مشاركة مصر فى تجمع البريكس لأول مرة من خلال حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى قمة قازان الروسية يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أهمية الدور المصرى فى العديد من القضايا المحورية السائدة.. مشاركة مصر فى هذه القمة يعد من الأساسيات لرفع صوت الدول النامية فى مواجهة التجمعات الاقتصادية الكبرى التى تؤثر بشكل أو بآخر على مسيرة هذه الدول. وقيام الرئيس السيسى وعرضه للقضايا المصرية وارتباطها بالقضايا العالمية يؤكد على أن مصر بات لها صوت مسموع فى المحافل العالمية. ولذلك فإن حضور الرئيس تستوجب ضرورة التنبيه على أن مصر الجديدة بات لها دور فاعل على مستوى المنطقة وإقليميا وعالميا.
وهذا ما وضح فى كلمة الرئيس عندما قال بضرورة اتخاذ خطوات حقيقية وفاعلة، لإصلاح الهيكل المالى العالمي، بما فى ذلك مؤسسات التمويل الدولية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، لتعزيز استجابتها للاحتياجات الفعلية للدول النامية، وأهمية تعزيز التعاون بين دول تجمع البريكس، فى مواجهة التداعيات السلبية لتغير المناخ، فضلاً عن وجوب استثمار المميزات النسبية التى تتمتع بها دول التجمع لتنفيذ مشروعات مشتركة فى قطاعات الاقتصاد الرئيسية، خاصة قطاعات الطاقة والبنية التحتية، والصناعات التحويلية، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ودفع أطر التعاون المشترك فيما يتعلق بالتسوية المالية بالعملات المحلية. كما دعا الرئيس إلى تكثيف وتعميق التواصل والتعاون الثقافى بين شعوب دول التجمع.
وسلط الرئيس الضوء على الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية المتصاعدة، والتى تدفع إلى العمل بقوة نحو ضمان فاعلية المنظومة الدولية، التى أظهرت بوضوح عجزها عن التفاعل مع الكارثة الإنسانية التى يشهدها قطاع غزة، والعدوان الإسرائيلى على لبنان، على الرغم من التحذيرات المستمرة من العواقب الوخيمة لهذا الصراع وتوسعه.وشدد على الأهمية الكبيرة لتجمع البريكس، والدور الحيوى الذى يمكنه القيام به لتطوير المنظومة الدولية، مستعرضاً أولويات مصر فى هذا الإطار، والمتمثلة فى أهمية تعزيز التعاون المشترك لاستحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية، على غرار مبادلة الديون من أجل المناخ، مع تعظيم الاستفادة من الآليات التمويلية القــائمة، فى ظــل ارتفــاع فجــوة تمــويل التنميــة إلى حوالى «4» تريليونات دولار فى الدول النامية.
والمعروف أن روسيا لعبت دورا كبيرا فى الجهود التى بذلتها لتجمع البريكس، خلال العام الجاري، فى مختلف المجالات والموضوعات، فضلاً عن جهود روسيا فى إدارة المناقشات الخاصة بتوسيع الشراكة مع الدول الصديقة والمؤثرة، بما يعكس الرغبة المشتركة فى تطوير منظومة العمل الجماعي، وإعلاء صوت الدول النامية فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
مشاركة مصر فى مجموعة البريكس تحمل أهمية كبيرة على عدة مستويات.
فهى توسع قاعدة التبادل التجارى مع اقتصادات ناشئة كبيرة، مما يقلل الاعتماد على أسواق تقليدية.
وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية، خاصة الصناعية والزراعية.
و تشجيع الشركات المتعددة الجنسيات على الاستثمار فى مصر، مما يساهم فى خلق فرص عمل ونمو الاقتصاد. والتوجه نحو استخدام العملات المحلية أو عملة مشتركة بين دول المجموعة، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار الصرف. إضافة إلى زيادة نفوذ مصر فى الساحة الدولية، وتعزيز مكانتها كقوة إقليمية.
والمشاركة فى صنع القرار على المستوى الدولي، والتعاون فى مواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ والأمن الغذائي، والاستفادة من الخبرات والتكنولوجيات المتقدمة لدول البريكس فى مجالات مختلفة مثل الزراعة والصناعة.
إضافة إلى البحث عن حلول مشتركة لمواجهة تحديات الطاقة، والاستفادة من الموارد الطبيعية لدول المجموعة.
باختصار، انضمام مصر إلى البريكس يمثل فرصة تاريخية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، والمساهمة فى حل التحديات العالمية.