بالتأكيد شاهد مليارات البشر «طبق التشاك تشاك» الذى أصبح يتردد على الألسنة أكثر من كامالا هاريس او دونالد ترامب أو أنطونيو جوتريش على سبيل المزاح، مجرد فكرة بسيطة مجانية لا تحتاج اعتمادات مالية وخططاً خمسية أو عشرية فقط «فكر أحدهم» مجرداً وبعيداً عن سياسة اللقطة فى كيف يمكن أن يتحول ذلك الطبق من الحلوى المصنوعة من الدقيق والعسل بأشكال مختلفة من طبق حلويات شعبى محلى إلى «براند عالمى»، الدولة التترية وعاصمتها قازان ستستضيف مؤتمر «بريكس» فى الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر هذه هى المعلومة والبنية الأساسية للفكرة، وبالطبع سيتم استقبال الزعماء المشاركين فى القمة فى المطار ومرورهم على صالة كبار الزوار، هنا جاءت الفكرة فبدلاً من بوكيهات الورد التقليدية التى يقدمها طفلان أو طفلتان فى لقطة مثيرة للكلاسيكيات العقيمة سيتم تقديم «طبق تشاك تشاك» مع مجموعة من أطيب الحلويات التترية والقازانية الشهيرة محلياً، فعندما يصل زعماء نصف الكرة الأرضية ويقدم لهم هذا الطبق أمام شاشات التلفاز ووكالات الأنباء فى صورة ومشهد غير تقليدى، بالتأكيد هنا سينتبه الناس – كل الناس – المهتمون بالسياسة وغير المهتمين – فعندما قُدم الطبق للرئيس السيسى فبالتأكيد سينتبه جميع الناطقين بالعربية – على الأقل – ويتساءلون عن سر هذا الطبق المستخدم فى واجب الضيافة ولماذا هو بالذات؟ وعندما يتناول الزعيم الصينى والهندى والتركى والجنوب أفريقى والإيرانى والإثيوبى والخليجى نفس الطبق بنفس آليات الضيافة فبالتأكيد ستكون هناك التساؤلات نفسها، الآن انتهت القمة وبقيت أطباق «التشاك تشاك» فى أذهان الجميع ، وعلى مستوى شخصى تساءلت من صاحب هذه الفكرة؟ فلم أجد إجابة محددة، أخبرونى بأن أحدهم فى اللجنة المنظمة فكر وعرض ونفذت الفكرة وحققت نجاحاً مذهلاً من الناحيتين التراثية والثقافية والاقتصادية وبالطبع السياسية، ووالذى نفسى بيده تذكرت ما كان يردده الرئيس السيسى حول حاجتنا إلى «أفكار» غير تقليدية نغير من خلالها واقعنا ونتغلب على تحدياتنا، القضية ليست طبق الحلوى ولكن ما وراءها من أفكار وما يماثلها من موضوعات ، مجرد فكرة مكونة من طبق حلوى خلقت وصنعت وأوجدت صورة ذهنية عن العاصمة التترية قازان مجاناً، فلو أنفقت الحكومة التترية مليارات الدولارات ما صنعت هذا الزخم التراثى اللطيف، أعود إلى بيت القصيد وهو أن «تشاك تشاك» تشبه طعماً وشكلاً ومحتوى «أقراص المشبك» المشهورة فى عموم مصر خاصة فى طنطا ودسوق ودمياط، لكننا لا نجيد فن التسويق ولا نتطلع إلى التطوير وليس لدينا مهارة فى رسم الصور الذهنية التى نحلم بها، لذلك سأعود مجدداً لأكتب عن «المشبك».. وسأهتم بالتفاهة وسيقولون مفكرو ومثقفو «المشبك» لكن الأمر أعمق مما يبدو على السطح.