المدارس مفتوحة فى كافة أنحاء إيران والمطارات تعمل بانتظام ولا يوجد ما يوحى فى الشارع انه كان هناك ضربة إسرائيلية موجعة والمواقع التى تم استهدافها هى مواقع عسكرية والبيت الأبيض يصرح أن الرئيس الأمريكى بايدن حث إسرائيل فى الأسابيع الماضية على رد محدود ومناسب على إيران وتقليل الخطر على المدنيين وبالفعل قامت إسرائيل بضرب أهداف عسكرية فى مدن رئيسية وهى طهران وخورستان وايلام حيث استهدفت قاعدة بيرشن وقاعدة إنتاج الصواريخ السرية للحرس الثورى ومقر شعبة الاستخبارات فى الحرس الثورى وفيلق القدس ومقر وزارة الاستخبارات الإيرانية ومقر منظمة SPND فى إيران.
يقول محمد مرعى مدير المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية إنه مع انتهاء الهجوم الإسرائيلى على إيران بعد أن دام 4 ساعات، يمكن تحليل هذا الهجوم على انه لا يزال من المبكر تقدير تأثير ونتائج الهجوم على الأرض، ومرجح أن يكون تهويل إسرائيلى فى مقابل تهوين إيرانى وان الضربات ركزت فقط على الأهداف العسكرية، ووفقاً لنيويورك تايمز نقلاً عن مسئولين إسرائيليين، فإن الضربات استهدف 20 موقعاً.
أوضح أنه بدأت لهجة الإعلام الإيرانى تتغير، فمع الساعة الأولى للهجوم كان هناك نفى لحدوث انفجارات أو هجمات على طهران، ثم تحول الاتجاه للاعتراف بالضربات مع حديث عن نجاح الدفاعات الجوية الإيرانية على صد الهجوم وفشل إسرائيل قد يكون الهجوم الإسرائيلى على مصانع ومراكز إنتاج الصواريخ البالستية الإيرانية، جزءاً من الاستهداف غير المباشر للمشروع النووى الإيراني، لأن هذه الصواريخ هى عماد أى سلاح نووى محتمل، وهو ما يمكن أن يروج له نتنياهو بعد ذلك داخلياً وعالمياً مشيراً إلى أن تجنب إسرائيل استهداف المنشآت النووية والنفطية لإيران، يعكس الرضوخ لموقف إدارة بايدن التى أعلنت من قبل رفضها هذه الخطوة لخطورتها على مسار التصعيد وإمكانية تحوله لحرب إقليمية شاملة، كما أن ضغوطاً إقليمية حذرت واشنطن من خطورة هذا التصعيد الإسرائيلى والذى قد تمتد تأثيراته على دول المنطقة خاصة دول الخليج، حيث إن ضرب منشآت النفط قد يجعل طهران تدفع أذرعها لضرب منشآت النفط فى دول الخليج وهو ما ستكون له تأثيرات سلبية وكارثية على سوق النفط وبالتالى الاقتصاد العالمي.
قال إن هجوم إسرائيل على إيران بشكل معلن وصريح هو تطور نوعى فى الشرق الأوسط، وهو أول مرة تتعرض له إيران لهجوم مماثل منذ الحرب الإيرانية العراقية فى ثمانينيات القرن الماضى مما يعنى أن المواجهة مع طهران قفزت من حروب الظل «التى ستستمر» إلى الضربات الصاروخيّة المتبادلة وقد نشهد خلال الساعات والأيام القادمة تكثيف الهجمات بالصواريخ والمسيرات ضد أهداف داخل إسرائيل من جانب أذرع طهران فى لبنان واليمن والعراق، خاصة أن المقاومة الإسلامية فى العراق وتزامنا مع الهجوم الإسرائيلى على إيران، أعلنت اطلاق طائرة مسيرة ضد هدف عسكرى فى عكا وإيران رسمياً تصف الهجوم بالفاشل وإسرائيل تصفه رسمياً على لسان المتحدث باسم الجيش بالناجح.
نوه د.محمد عبادى المتخصص فى الشأن الإيرانى ومدير مركز جدار للدراسات انه بعد التهديدات الإسرائيلية بضربة واسعة فى إيران، جاءت الضربة محدودة ضد أهداف عسكرية فقط وهو ما يشير إلى نجاح الضغوط الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية بضمان عدم استهداف المنشآت النووية والنفطية فى مقابل وعود بدعم عسكرى مثل منظومة ثاد وإن الاستجابة الإسرائيلية للضغوط الأمريكية تعنى أيضاً أن هناك أثمانا أخرى وهى التصعيد فى جبهة غزة ولبنان وسوريا، دون ضغوط أمريكية لتنجو بذلك إيران من ضربة كبرى وتدفع غزة ولبنان ثمن هندسة الاتفاقات والتفاهمات الأمريكية الإسرائيلية الإيرانية.
قال عبادى إن إيران أعلنت فى وقت سابق ان ضربة محدودة الأهداف والأضرار قد لا تستدعى رداً منها، وهذا مؤشر على إمكانية احتواء الهجوم الإسرائيلى دون الدخول فى متوالية جديدة للتصعيد.
شدد اسلام المنسى الباحث فى الشأن الإيرانى ان الضربة منسقة وسبقها إعلان إيران بالأهداف التى تم قصفها والتوقيت حسبما تم الإعلان فى وسائل الإعلام الغربية وهذا مسلسل تصعيد الضربات المباشرة بين طهران وإسرائيل يتم بالتنسيق عبر أطراف أخرى وما نراه ان الضربات بين الطرفين محدودة بسقف معين ولا يمكن ان يتم تجاوزه منعا للوصول إلى الحرب الشاملة بين الطرفين ولكن تبقى الضربات الموجعة المتبادلة فى الأراضى السورية واللبنانية والتراشق الصاروخى من اليمن والعراق ولذا نرى الضربات بين البلدين وفقا لحسابات دولية وإقليمية وغالباً تكون رمزية وتكون الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً فاعلاً فى التنسيق كما حدث فى أبريل الماضي.
أضافت منى سيلاوى الحقوقية والباحثة العراقية فى الشأن الإيرانى ان الهجوم الإسرائيلى استهدفت مواقع عسكرية ومنها منصات الصواريخ مما يزعج النظام الإيرانى ويترك أثرا عليه بالرغم من ضعف الهجمة وإيران لا تمتلك طائرات حربية حديثة وقوتها تعتمد على الصواريخ البالستية ولذا فإن إمكانية الرد واستمراره تم استبعاده خاصة أن المجتمع الدولى اتفق على ضرورة تهدئة الأوضاع فى الشرق الأوسط ولكن إذا أرادت إسرائيل الاستمرار فى الحرب على لبنان فإن المجتمع الدولى والغرب والولايات المتحدة سوف تستمر فى دعمها لهذا العدوان من أجل الاستمرار فى تغيير موازين القوى فى المنطقة لصالح إسرائيل وتقليل حدة اذرع إيران فى المنطقة وبعقلية رئيس الوزراء الإسرائيلى بإنه لا يمكن فرض شروطه إلا بالقوة على المنطقة ولذا سوف يستمر فى حربه على غزة حتى يعيد الاستيطان وفى لبنان حتى يستطيع دفع قوات حزب الله خلف الليطاني.