لم يكن اختيار تلك الجمهورية الروسية لاستضافة قمة تجمع بريكس صدفة، فهي احدي جمهوريات الاتحاد الروسي ذات الأغلبية المسلمة التي توارثت تلك الأرض التي تعاقبت عليها إمبراطوريات وحضارات من البلغار إلي المغول لكن تبقت القومية التترية هي ملح الأرض، أعود الي سبب اختيار هذه الجمهورية وعاصمتها قازان او كازان لسبب استراتيجي هو إرسال رسالة للعالم بالقدرة علي التعايش والتنوع بين كافة الأعراق والديانات، بيد ان اللقاءات التي التي شهدتها تلك العاصمة من الأهمية بمكان ان نفتح لها هامشا مهما في احدي صفحات التاريخ، تأتي لقاءات الرئيس السيسي مع قادة الدول الأعضاء لتعيد التأكيد علي دور مصر المحوري في محيطيها الإقليمي والدولي، أكد الرئيس علي جملة من الثوابت في السياسة الخارجية المصرية يمكن إجمالها في النقاط التالية، احترام القانون الدولي مع ضرورة تعديل مواثيق المنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة ومجلس الامن، ومنظمات التمويل الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، الرئيس دائما ما يتبني مبادئ العدل والمساواة ويهتم بمعاناة الشعوب الفقيرة، طالب الرئيس بمراجعة تحديات الفقر والجوع والديون التي تقع علي كاهل الدول النامية والناشئة، كما يشدد الرئيس علي ضرورة احترام إرادة الشعوب وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، اما القضايا العربية فجاءت قضية فلسطين علي جدول أولويات الدولة المصرية بضرورة الإسراع في إقامة الدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار علي كافة المحاور اللبنانية والفلسطينية واليمنية والسودانية وكذلك حل القضايا الإقليمية الصلة، واشير هنا إلي لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس بوتين والذي عكس تفاهما عظيما علي كافة الأصعدة الثنائية والإقليمية، جاءت القضية الفلسطينية واللبنانية كمثال للتطابق التام، لقد أعطي الرئيس بوتين تعليماته بدعم طلب مصر للانضمام إلي اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوراسي كمنظفة تجارة حرة والتي تضم روسيا وبيلاروسيا أرمينيا وإيران أوزباكستان وكذلك دور تجمع بريكس في تحقيق القدر الضروري من العدالة الدولية المنقوصة في عالم يسيطر عليه مباديء متناقضة ومتعارضة، التقي الرئيس السيسي قادة بريكس خاصة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزيشكيان في تطور لافت للعلاقات بين القاهرة وطهران، كذلك لقاءات سيادته مع الزعيم الصيني والذي جاءت علي خلفية العلاقات رفيعة المستوي التي تربط القاهرة وبكين، تتعدد لقاءات الرئيس وتبقي كلماته واحدة ومبادئه مثار إعجاب واحترام كل من قابله وجلس يستمع اليه والي رؤية سيادته في مجمل القضايا الإقليمية، تنتهي اللقاءات وسابق الاحترام والتقدير لمصر وزعيمها الذي يتعامل بشرف في وقت عز فيه الشرف.