لم أجد أقوى فى الرد على أكاذيب وافتراءات نازى العصر بنيامين نتنياهو فى ملاسانته مع الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون أقوى مما قاله موشى ديان وزير دفاع الكيان عن نشأة إسرائيل وكيف ظهرت إلى الوجود.. قال ديان بالحرف الواحد: «لم تكن هناك قرية يهودية واحدة لم تبن فوق موقع لقرية عربية».

ديان هذا واحد من عتاة المتطرفين اليهود وأحد اساطين فنون الابادة للحجر والشجر وابتدع أخبث واسرع طريقة لاقامة المستوطنات اليهودية.. أطلق عليها مسمى «السور والبرج» لإقامة مستوطنات جديدة بشكل خاطف وتحت رعاية الانجليز الذين فرضوا الانتداب البريطانى على فلسطين تتلخص طريقة ديان فى ان تستولى مجموعة مسلحة على قطعة من الأرض ليلاً وتنشئ عليها برجا للمراقبة وتنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق وتحيطها بالأسلاك الشائكة..وقد أقامت الهاجناه -وهى من اخطر العصابات التى كانت تتولى مهام التطهير والابادة الجماعية وإحراق القرى الفلسطينية على أهلها بعد ارتكاب المجازر فى وضح النهار.. وكان ديان احد قادتها البارزين- وخلال ثلاث سنوات فقط تم اقامة 53 مستوطنة من هذا النوع بين الأعوام 1936 و1939.

وكان ديان وراء الكثير من الخطط المبيتة لارتكاب المجازر من أجل ترويع الفلسطينيين وحملهم على النزوح من قراهم مثلما حدث فى مجزرة كفر قاسم الشهيرة وقرية دهمش وغيرها..

نتنياهو لم يطق الكلام المنطقى الذى قاله ماكرون مذكرا اياه بانه

لايجب ان ينسى كيف نشأت دولته. ففى لحظة شجاعة نادرة أو صدق مغلفة بالغضب والتحسر على ما يفعله نتنياهو وتهجّمه المتكرر على الأمم المتحدة قال ماكرون فى اجتماع للحكومة الفرنسية: «يجب على السيد نتنياهو ألا ينسى أن بلاده أنشئت بقرار من الأمم المتحدة، لذلك لا ينبغى له أن يحرر نفسه من قرارات الأمم المتحدة». يجب على نتنياهو ألا يتنصل من قراراتها.. «عليه أن يتذكّر أن بلده وُلد بقرار من الأمم المتحدة» فى إشارة إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نوفمبر 1947على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية.

وقد استشاط نتنياهو غضباً وانبرى للرد على الرئيس الفرنسى قال فى بيان «تذكير لرئيس فرنسا.. لم تنشأ دولة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة بل بموجب الانتصار فى حرب الاستقلال الذى تحقق بدماء المقاتلين الأبطال وبينهم العديد من الناجين من المحرقة، خصوصاً من نظام فيشى فى فرنسا»!!

يتناسى نتنياهو اشهر كذاب فى العصر الحديث قرارات الأمم المتحدة التى يكرهها كراهية التحريم خاصة قرار تقسيم دولة فلسطين للسماح بانشاء وطن أو دولة لليهود فقد صدر قرار التقسيم وانسحبت بريطانيا من فلسطين يوم 14 مايو 1948 وعلى الفور ووفقا لترتيبات مع دولة الانتداب البريطانى أعلن ديفيد بن جوريون فى اليوم نفسه قيام دولة إسرائيل..

تؤكد وثائق الأمم المتحدة انه فى أعقاب إعلان بريطانيا أنها تعتزم إنهاء ولايتها على فلسطين فى عام 1947 وضعت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يجمعهما اتحاد اقتصادى وأصدرت فى نوفمبر 1947 قرارا يقضى بالتقسيم إلى دولتين عربية ويهودية وذلك بموافقة 33 دولة ورفض 3 وامتناع عشر دول عن التصويت.

وجاء فى نص القرار الذى حمل رقم 181 إن الجمعية العامة:

وقد عقدت دورة استثنائية بناء على طلب السلطة المنتدبة لتأليف لجنة خاصة وتكليفها الإعداد للنظر فى مسألة حكومة فلسطين المستقلة فى الدورة العادية الثانية.

وقد ألفت لجنة خاصة وكلفتها التحقيق فى جميع المسائل والقضايا المتعلقة بقضية فلسطين وإعداد اقتراحات لحل المشكلة.

وقد تلقت وبحثت فى تقرير اللجنة الخاصة بما فى ذلك عدد من التوصيات الاجتماعية ومشروع تقسيم مع اتحاد اقتصادى أقرته أكثرية اللجنة الخاصة…

 والله المسستعان..