قال الخبير العسكري اللواء سمر فرج إن مصر الدولة الوحيدة التي حررت أرضها التي احتلها إسرائيل في 1967 بالكامل، مشيرا إلى أن ما حدث في 9 يونيو 1967 كان أصعب يوم على المصريين، حين أعلن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تنحيه، إلا أن الشعب المصري وقف وراءه ودعمه، وساند الدولة المصرية.
جاء ذلك خلال ندوة جامعة السويس احتفالا بالذكرى 51 لنصر أكتوبر وذكرى انتصار المقاومة الشعبية والعيد القومي لمحافظة السويس، بحضور اللواء طارق الشاذلي محافظ السويس، والدكتور أشرف حنيجل رئيس جامعة السويس، والدكتور عبدالله رمضان نائب محافظ السويس، واللواء أحمد الإسكندراني السكرتير العام، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وطلاب الجامعة ومنسوبيها، والدكتورة سوزان الجندي المتحدث الرسمي لمحافظة السويس.
وأكد اللواء سمير فرج أن الجيش المصري وإن انهزم في سيناء في نكسة يونيو ودمر العدو قواته، إلا أن مصر صمدت واستمرت لأن الشعب المصري العظيم وقف وراء قواته المسلحة ودعم الدولة المصرية، وهذا ما يدرس الآن في كلية الدفاع بجامعة بروكسل، فالحرب ليست دبابة أو مدفع فقط، وهم أدركوا أنهم إن أرادوا إسقاط دولة فعليهم إسقاط الشعوب، لأنها التي يمكنها أن تسقط الدول وليست المعدات العسكرية. وهم يدرسون مصر وما حدث في نكسة يونيو دراسة حالة تؤكد ذلك.
نجاح العمليات
وأضاف إن ضرب الشعب يأتي بنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، والتأثير على العلاقة بين الشعب وقواته المسلحة، والتفرقة بين صفوف الشعب، كذلك بين الشعب والحكومة، ولنا تجربة في 5 يونيو، حيث انهزم الجيش ولم يسقط وقاوم وحارب، وحقق أفراده النصر في عدة عمليات خلال حرب الاستنزاف، والدولة لم تسقط أيضا وأعادت بناء القوات المسلحة حتى تحقق نصر أكتوبر.
أضاف: في أكتوبر 67 أرادت المدمرة إيلات أن تقترب من بورسعيد، ولكن هاجمتها الصواريخ المصرية وقامت بتدميرها، مما أدى إلى تغيير استراتيجية التسليح البحري في العالم بأكمله، فاليوم لا يقوم أحد بعمل مدمرات، نتيجة ما فعله المصريون مع المدمرة إيلات.
عودة الروح المعنوية
وتطرق في الحديث عن العمليات العسكرية التي أعقبت 5 يونيو، وأنها كانت بمثابة بشائر عودة الروح المعنوية للمصريين شعبا وجيشا، وأبرزها إغراق المدمرة إيلات أمام شواطئ بورسعيد، وروى اللواء سمير فرج ما ذكره القائد الإسرائيلي، العقيد شوشان قائد المدمرة إيلات في الرحلة الأخيرة للمدمرة.. حيث خرجت إيلات من ميناء حيفا وعدد طاقمها 100 فرد، وكان على متنها طلاب الكلية البحرية، وحين اقتربوا من بورسعيد، أخبره عامل الرادار أنهم دخلوا المياه الإقليمية لمصر، وأصبحوا قبالة شواطئ بورسعيد، رد عليه العقيد شوشان “ادخل انهم مهزومون” وبدأ يرى أضواء بورسعيد، واستدعى طلاب البحرية ليريهم مدينة بورسعيد التي على مشارفها، وفوجئ بعدها بتلقي صاروخين قسما المدمرة وغرقت أمام بورسعيد.
وتحدث اللواء سمير فرج عن محاولة إسرائيل اختراق ميناء الإسكندرية، حيث أرسلت ضفادع بشرية إلى الميناء، وكان المتبع قديما غلق محيط الميناء بالشباك المثبت عليها حساسات، وعلمت القوات البحرية المكلفة بتأمين الميناء بوجود الضفادع فألقت العبوات الانفجارية، وبعدها طفا على سطح الماء أربعة ضفادع بشرية، وتم القبض عليهم، وعلمت القوات المصرية أنهم حضروا من حيفا في الغواصة “دافار”، والتي كانت تبعد 20 كيلو عن الميناء، وبعد حرب أكتوبر واتفاقية السلام طلبت إسرائيل البحث عن دافار، وكانت خارج الحدود، واستأذنتنا إسرائيل في أخذ جزء منها، والآن هي أمام متحف حيفا بإسرائيل.
وتطرق اللواء سمير فرج للحديث عن بعض المشاهد من حرب أكتوبر، والمعارك الجوية، وقال إن طائرات العدو كانت أكثر عددا وتطورا من الطائرات المصرية، لذلك نفذت القوات المسلحة حائط الصواريخ، وكان مداه 15 كيلو مترا، وحين علم العدو بذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية تعليمات إلى جميع الطيارين بمنع الاقتراب من القناة بعمق 15 كيلومترا، حينها أدرك قادة الحرب أن عبور القناة سينجح، وأن العدو سيعجز عن الهجوم.
وأكد أن معركة المنصورة تعتبر أطول معركة زمنية في التاريخ الحديث، شاركت بها 200 طائرة منها 120 للعدو و80 طائرة مصرية، واستمرت لمدة 53 دقيقة، وأسفرت عن إسقاط 17 طائرة إسرائيلية و5 طائرات مصرية، ثلاثة منها استطاع فيها الطيارون النجاة قبل سقوط الطائرة.