لايزال العدو الصهيونى الغاشم يقتل ويدمر ويعيث فى الأرض فسادا.. ولاتزال أمريكا توفر له الدعم والحماية الكاملة فى تحد صارخ للإنسانية كلها.. لاتزال العصابة الصهيونية فى تل أبيب تُصر على اقتحام رفح الفلسطينية المكتظة باللاجئين ضحايا العدوان غير المسبوق على غزة رغم التحذيرات اليومية لمعظم دول العالم من هذا الاقتحام وما سيسفر عنه من ضحايا جدد قد تكون غير مسبوقة فى التاريخ.
للأسف الشديد.. أمريكا تخسر كثيراً من أسهمها كقوة كبرى فى العالم بمساندتها الكاملة للعصابة المجرمة فى تل أبيب، والعالم كله يشاهد يوميا ما ترتكبه من جرائم ضد المدنيين فى غزة، ولا تعير أمريكا الرأى العام العالمى الرسمى والشعبى أى اهتمام كما حدث فى الفيتو الأخير ضد قرار مجلس الأمن بوقف العدوان على أهل غزة، وهو مشروع القرار الذى تقدمت به الجزائر ووافقت عليه كل الدول الأعضاء ومعظمها دول أوروبية باستثناء دولة واحدة هى المجر.
الإدارة الأمريكية بهذه المواقف الجائرة تضر بسمعتها ومصداقيتها وتؤكد عدم انسانيتها وتحديها للمجتمع الدولي، وهو ما سيعود عليها بأبلغ الضرر فى المستقبل القريب والبعيد.. فلن ينسى العالم تلك المواقف الظالمة، ولن ينسى الفلسطينيون هذا الظلم الأمريكى وهذا الدعم غير المسبوق لكيان مجرم يقتل ويدمر مقومات الحياة لشعب فقير يعيش معظمه على المساعدات الإنسانية.
>>>
أيضا.. يخطيء الصهاينة عندما يعتقدون أن مذابح غزة وما تسفر عنه من قتل وتدمير وتخريب وإبادة جماعية لشعب أعزل سوف توفر لهم الأمن الذى يبحثون عنه، وتخطيء العصابة الصهيونية التى تحكم الكيان الآن عندما تعتقد أن ثأرها سيظل محصورا فى حركة حماس لو استطاعت القضاء على كتائبها العسكرية كما تدعى وكما يزعم مجرم الحرب نتنياهو بأن التخلص من عناصر حماس فى رفح سوف يحقق له الانتصار الحاسم الذى يبحث عنه، لأن الثأر الآن لم يعد مع حركة حماس بل أصبح كل أهالى المدنيين الذين قتلوا على يد أحقر قوة احتلال فى التاريخ الثأر سيكون حتما ممن قتل آباءهم وأمهاتهم، ويكفى أن نعلم أن 18 ألف طفل فلسطينى أصبح يتيم الأب والأم بعد أن قتل الصهاينة آباءهم وأمهاتهم، وستظل مشاهد القتل والتدمير والإبادة الجماعية التى يتعرضون لها الآن عالقة بعقولهم حتى يثأروا لآبائهم وأمهاتهم.
حسابات العصابة الصهيونية فى تل أبيب دائما خاطئة والغباء الذى يسيطر على عقولهم سيجلب المزيد من الخوف والرعب للشعب اليهودى سواء الذى يعيش على أرض فلسطين المغتصبة أو الذى يعيش فى الشتات حول العالم لأن ما حدث لأهل غزة لن يمحوه الزمن وأبناء وأحفاد الضحايا من شهداء ومصابين سوف ينتقمون لهم ولن ينفعهم المجرمون نتنياهو وجالانت وبن غفير وغيرهم من أفراد العصابة الصهيونية.
>>>
مهما ارتكب جيش الكيان من مذابح فى غزة وأيا كان الرقم الذى سيقتله أو يصيبه سيخرج الكيان الصهيونى من حرب غزة مهزوماً فى النهاية والانتصار الوهمى الذى يبحث عنه نتنياهو لن يتحقق فقد ورط نفسه فى حرب طويلة لا طاقة للصهاينة بها، ولولا الدعم الاقتصادى والعسكرى الأمريكى والأوروبى المعلن والخفى لانهزم الجيش الصهيونى فى الأسابيع الأولى من الحرب.
مهما دمر العدو الصهيونى من منازل للمدنيين وعاث فى الأرض فساداً فلن ينتصر، فانتصارات الجيوش لا تقاس بقدر ما تعبث وتخرب وتدمر وتقتل من المدنيين كما يعتقد مجرم الحرب الصهيوني، ولذلك فالنهاية واحدة وهى خروج هذا العدو المجرم مهزوماً فالغالبية العظمى من ضحاياه من المدنيين العزل؛ أطفال ونساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة.. وستظل هذه الجرائم تلاحق المجرمين الصهاينة مهما طال بهم الزمن وستكون وبالاً عليهم وعلى الكيان الصهيونى كله.
الانتصار الحقيقى هو تحقيق الأهداف بأقل قدر من الخسائر، وإسرائيل حتى اليوم لم تحقق هدفاً واحداً من أهدافها وقتلت عشرات الآلاف من المدنيين العزل بل قتلت العشرات من جنودها ومواطنيها فى عمليات عسكرية عشوائية تؤكد انفلات أعصاب قادتها وعشوائية وعبث وجبن الجيش الصهيونى الذى يحاول رد اعتباره دون جدوي.
>>>
الغريب والشاذ فى المشهد الغربى هو صمت أمريكا ومعها بعض الدول الأوروبية على ما حدث ويحدث فى غزة ومباركة كل ما يقوم به الجيش الصهيونى من جرائم، والوقوف متفرجاً على المذابح التى بدأت فى رفح الفلسطينية بحثاً عن انتصار كاذب لجيش لا يعرف ماذا يفعل وغير قادر على تحقيق أهداف الحرب التى أعلنها منذ اليوم الأول، وهى جرائم حرب مكتملة الأركان تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.. الصمت على جرائم العدو الصهيونى فى غزة وما يجرى الآن فى غزة يدين أمريكا قبل إدانة إسرائيل لأن كل ما يحدث يتم بمباركتها ودعمها، كما يدين الدول الأوروبية التى كثيراً ما تشدقت بحقوق الإنسان، وصدعتنا باحترام تلك الحقوق وهو ما كشفت مذابح غزة عن عكس ما تردده، فتلك الدول تخدع نفسها قبل خداعها للعالم، فلا إنسانية ولا عدالة ولا احترام لأبسط حقوق الإنسان.