وقطار «العياط» .. ورئيس النادى .. والذهب والعقارات ..!
هذا المشهد سوف يظل عالقا فى الأذهان إلى الأبد.. هذا المشهد يروى ويعبر عن المأساة الإنسانية فى قطاع غزة.. هذا المشهد لا يجب أن يمر مرور الكرام.. إنه المشهد الذى يعكس تخاذل العالم فى مواجهة حرب الإبادة التى يتعرض لها المدنيون فى غزة.. إنه المشهد الذى ينبغى أن يوقظ ضمير العالم الحر لكى ينتفض ويفرض إرادة الإنسانية فى إنهاء معاناة شعب ووضع حد لاعتداءات وحرب بلا نهاية..!
والمشهد هو لأسماء.. فتاة فلسطينية تبلغ من العمر سبعة أعوام خرجت مع شقيقتها الصغيرة سمية يبحثان عن أماكن توزيع الطعام والمساعدات الإنسانية.. وأتت سيارة مسرعة اصطدمت بشقيقتها فأسقطتها أرضا بعد أن تسبب الاصطدام فى كسر لقدمها.. ولم تجد أسماء ما تفعله إلا أن تحمل شقيقتها على كتفها لمسافة تزيد على 2 كيلو متر حتى تصل بها لأقرب مستشفى أو نقطة اسعاف..! سارت أسماء حافية القدمين تحمل معها المعاناة والألم والجوع.. لم تكن تهتم إلا بسلامة شقيقتها.. لم يوقفها الجوع أو التعب عن السير.. اختزلت فى سنوات عمرها القصيرة كل ثوابت القوة والصمود والمقاومة.. عبرت عن جيل جديد لن ينسى آلام الوجيعة والتشرد والاغتراب.. سارت تناجى الواحد القهار أن ينقذ شقيقتها وأن تعود لأسرتها سالمة وأن يكتب لهما النجاة.
ويا أيها العالم الذى تخلى كما يبدو عن شعب غزة الذى يواجه شبح المجاعة.. يا أيها العالم الذى يلتزم الصمت أمام موت ومعاناة الأطفال والنساء والشيوخ.. يا أيها العالم الذى كان حرا متى تستيقظ الضمائر ومتى سيمكن انقاذ أسماء وسمية وكل الذين يقضون الساعات بحثا عن الطعام.. أى طعام!! إنها المأساة التى أصبحت وصمة عار فى جبين البشرية.. إذا كان هناك تعريف واضح الآن للبشرية..!
>>>
وفى مدينة العياط احدى مراكز محافظة الجيزة وحيث يذهب الأطفال إلى مدارسهم سيرا على الأقدام فإن طفلين حاولا عبور السكة الحديد من غير المكان المخصص للعبور ولم ينتبها لسرعة القطار القادم الذى دهسهما ولقيا مصرعهما..!! والأهالى أصابهم الحماس والاندفاع والعاطفة فصبوا غضبهم على القطار وعلى عامل المزلقان وقطعوا السكة الحديد وأشعلوا النيران فى غرفة خفير المزلقان رغم انه لا علاقة له بما حدث!!
وما قام به بعض الأهالى هو سلوك جانبه الصواب كثيرا.. فالخطأ لا يتعلق بسائق القطار الذى لم يكن فى مقدوره التوقف فجأة وإلا انقلب القطار على من فيه.. والخطأ لا يتحمله عامل المزلقان الذى أغلقه حتى يمر القطار.. الخطأ يتحمله الأهالى الذين لم يجيدوا دورهم فى تعليم الأطفال بعدم عبور السكة الحديد إلا من الأماكن المخصصة لذلك وبعد التأكد من عدم وجود قطارات.. الخطأ تتحمله المدارس التى يذهب إليها الأطفال والتى عليها إرشادهم وتوعيتهم بمخاطر الطريق وقواعده المرورية.. والأهالى الذين اندفعوا فى نوبة غضب يجب محاسبتهم أيضا لأن ما قاموا به هو تكريس للخطأ.. وارتكاب خطأ أكبر لتبرير تقصيرهم فى تربية الأبناء!!
>>>
وإذا كان بعض الأهالى فى العياط قد أخطأوا فى دفاعهم عن الخطأ فإن رئيس النادى الرياضى الاجتماعى التربوي.. النادى الذى يطالب بأن يكون لقبه هو أفضل قلعة رياضية.. حسين لبيب رئيس نادى الزمالك لم يتخذ قرارا تربويا عاجلا فى حق ثلاثة من اللاعبين اعتدوا على أحد منظمى بطولة كأس السوبر المحلى التى تقام فى دولة الإمارات.. وبدلا من ذلك فإنه عقد اجتماعا مع مساعديه وهدد بالانسحاب من البطولة والعودة إلى القاهرة فى إجراء اعتقد انه يحمى بذلك لاعبيه وينقذهم من المساءلة القانونية..! وحسين لبيب هو من أشعل الأزمة التى كان يمكن أن تمر فى لحظات بدون توابع أو عواقب.. كان عليه أن ينتصر للأخلاق، للرياضية.. وللاحترام.. كان عليه الاعتذار السريع ووأد القضية فى المهد.. لم يكن عليه أن ينظر إلى الجماهير ويحاول استمالتها وإدعاء القوة.. الأخلاق أهم من أى بطولة.. وحسين لبيب أضر بالزمالك.. ودافع عن الخطأ الذى لا يمكن تبريره أو قبوله.. ويبدو أنه قد اعتاد ذلك..!
>>>
ونعود للحياة.. والناس التى تبحث عن أى فرصة لتحسين أحوالها.. الناس التى تتأثر إذا ما قام المدير بخصم يوم من المرتب لأى سبب والخصم قد يكون جنيهات معدودة.. بينما الخصم من لاعب كرة قدم يكون بمقدار مليون جنيه دفعة واحدة كما حدث مع لاعب الأهلى «كهربا»..! هؤلاء من الباحثين عن الحق فى الحياة يتساءلون إذا ما توافر لديهم فائض للاستثمار عن أفضل مجال للاستثمار.. هل هو فى الذهب.. أم فى العقارات..!
ولأن السؤال والتساؤل يتعلق بفئة معينة لديها ما تستثمره فإنها لا تحتاج إلى إجابة ولا إلى رأي.. فمن معه المال معه الذهب.. ومعه العقار.. ومعه شهادات الاستثمار أيضا.. اللى معاه معاه كل حاجة.. بيسأل ليه..!
>>>
والجامعات الخاصة التى انتشرت فى كل محافظات مصر عليها أن تهتم قبل كل شيء بتوفير وإقامة المدن الجامعية القريبة من الحرم الجامعى لتكون سكنا للطلاب الذين يأتون إليها من محافظات أخري.. والتعاقد أيضا مع شركات لنقل الطلاب لكى تكون تحت إشرافها ومسئوليتها الكاملة.. وقبل منح هذه الجامعات التراخيص فإنه يجب التأكد من استيفاء هذه الشروط!! حياة أبنائنا أولاً.
>>>
واللهم.. اللهم لست قويا بغيرك ولا قادرا إلا بك ولا منصورا إلا بقدرتك وحدك.. فكن بجانبى واجعلنى فى عنايتك دائما.. لا عزة لى إلا بك ولا حياة فينا إلا بنور رحمتك، سبحانك ربى العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
>>>
وأخيراً :
>>>
المنافق لسانه يسر وقلبه يضر.
>>>
وعلى قدر صبرك يأتى جبرك.
>>>
ولا تحاول أن تقنع الجميع بأفكارك لأن العقول تختلف.
>>>
وإما أن تتغير أو سيتكرر نفس اليوم إلى الأبد.
>>>
ولا أعلم مصدر الضوء الذى فى منزلنا!! أعتقد أنه قلب أمي.