هذه المرة ليست مجرد كلمة سريعة لأنها تحمل معانى كثيرة للمصريين ولا يكفيها سطور تعبر عن الإجلال والتقدير لأحداث كانت ولا تزال محفورة فى الجبين ولها ذكريات فى كل بيت مصرى باليوم والشهر والسنة حتى بالساعة بات تاريخ لا ينسى أبداً ولا يمكن لأى عوامل داخلية أو خارجية ان تؤثر عليه بشكل أو بآخر أو تمحو هذه الذكريات أو تحاول طمس ملامح شهر كامل مليء بمعارك جيش وشعب يغضب ويثأر «ملحمة وطنية» وتواريخ وأحداث ليست مجرد أحداث عادية أو غبار وقتى ولكنها كانت كالقنبلة النووية التى هزت العالم ورسمت طريق البقاء والقوة لمصر على خريطة العالم ومنذ ذلك الحين أصبحت دولة لا يستهان بها ولا بجيشها وأقصد بكلامى منذ 6 اكتوبر عام 1973 عرفت الدول الكبرى من هم المصريون الذين عبروا «القناة الموقوتة» ودمروا «السد المنيع» ومدى صلابتنا وإصرارنا على تخطى الصعوبات واجتياز المعوقات .
أطلقت عليها إسرائيل حرب يوم الغفران «يوم كيبور» ولقبت عند العرب بـ»حرب السادس من أكتوبر» و«العاشر من رمضان» وتعرف فى سوريا باسم «حرب تشرين التحريرية»ولها أسماء عديدة لدى الشعب المصرى أذكر منها «حرب العزة والكرامة» و«ملحمة العبور» و«نصر أكتوبر» و«حرب الخداع الاستراتيجي» و«أيقونة النصر» و«العبور العظيم» وكل هذه المسميات وغيرها سطرت صفحات مضيئة فى سجل التاريخ جسدت حكايات وبطولات لشهداء الواجب من أبناء مصر الذين قدموا الغالى والنفيس وتخطوا قوانين الطبيعة وحطموا الأساطير لرفعة الوطن والتأكيد على ان الإرادة والإصرار والثقة هى مفاتيح النصر وهؤلاء البواسل لهم ذكرى خالدة فى أذهاننا جميعاً فهم دائماً وأبدا مصدر للفخر والاعتزاز.. حقيقة لا تغيب عنها الشمس الجيش المصرى «خير أجناد الأرض» مصنف من أقوى جيوش العالم لا يهاب أى شئ وقدم للعالم بأكمله دليلاً عظيماً على قوته وقدرته فى مواجهة التحديات وتخطى المواقف الصعبة بل وسجل اسمه فى قائمة الأشداء برقم «6.10.73» مدون بشكل عام فى ذاكرة جموع المصريين لأنه يمنحنا الثقة فى أنفسنا وبشكل خاص للإسرائيليين لأنه أسقط غطرستهم وغرورهم وكبدهم وأذاقهم مرارة الخسارة والأهم رسخ فى عقولهم رسائل قوية وحاسمة تتضمن عـدم المسـاس بأمـن مصــر وشعبها أبد الدهر.
كل هذه الوقائع التاريخية والحقائق إلا ان هذه الحرب لم تأخذ حقها فى التوثيق الدقيق لكل ما حدث بها ورغم أننا على مدى أكثر من نصف قرن سمعنا الكثير من الروايات عن أبطالنا البواسل الذين عاصروا وقت العبور وحدثنا الخبراء العسكريون والمتخصصون عن قصص مثيرة وأدوار بطولية لفرق مثل الصاعقة والاتصالات والمشاة والبحرية تجذب كل من يسمعها لكنها لم تظهر بالشكل الأمثل ومهضوم حقها على الشاشة المصرية ونأمل فى المزيد من الأفلام والمسلسلات الوطنية التى تعزز روح الانتماء الوطنى وتحث على العزة والكرامة والفخر ولا تخضع لحسابات المكسب أو الخسارة.