باستضافة كريمة من المملكة العربية السعودية، انعقد مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، اليوم السبت، والذي جاء انعقاده في اتساق مع قرار الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي رقم 4/49-ICHAD.
الجدير بالذكر أن تنظيم المؤتمر تم من خلال عمل وتنسيق مشتركين بين منظمة التعاون الإسلامي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، UNHCR.
وألقى الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، كلمة قال فيها إن (حكومة المملكة العربية السعودية بمبادرتها الحميدة باستضافة هذا المؤتمر ومساهمتها السخية في الجهود الرامية إلى تعبئة الموارد اللازمة لتلبية احتياجات اللاجئين والنازحين في بلدان الساحل وحوض بحيرة تشاد، لا تكرس فقط تقليداً عريقاً في دعم الدول الأفريقية الصديقة لها، بل تبرهن أيضاً على تمسكها بقيم التضامن التي طالما كانت أساساً لنهجها وميزت عملها في إطار المنظمة*، مضيفا بأن مؤتمر المانحين هذا يعد علامة على التضامن الفعال بين منظمة التعاون الإسلامي وشركائها الخارجيين الذين تم حشدهم لتقديم استجابة مشتركة للتحديات الملحة المرتبطة بالأزمة الحادة للنازحين واللاجئين في منطقة متأثرة بشدة بانعدام الأمن وتغير المناخ والاضطرابات بمختلف أنواعها.
وقال المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي، نائب وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية إن (استضافة المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر جاءت حرصا منها على الاستجابة لكل ما فيه خدمة للقضايا الإنسانية ولتقديم المساعدة للشعوب المحتاجة، في اتساق مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وقرار وزراء الخارجية بالمنظمة.
وحرص مؤتمر المانحين على تحقيق جملة من الأهداف تمثلت في زيادة الوعي بأزمة اللجوء والنزوح في المنطقة بغية الخروج باستراتيجيات لمعالجتها، وبناء شراكات قوية لدعم طرق التشبيك التي من شأنها أن تعزز الحلول طويلة الآجال لمشاكل النزوح والأمن الغذائي وغيرها من الأزمات فضلا عن تكثيف العمل الدبلوماسي من أجل منع الأزمات في المنطقة وتعزيز الاستجابة الفعالة وتحقيق الأهداف طويلة الأمد، وحشد الموارد للاستجابة الإنسانية الفورية.
وأجمع المشاركون في المؤتمر على أهمية تعبئة الموارد من أجل تقديم الدعم لأكثر من 11 مليون شخص يعانون تبعات النزوج واللجوء في منطقة الساحل حوض بحيرة تشاد.
وفي سياق ذلك، عقد المؤتمر جلسة رفيعة المستوى شارك فيها الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار في الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية، المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والسيدة جويس موسايا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق جهود الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، والسيد رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات في المفوضية السامية للأمم المتجدة لشؤون اللاجئين، والسيدة زبيدة أبو بكر عمر، المدير العام لوكالة إدارة الطوارئ في نيجيريا، بالإضافة إلى ممثل عن الاتحاد الأوروبي.
وشهدت الجلسة تفاعلا إيجابيا من قبل المشاركين، حيث تضمنت استعراض جهود مركز الملك سلمان والوكالات الدولية في دعم اللاجئين والنازحين ومعالجة الأوضاع الإنسانية وبخاصة في منطقة الساحل وبحيرة تشاد.
من ناحية ثانية، تحدث الوزراء المعنيون بدول منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد، (جمهورية نيجيريا وجمهورية النيجر والجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية تشاد وجمهورية الكاميرون وجمهورية بوركينا فاسو وجمهورية مالي) تباعا في الجلسة حيث قدموا شرحا مفصلا عن الأوضاع الإنسانية في بلدانهم والمتطلبات الضرورية لمعالجة تلك الأزمات. كما تحدث ممثلو الدول الأعضاء في المنظمة خلال جلسة التبرعات، معربين عن دعمهم للجهود الرامية لإنهاء أزمة النازحين في المنطقة.
وفي ختام المؤتمر، تقدم الأمين العام للمنظمة، بجزيل شكره وعرفانه للمملكة العربية السعودية، متمثلة في مقام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، على ما يقدمانه من دعم ومآزرة للمنظمة في سبيل تحقيق أهدافها كما ثمّن الأمين العام جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ودعمه المتواصل لمشاريع المنظمة، وبخاصة ما أبداه من تعاون لإنجاح هذا المؤتمر، معربا، في الوقت نفسه، عن شكره وتقديره لوكالات الأمم المتحدة والدول الأعضاء على تنسيقها وتعاونها في سبيل تلبية أهداف المؤتمر.