فى إطار تنفيذ خطة الدولة لزيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030، تهتم الجهات البحثية والإنتاجية بوزارة الزراعة والصناعة بتطوير وزيادة القدرات المصرية لزراعة وتصنيع النباتات العطرية والطبية، والتى تتركز فى محافظات الفيوم والمنيا وبنى سويف والغربية والقليوبية وأسيوط وأسوان.
وتتزايد مساحات الأراضى الزراعية المنتجة للنباتات العطرية والطبية فى محافظة المنيا فقط من حوالى 21057 فداناً عام 2020 إلى 30464 فداناً عام 2023 وصولاً إلى 32320 فداناً العام الحالى، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية السنوية من 48694 طناً عام 2022 إلى 64982 طناً عام 2023 والوصول إلى 85454 طناً عام 2024.
تشمل الزراعات المصرية العديد من النباتات العطرية والطبية أهمها الشيح والشمر والبردقوش والعتر والأقحوان والنعناع البلدى والينسون والكينوا وحشيشة الليمون والنعناع الفلفلى والياسمين والشسيا والشبت والكراوية والكركديه والكسبرة والثوم المعمر وإكليل الجبل والبقدونس والكمون والأورجان والحرجل.. إلخ.
نجحت الدولة المصرية من خلال عشرات شركات التصدير المتخصصة فى هذا المجال فى تصدير كميات من النباتات العطرية والطبية أهمها: شيح البابونج والمورنجا والنعناع والريحان وحشيشة الليمون والبردقوش والينسون والشمر والحرجل والياسمين.
لزيادة قدرات التصنيع فى محافظة الفيوم تم تشييد مجمع صناعى للنباتات العطرية والطبية فى منطقة السنجا مركز إبشواى على مساحة 25 فداناً وإنشاء وحدة تعقيم النباتات العطرية والطبية فى قرية منشأة كمال مركز الفيوم على مساحة خمسة فدادين.. ولزيادة الترابط بين المزارعين والجهات البحثية والتصديرية بالدولة يقيم المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية مهرجاناً سنوياً بإحدى المحافظات المتخصصة فى زراعات وتصنيع النباتات العطرية والطبية لتوضيح أسس الزراعة الحديثة وأسلوب استخدام الميكنة الزراعية وترشيد المياه والأسمدة والتحول إلى استخدام الأسمدة الحيوية لتقليل التلوث الكيميائى وزيادة فرص التصدير حيث تم التخطيط لزيادة صادرات منتجات النباتات العطرية والطبية السنوية إلى مبلغ واحد مليار دولار بحلول عام 2030.. وتتضمن الزراعة الحديثة المطلوب تعميمها داخل مصر تصوير جميع عمليات الزراعة عن طريق القمر الصناعى فى جميع المراحل لمتابعة درجات حرارة ورطوبة التربة ومتابعة عمليات تسميد الأرض وعناصر التربة »فوسفور ونيتروجين« وتصوير متابعة الأمطار والطقس، والتحكم فى المعدات عن بعد ومتابعة حالة الجو والتنبؤات الجوية والتحكم فى مستويات المياه وعمليات التسميد المستخدمة فى البيفوتات.. ونظراً لزيادة القيمة المضافة والأرباح المحققة للمزارعين من زراعات النباتات العطرية والطبية فإن الدولة ترى أهمية توفير الأراضى الصحراوية وتسهيل تمليكها للمزارعين لزراعة النباتات وإدراج النباتات العطرية والطبية ضمن القروض المدعمة المقدمة من البنك الزراعى وتحفيز المستثمرين المصريين فى اقتحام مجال التجفيف والتصنيع لعجائن وزيوت زراعات النباتات الطبية والعطرية.
وبالنسبة لزراعات الياسمين التى تنتشر فى القليوبية والغربية خاصة قرية «شبرا بلولة» نرى اهتمام مئات المزارعين بزراعته وتعدد وحدات تصنيع عجائن الياسمين وزيوتها والتصدير إلى معظم دول غرب أوروبا خاصة فرنسا التى تستخدم زيوت الياسمين لصناعة العطور المعتمدة على الواردات المصرية بنسبة 65٪ ونتيجة للتطور المستمر فى زراعات النباتات العطرية والطبية تمثل مصر حالياً المرتبة الخامسة عالمياً فى مجال تصديرها، ويرجع الفضل إلى تنوع التربة والمناخ طوال العام ويتم التصدير فى صورة زيوت أو عجائن أو أعشاب جافة وأهم المستوردين روسيا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة واستراليا وألمانيا وفرنسا.. حيث يتم استخلاص المركبات الدوائية من هذه النباتات لعلاج الأمراض المختلفة وتستهدف وزارة الزراعة زيادة المساحة المنزرعة سنوياً حتى 250 ألف فدان بحلول عام 2030.
وبنظــرة اقتصادية تتراوح إنتاجية الفــدان من 800كجــم إلى 3 أطنان سنوياً وسعر الطن يتراوح ما بين 80 إلى 200 ألف جنيه طبقاً للنوع والصنف وتتصدر الكراوية المرتبة الأولى من حيث الربحية حيث يباع الطن منها بمبلغ 220 ألف جنيه والينسون 120 ألف جنيه وتحتل قرية عباد شارونة مركز مغاغة محافظة المنيا المرتبة الأولى فى زراعة وتصنيع العجائن والزيوت والأعشــاب الجافة من النباتات العطرية والطبية بمساحة 700 فدان معتمداً على أسمدة حيوية وعضوية.. ونرى أن العائد الاقتصادى والمالى للمزارع من زراعة النباتات العطرية والطبية يحقق أربعة أضعاف العائد من الزراعات الأخرى.