أصبحت الحياة فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة لا طعم لها، ليلها أسود حالك لا ينيره سوى وهج الصواريخ والقذائف، ونهارها صامت لا صوت يعلو فيه على صوت الاستغاثات التى يطلقها سكان المخيم بعد 17 يوماً من الحصار والتجويع والنسف والقتل.
كشف المتحدث باسم جهاز الدفاع المدنى فى غزة أنه خلال الأيام الماضية يقبع نحو 200 ألف فلسطينى تحت القصف والحصار فى محافظات الشمال ومخيم جباليا تحديداً، وأشار إلى أن أكثر من 500 شهيد وصلت جثامينهم المستشفيات فيما لا يزال عشرات آخرون تحت أنقاض المنازل المدمرة لتكشف حقيقة جرائم الاحتلال ضد الانسانية.
فى لبنان الوضع لا يختلف كثيراً، حيث ما زال القصف الإسرائيلى يحصد أرواح المزيد من اللبنانيين بينما تتواصل المواجهات بين قوات الاحتلال وحزب الله، والتى أجبرت الآلاف على النزوح من منازلهم، خاصة بعد أن شنت قوات الاحتلال 16 غارة على مقرات جمعية «القرض الحسن» التابعة لحزب الله فى ضاحية بيروت الجنوبية.
وفى سياق متصل، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان «اليونيفيل» إصرارها على البقاء فى مواقعها رغم الانتهاكات الإسرائيلية، مشيرة إلى قيام جرافة تابعة للجيش الإسرائيلى بالهدم عمداً لبرج مراقبة وسياج محيط بموقع للأمم المتحدة فى منطقة مروحين.
جاء ذلك بينما ما زالت إسرائيل تهدد بالرد على الهجوم الإيرانى عليها مطلع الشهر الحالي، فيما جددت طهران توعدها بالرد «على الرد»، لتؤكد الولايات المتحدة بدورها موقفها الثابت فى الدفاع عن حليفتها الأولى حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن أن الجيش الأمريكى سارع إلى نشر منظومته المتقدمة المضادة للصواريخ فى إسرائيل، مضيفا أنها «فى مواقعها» حالياً.