من الحظ لا أحد يعرفها فى ضربات ليس لها كبير فى العالم كله.. هاهو شيكابالا وهو عبقرى الموهوبين أهدر ضربة تساوى لقباً كاملاً لأنه لو سجلها لحمل كأس السوبر، ومعه اثنان من الموهوبين فى الزمالك عمر جابر الفنان الخلوق.. والمثلوثى اللاعب الفدائى المعطاء.. من كان يصدق أن ضياع السوبر المحلى واهدار اللقب سيكون بأقدام ثلاثى الموهوبين؟!!
هذا لم يقلل أبداً من عطاء الأهلى وأحقيته فى اللقب أو من حسن الحظ الذى واكب أداء الفريق، أو من إصرار وعزيمة اللاعبين طوال المباراة.
لكنها فى النهاية.. ضربات الجزاء التى لا ترحم.. وليس لها أمان مهما كان اللاعب الذى سيسددها، فمن يحقق اللقب اليوم قد يخسره غداً مادامت ضربات الترجيح هى الفيصل وهذا ما حدث للزمالك!! وضربات الجزاء التى رحمت الأهلى فى السوبر المحلى.. قد تكون هى الفيصل ايضا فى لقاء العين الدولى العالمى، وإن كنا نتمنى أن يحسم الأهلى الفوز بالأهداف ويعفينا من دوامة ضربات الترجيح!!.