ما زلنا نعانى من الأمراض المزمنة التى تهدد استقرار المجتمع وأمنه.. وتصيبه فى مقتل.. وتشتت جهود التنمية.. ظهرت وتفاقمت هذه الأمراض.. واتسعت رقعتها.. وزادت آثارها السلبية.. وأمراضها المجتمعية.. وتاهت الحلول بين ازقة المصالح الشخصية.
من هذه المشاكل استفحال تواجد « الركين البلطجى « بالشوارع والميادين والذى من أول وهلة يشاهدك فيها يعلن عن نفسه ووجوده «بالصفارة « ويجبرك على دفع مبلغ معين يحدده هو نظير إنتظار السيارة وغير قابل للتفاوض.. وأصبح يحيط به مجموعة من الصبية البلطجية أيضا.. أحدهم يقولك أنا « طوقت العربية « وطبعا عايز المعلوم.. والتانى يقولك أنا «غسلت العجل «.. والثالث يقولك « إدينى أى حاجة هى جت عليه أنا «.. النتيجة أنك تدفع على الأقل فى ركنة عربيتك فى شارع الحكومة مبلغاً لايقل عن 30 جنيهاً.. وإلا تعرضت عربيتك لخدش.. او وأنت ماشى «تلاقى طوبة فى زجاج السيارة».. وتحولت المشكلة إلى ظاهرة وزاد معدلها ونمت واصبحت مشكلة تهدد الأمن بالشوارع والميادين.
تحولت هذه المجموعات إلى واقع ملموس ومحسوس فى بعض المناطق.. بل تحولت هذه الظاهرة إلى عصابات وخاصة فى المناطق التى عليها إقبال من المواطنين مثل أماكن المطاعم الشهيرة والمحلات التجارية وعندما تجادل أحدهم فى الأسعار التى يعلنها يحيط بك العديد من البلطجية مما يضطرك إلى الدفع.. كل ذلك لغياب الدور الرقابى أو لغض الطرف منه لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية.
وزاد الطين بلة قيام الأحياء بتأجير مساحات من الشوارع أمام المحلات بمقابل مادى يتم سداده شهريا ويقوم المحل بوضع السلاسل والجنازير أمام المحل.. وبالتالى يزداد المرور فى الشارع تعقيدا وصعوبة وتتوقف حركة السيارات نتيجة الإنتظار الخاطيء.. وقد يتجازو صاحب المحل المساحة المخصصة دون رقابة من الحى أو الأخد بمبدأ « سيب وأنا اسيب « بين موظف الحى وصاحب المحل.. واصبح المواطن ما بين مطرقة الركين.. وسندان الحى الذى يبيع االرصيف والشارع بدلا من حمايته للصالح العام.
لابد من تكاتف الجميع للتصدى لظاهرة الركين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشارع منهم والقضاء على الأسباب التى تؤدى إلى تزايد الظاهرة وتفاقمها ونموها فى المجتمع حفاظا على قيم وتقاليد وأخلاق المجتمع والشارع المصرى من خلال رؤية شاملة تحفظ له أمنه واستقراره.. ومراجعة الدولة نفسها ووزارة التنمية المحلية فى الإستيلاء المقنن من المحلات على الأرصفة والشوارع بموافقة الأحياء بعد أن تحولت هذه الشوارع وتلك الأرصفة إلى ملكية خاصة لهم ويديرونها لحسابهم تحت أعين الدولة.. يجب أن نتحرك قبل فوات الأوان حتى لا يستمر هؤلاء فى أسلوبهم المستفز بالشوارع والميادين.