عشت سنوات طوال خارج مصر.. عشرات السنوات من الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة المتحدة (بريطانيا) إلى واحة الهدوء والجمال وأرض الخلود فى مملكة البحرين.
وطوال كل هذه السنوات والتى لم تكن قد شاهدنا فيها ثورة الاتصالات الحالية من هواتف نقالة و»إنترنت» وقنوات فضائية فإن أيام الغربة والاغتراب كانت تختلف كثيرًا عن الاغتراب حاليًا حيث اصبح الاتصال المرئى ميسرًا بين الأسرة وأبنائها فى الخارج وكأن الجميع فى بيت واحد يتابعون معا كل الأخبار والأحداث ويعيشون اللحظة بلحظة.
ولكنها «الغربة» بكل معانيها فى كل الأحوال.. وهى رحلة البحث عن الحق فى الحياة فى أرض الله الواسعة وهى نوع من الجهاد فى سبيل الرزق الحلال وهى أيضا ضرورة من ضرورات الحياة التى تغيرت فيها المقاييس والمفاهيم بحيث تلاشت الحدود والمسافات والمحليات وأصبح هناك تعريف جديد للمواطن الدولى الذى يحمل فى داخله مختلف أنواع الثقافات والعادات والأهداف أيضا.
وأنا اكتب ذلك فى مناسبة ما أخبرنى به بعض الأصدقاء عن اغراءات عديدة تقدمها دول أوروبية وأفريقية لاستقطاب شبابنا من الأطباء والمهندسين والحرفيين والممرضات للعمل فى هذا الدول بامتيازات وعروض مالية مرتفعة.. ويقول البعض إن هناك تركيزًا خاصًا على الأطباء بعد أن قدموا جهودًا نالت استحسانًا وتقديرًا فى العديد من الدول الأوروبية خلال أزمة جائحة الكورونا.
والمصريين فى الخارج قوة.. وهم سند لمصر فى الداخل.. هم قوتنا الناعمة الحقيقية.. هم سفراء فوق العادة لمصر.. و»المصرى هيفضل مصري».. فهم التعبير والانعكاس للتعليم المصري.. والثقافة المصرية.. والانتماء الحقيقى بلا حدود.. وأحد مصادر مواجهة الأزمة الاقتصادية بتحويلاتهم المالية لأهاليهم فى الداخل وهم مصدر الانتعاش فى السوق العقارى المصري.. فالمصرى مهما قضى من سنوات عمره فى الخارج سيظل دائمًا يحلم بالعودة والاستقرار فى مصر وأن لا يدفن فى مكان سواها.
وشبابنا قادر فى كل مكان على التفوق والتميز.. مسلحًا بالإرادة والطموح وحب العمل.. ولدينا جيل جديد لا نعرف عنه الكثير لأننا قد تقوقعنا فى رداء الماضى واكتفينا بالتاريخ والذكريات.. أما هذا الجيل فإنه يملك من مقومات العصر الحديث ما يجعله قادرًا على التأقلم معه ومواجهة احتياجاته.. وفقط امنحوهم الثقة وساندوهم فى أحلامهم هنا أو هناك.. كل نجاح لهم فى أى مكان نجاح وقيمة لمصر.
> > >
ونعود إلى حوارات العالم.. ولا حوار إلا ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التى تقترب رويدًا رويدًا من الأيام الأخيرة قبل الخامس من نوفمبر القادم.
والمعركة تدور حاليًا حول الاتهامات الموجهة للمرشح الجمهورى دونالد ترامب حول مزاعم عن أقوال نسبت إليه يعبر فيها عن اعجابه بجنرالات «هتلر» القائد الألمانى واخلاصهم له..!! وترامب رد على هذه الاتهامات التى نشرتها مجلة أمريكية شهيرة بالقول إنها مجلة فاشلة قامت بتأليف قصص قبل الانتخابات مباشرة وفعلت ذلك من قبل.
والنفى وحده قد لا يكون كافيًا أمام تضخيم ما قاله ترامب والايحاء بأنه يسعى لأن يكون ديكتاتورًا.. وأنه أيضا لن يقبل بنتيجة الانتخابات القادمة لو فازت المنافسة هاريس وربما يدفع ذلك الولايات المتحدة الأمريكية إلى حافة الحرب الأهلية خاصة مع انتشار أقاويل عن احتمالات تزوير فى الانتخابات ووجود أشخاص قد يستخدمون السلاح حال فوز مرشح لا يدعمونه..!!
وأيا ما يكن الأمر.. فنحن أمام معركة انتخابية رئاسية أمريكية يصعب تكهن من سيكون الفائز فيها.. واستطلاعات الرأى لم تحدد من يتفوق نسبيًا ولم تتمكن من الخروج بنتائج حاسمة.. والأمر متروك للقوى الخفية التى ستحدد الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية.. وهى أيضا على ما يبدو مازالت منقسمة!!
> > >
ونذهب إلى الجونة.. إلى الناس «الرايقة» فى مهرجان الجونة السينمائى حيث أكبر تجمع واستعراض للصيحات الجديدة فى عالم الأزياء والفساتين التى طغت على الأحاديث الفنية وتقييم الأعمال الفنية.. وهى عادة مهرجان الجونة كل عام..!
والسفيرة الأمريكية فى القاهرة السيدة هيرو مصطفى فارغ والتى تتحدث تسعة لغات من بينهم العربية والتى هى من أصل كردى ذهبت إلى الجونة تتابع المهرجان وتدعمه وتقدم فرصة لأحد المخرجين المصريين للسفر إلى «هوليود» قالت إنها سعيدة بالتواجد فى المهرجان لأن مصر أم الدنيا وقلب الثقافة فى المنطقة.
والسفيرة الأمريكية ذهبت تتابع الفن المصرى وتتحاور مع رموزه وتعيش المهرجان وأجواء الجونة الجميلة التى هى قطعة فريدة من مصر تتميز بالرقى والجمال.. والتى تمثل منطقة سياحية بالغة الإغراء.
والفن المصرى قيمة وقامة.. نملك كنوزًا بشرية نحن هليوليود الشرق.. والابداع الذى لا ينضب والفن هو الحياة.
> > >
وأكتب عن مشكلة لاعبى فريق الزمالك الذين يواجهون المحاكمة فى أبوظبى لاعتدائهم على موظف عام بعد مباراة للزمالك فى كأس السوبر.. والقضية كلها تنحصر فى سوء إدارة للأزمة.. وفى أزمة ثقافة وجهل بقوانين البلاد.. أزمة غرور وتعالٍ عند بداية الأزمة.. وأزمة من «غير لازمة» لأن الذين أداروها فى البداية لم يكونوا مهيئين لذلك.. وتصريحات المتحدث باسم الزمالك كانت تصب الزيت على النار بدلا من التهدئة.. وبيان الاعتذار جاء متأخرًا.. ومتأخرًا جدًا.
> > >
وأخيرًا:
الناس أرزاق لبعضهم.. يارب ارزقنى بخيرة خلقك بمن يكونوا بلسمًا ينبع منهم الود والعطف.. يارب
> > >
واللهم أن القلب متعب.. والعقل مرهق والنفس منطفئة.. أتيتك بما تبقى منى فأعنى يا الله.
> > >
والهدوء أكثر الأشياء اثارة للذاكرة دائمًا.
> > >
وأنت نفس الشخص ولكن كل عين تراك على قدر محبتها لك وكل يراك من الزواية التى تقف بها فى قلبه.