>.. مازالنا نتواصل فى شهر أكتوبر.. شهر الانتصارات.. التى طالما نفخر ونزهو بما حققه جندنا الأبطال فى ملحمة تاريخية ستظل ابداً الدهر رمزاً وإلهاماً لكل الاحرار فى شتى أصقاع الأرض.. اليوم أتناول بالحديث واحدة من ملاحم شهر الانتصارات وتحديداً الحديث ينصب على احدى مدن القناة.. محافظة السويس التى ضربت المثل والقدوة فى مقاومة غطرسة الصهاينة الذين اعتقدوا ان بامكانهم تعويض خسائرهم الفادحة وهزائمهم المتعددة على كل الجبهات.. فكان شعب السويس البطل لهم بالمرصاد حيث استطاع رجال المقاومة فى المدينة البطلة تلقين العدو الغاشم درساً فى الوطنية والشجاعة والفداء.
أحد المجاهدين فى السويس »حافظ سلامة« رحمات ربى عليه.. يروى الذكريات حول بطولات الرجال.. فيقول: »أبطال المقاومة بمساعدة الجيش الثالث الميدانى والشرطة دمروا خلال ثلاث ساعات فقط 67 دبابة ومدرعة صهيونية منها اربع دبابات شهدت عليها أسوار قسم شرطة الأربعين.. ناهيك عن أن العدو آنذاك استخدم أشد أنواع الأسلحة فتكاً لدحر المقاومة الشعبية فى المدينة الباسلة ولكن خاب ظنه وكان ابناء السويس بتعاون مع رجال القوات المسلحة والشرطة الوطنية عند حُسن الظن بهم ورفضوا بكل شجاعة وبسالة الخضوع للعدوان بل قاوموا جيش البغى والعدوان..
وعلى الرغم من المحاولات المكثفة والمتعددة للعدو من اجل اقتحام المدينة الباسلة تارة بالمدفعية واخرى بالطيران لتحطيم الروح المعنوية للمصريين.. ولكن هيهات ففى اليوم الموعود كانت المقاومة الشرسة لأبناء »الغريب« وبجهود القوات المسلحة أمكن إيقاع ا لهزيمة المدوية بجيش الصهاينة الذى تمكن من دخول المدينة الباسلة ولكنه أوقع نفسه فى »كمين« حيث دارت حرب شوارع مع المقاومين من ابطال مدينة السويس تكبد خلالها العدو المتغطرس الكثير من القتلى والجرحي.. وظلت دباباته وعرباته المدرعة »مدمرة« فى الطرقات المؤدية إلى المدينة وفى الطريق الرئيسى كذلك..
صورة رائعة قام بصياغتها أبطال المقاومة الشعبية فى مدينة السويس الباسلة مازال صداها يتردد رغم مرور أكثر من نصف قرن على هذه الملحمة البطولية.. التى اثبتت للعالم أجمع مدى ما يتمتع به المصريون جيشاً وشعباً من قوة إرادة وشجاعة استطاعت أن تسقط جيش الحرب الإسرائيلى فى آتون الهزيمة والخزى والعار.. فهزيمة العدوان متحققة لاشك فى ذلك حينما تتوافر عناصر الإرادة لدى الشعوب ومهما طال ظلام الليل فلابد يوماً أن ينجلى الفجر وهو ما تحقق بالفعل فى أيام خالدة من تاريخ أمتنا.. وصار السادس ــ والرابع والعشرون من اكتوبر للعام 73 يومين خالدين فى تاريخ الشعب المصري.
وها هم المصريون على العهد ماضون فبعد أن خاضوا معركة الكرامة وانتصروا تراهم الآن فى ميادين اخرى يبنون أمجاداً لهم وللأجيال القادمة.. سواعدهم تسابق الزمن لأجل ان تكون مصر الجديدة اكثر تقدما تعلو راياتها بين العالمين معيدة السير المجيدة للآباد والأجداد.