أصبحت المسيرات الحربية التى تنتجها دول عديدة على مختلف مسمياتها هى سلاح العصر الحديث لانها تقوم بأعمال تقوم بها الطائرات الحربية بدون التفريط فى الطيار ومنها أنواع متخصصة فى أعمال الرصد وأخرى انتحارية وأخرى تطلق الصواريخ وأثبتت هذه المسيرات نجاحات فى الحرب الأوكرانية – الروسية والحرب الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط خاصة تلك التى استخدمتها إسرائيل فى قصف المدنيين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم قسرياً نحو الجنوب وقتل الأطفال والنساء وكل من يمشى فى شوارع غزة طلباً للنجاة.
ولقد جاء اغتيال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسى لحماس وأحد القادة البارزين بايدى الآلة العسكرية الإسرائيلية نقطة تحول فارقة فهى من جهة مثلت تحقيق أحد أهداف نتنياهو فى الحرب الإسرائيلية المعلنة كنوع من الضغط على إسرائيل لوقف اطلاق النار وفى نفس الوقت اختبار حقيقى لقدرة حماس على الاستمرار واسترداد الفلسطينيين لأرضهم المنهوبة وتطبيق حل الدولتين ليعيش الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى فى أمن وأمان
ولقد اصبت بالفزع من هرولة كبار المسئولين الأمريكان ودول أوروبية عديدة بمباركة مقتل السنوار ونسبوا له السبب فى مقتل آلاف من الفلسطينيين والإسرائيليين معاً وتناسوا ان التجويع والضرب بالقنابل الحارقة والتهجير القسرى ومنع دخول الامدادات عبر المعابر وتدمير المرافق والخدمات لغزة والضفة الغربية وجنوب لبنان كلها تمثل جرائم حرب ضد الإنسانية لم يلتفت لها بايدن ورافقه وأيضاً رؤساء الدول الغربية وكأن ما يحدث هى حرب صليبية برداء عصرى يراد بها باطل وهو قيام إسرائيل الكبرى وابادة شعب فلسطين.
أين ذهبت الرمزية الإيجابية فى تمثال الحرية الكائن فى أكبر ميادين العاصمة الأمريكية واشنطن وهو الآن يبكى بالدموع بعد ان تنكرت الولايات المتحدة الأمريكية من حقوق الإنسان للشعب الفلسطينى وكشفت عن العوار فى القرارات الأمريكية خاصة فى السياسة الأمريكية الخارجية ومساعدتها الاقتصادية والعسكرية والمالية ومناصرتها الواضحة للكيان الصهيونى فى كل المحافل الدولية وفقد ميزة الوسيط العادل فى حل النزاع الفلسطينى بسبب الانحياز الكامل لإسرائيل.
ان استخدام طائرات مسيرة فى محاولة اغتيال نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يكشف ان الحرب سجال وان هذه المحاولة لن تكون الأخيرة وان اغتيال قادة حزب الله وحماس لن يمر دون عقاب وان المحاولات الانتقامية من الجانبين لن تتوقف وان الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تنحاز بدون تفكير وراء الكيان الصهيونى الذى يرتكب الآن محرقة فلسطينية فى غزة وجنوب لبنان واستخدام كل الوسائل لتنفيذ اغراضه وأهدافه غير المشروعة.
نرى انه لن يوقف هذه الحرب غير حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وتغيير الحكومة المتطرفة فى إسرائيل وتعيين أخرى تؤمن بالسلام وحق كل من الشعبين فى العيش فى أمن وأمان وان يتم الاستعانة بوسيط عادل غير مؤمن بالحركة الصهيونية ومناصر لها كما شهدناه فى الأيام الأولى لحرب 7 أكتوبر وما بعدها فى إسرائيل.
أقول إن هدم الكنائس والجوامع والمدارس والمصانع لن يفيد سوى وقف حركة البناء والتعمير فى الجانبين خاصة أن الكثير من المواطنين فقدوا أعمالهم واشغالهم وممتلكاتهم وتوقفت حياتهم فى انتظار لحظة أمان.