فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حضوره إصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى بمحافظة الإسماعيلية أكد أن الجيش والشرطة يمثلان جناحى الأمة المصرية وأنهما تعرضتا لمحاولات إسقاط الدولة فى اقتتال أهلى ضخم يستمر ويأكل كل فرص التنمية وذلك فى أعقاب أحداث يناير 2011 خلال مواجهة ومكافحة الإرهاب وذلك لفترة استمرت 10 سنوات… ووجهه التهنئة للجيش والشرطة على النجاحات التى تحققت خلال هذه المهمة الصعبة كما توجه بالتحية للشهداء والمصابين الذين سقطوا خلال معركة مكافحة الإرهاب.
واليوم ونحن نقترب من نهاية شهر الانتصارات …شهر أكتوبر رأيت أن أضيف للتأكيد على أهمية الشكر الرئاسى للشرطة المصرية بإعتبارى أحد رجالها أن هناك مواقف بطولية قامت بها أجهزة الشرطة أثناء حرب النصر فى أكتوبر 1973 وذلك فى إطار الأدوار البطولية التى أمتدت لتشمل جميع مؤسسات الدولة المصرية ومن بينها جهاز الشرطة الذى لعب دوراً حيوياً فى تأمين الجبهة الداخلية ودعم القوات المسلحة بل وقدم العديد من البطولات والشهداء قبل وأثناء الحرب وقد أشاد الزعيم الراحل أنور السادات فى كتابة البحث عن الذات بهذا الدور خاصة بعد إصدار قراره التاريخى بإنخراط رجال الشرطة فى العديد من العمليات العسكرية جنباً الى جنب مع رجال القوات المسلحة.
قبل إندلاع الحرب بأيام قليلة عقد اللواء/ ممدوح سالم وزير الداخلية آنذاك اجتماعات عاجلة مع قيادات الشرطة لوضع خطط تفصيلية لتأمين البلاد مع التركيز بشكل خاص على مدن القناة وحينها خضعت قوات الشرطة لتدريبات قتالية مكثفة شملت عمل الكمائن وتمييز طائرات العدو ومقاومة القفز بالمظلات والدوريات الصحراوية والجبلية كما قامت بالتنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية لتأمين الجبهة الداخلية وإحباط أى محاولات تخريبية وشاركت أيضاً فى خطة الخداع الاستراتيجى من حيث ترويج الشائعات ونشر شعور عام للشعب بعدم وجود أى نوايا للقتال وهو ما أتاح الفرصة للقيادة السياسية أن تخطط بهدوء وثقة لإتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب.
عند بداية المعركة قامت الشرطة بتأمين المدن والقرى وحماية المنشآت الحيوية والسلع الغذائية ومكافحة الشائعات والاخبار المغلوطة وأيضاً تقديم المعلومات الصحيحة للمواطنين ومتابعة تنفيذها حول الإجراءات الأمنية والاحتياطات اللازمة الخاصة بالأمن الذاتى للمواطنين كما قدمت الدعم اللوجيستى للقوات المسلحة وساهمت فى نقل الإمدادات والمؤن الى الجبهات المشاركة فى العمليات القتالية بل وشاركت بعض عناصرها فى العمليات القتالية خاصة فى المناطق الحدودية وأيضاً أرسلت العديد من الأطقم الطبية الخاصة بها للمستشفيات العسكرية والمدنية لعلاج المصابين.
لقد كان دور الشرطة مؤثراً بشكل كبير خلال حرب أكتوبر المجيدة حيث ساهمت فى استقرار المجتمع من خلال الحفاظ على أمنه واستقراره مما أدى إلى رفع الروح المعنوية للمواطنين ودعمهم للقوات المسلحة وكذلك حماية المنشآت الحيوية مثل المصانع والمستشفيات ومحطات الكهرباء بالشكل الذى أدى الى استمرار عملها ودعم الجبهة الداخلية بكل ما تحتاجه.. كما كان لتأمين الطرق والمواصلات دور كبير فى سهولة وصول الإمدادات والتعزيزات الى جبهات القتال… وفى بعض المعارك شاركت عناصر من الشرطة جنباً الى جنب مع القوات المسلحة.. ومن أبرز الأمثلة على ذلك تطهير بعض المناطق من الألغام لتسهيل تحركات رجال المشاة فى القوات المسلحة فى التحركات المحددة لهم خاصة فى محافظة السويس والقبض على بعض عناصر المظلات من قوات العدو أثناء إبرارهم على جزيرة الفرسان والتى كان جهاز الشرطة منوطاً بتأمينها وحمايتها وتم تسليم هذه العناصر الى القوات المسلحة.. وعندما كانت مدن القناة هدفاً رئيسياً للقوات الإسرائيلية لعبت الشرطة دوراً حاسماً فى تأمين هذه المدن وحماية المدينيين كما قامت بإحباط العديد من العمليات التخريبية التى كانت تستهدف المنشآت الحيوية للقوات المسلحة.. وعندما تحقق النصر العظيم لم ينته دور الشرطة بل لعبت دوراً هاماً فى إعادة الأمن والاستقرار الى المناطق المتضررة من الحرب.
لقد كان انتصار حرب أكتوبر يمثل منظومة متكاملة من التعاون بين جميع أبناء الشعب المصرى وقواته المسلحة والشرطة أسفر عن هذا النصر المبين الذى كان بطله الأول الشعب المصرى بإرادته وصموده طوال سبع سنوات إلى أن حقق الجيش المصرى انتصاراً فى معركة تحدى فيها كل الصعاب التى وضعها العدو فى طريقه وكان ظهيره فى الجبهة الداخلية الشرطة والشعب.. إن هذا الانتصار يجب أن يكون درساً تتوارثه الأجيال ويظل محفوراً فى ذاكرتهم.
شكراً للزعيم القائد أنور السادات على إشادته بالشرطة المصرية ومطالبته لها بالانخراط فى حرب أكتوبر مع أشقائهم من رجال القوات المسلحة.
شكراً للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على إشادته برجال الشرطة فى حربها ضد الإرهاب جنباً إلى جنب مع رجال الجيش المصرى ووصفه لهما بأنهما جناحا الأمة المصرية.. وتحيا مصر