على مدار ثلاثة ايام متتالية عقدت قمة بريكس فى العاصمة التترية قازان وشاركت مصر للمرة الأولى بعد انضمامها إلى هذا التجمع الضخم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أجرى الرئيس خمسة لقاءات ثنائية مع الرئيس الروسى بوتين والرئيس الصينى تشى والرئيس الإيرانى بزشكيان والرئيس الجنوب أفريقى رامافوزا والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وألقى سيادته ثلاث كلمات فى الجلسة المغلقة والمفتوحة وآلية بريكس بلس، ركزت كلمات الرئيس على زاويتين فى منتهى الأهمية، الأولى ضرورة المصارحة لأجل الفهم المشترك، فهذا التجمع ليس موجها ضد تجمعات أخرى وليست إلا محاولة لإصلاح مسارات الهياكل الدولية متعددة الأطراف، كما تحدث الرئيس عن أزمات التمويل وفجواته وضرورة التحرك فى هذا الاتجاه مع بنك التمويل الجديد وكذلك استخدام العملات المحلية بين دول التجمع وبما يخفف من حدة أزمة الدولار، كما جاءت جل اهتمامات الرئيس السياسية منصبة حول قضايا الشرق الأوسط خاصة فلسطين والسودان ولبنان والأمن الإقليمى ومواجهة الأرهاب والهجرة غير الشرعية وغيرها من معوقات التنمية المقصودة وغير المقصودة والتى جعلت التحديات مركبة، بيد أن معالجات تلك التحديات يعتريها الغموض وعدم الشفافية والازدواجية والانتقائية، ويمكن ان تكون الإجابة عن السؤال الذى يدور فى أدمغة الكثيرين حول ماذا سنستفيد فى مصر من هذا التجمع بالقول، اولاً على الصعيد السياسى فان وجود مصر فى هذا التجمع الكبير يمثل نجاحا للسياسة الخارجية المصرية التى تتحرك فى عالم متغير لا يعرف إلا دبلوماسيات القوة، ثانيا على الصعيد الاستراتيجى فان مصر تحاول إيصال رسالة إلى من يهمه الأمر بانها ليست فى حلف مع أحد ولن تكون، وسيادة مصر فوق كل اعتبار ولن تقبل مصر بضغوط الممول الغربى إذا كان هناك ما يمس المواطن والسيادة، ايضا حرص الرئيس على التأكيد على اننا مع القانون الدولى ومنظماته بشرط ضرورة إصلاحها من الداخل وتحويلها إلى الطريق الصحيح، اما على الصعيد الاقتصادى فان الإعلان عن إنشاء بورصة للحبوب خاصة بدول التجمع ستكون مصر هى الدولة الأكثر استفادة من هذه الخطوة نظرا لأنها هى المستورد الأكبر من بين دول التجمع، كما ان إنشاء سلة عملات لدول التجمع سيساهم فى نجاح فكرة تنفيذ التجارة البينية بدون الوسيط الدولارى الذى تتحكم فيه الأغراض السياسية، بالإضافة إلى إنشاء آلية لفض النزاعات التجارية بين الدول الأعضاء سيساهم فى تدوير الزوايا والمضى قدما فى التوجه العام، بقيت كلمة : كانت مشاركة الرئيس فى أنشطة وفعاليات القمة مثار إعجاب واحترام وتقدير كل الحضور، صراحة وصدق ووضوح وتجرد وفهم عميق لكل القضايا، مع همة ونشاط وأدب سياسى نادر يتحدث عنه الجميع، لقاء الرئيس مع الرئيس الإيرانى ينتج عنه مسار جديد للعلاقات المصرية- الإيرانية، كما ارى ان عدم اجراء اية لقاءات مع الإثيوبى آبى احمد يعني- فى تقديري- ان مصر فقدت الثقة فى الجانب الإثيوبى الذى ليس لديه الإرادة السياسية فى التوصل إلى حل سياسى واتمنى ان أكون مخطئا ويكون هناك شئ ما لا اعلمه يؤدى إلى نتائج فى الاتجاه الصحيح الذى تتمناه مصر وهو التوصل إلى حلول سلمية عادلة وفقا للقانون الدولى.