تتعالى الأصوات منذ سنوات بانتقاد الإعلام الرياضى واتهامه بأنه السبب فى عشرات الأزمات بجانب السلبية فى تغطية الأحداث الرياضية المهمة بالإضافة إلى اتهام بعض مقدمى البرامج الرياضية بالتحيز إلى لون فانلة معين إن لم يكونوا كلهم.. وتتضح تلك الاتهامات خلال الاستوديوهات التحليلية لمباريات كرة القدم فى أى مسابقة أو بطولة.. وقد قلت رأيى فى بعض هذه الاستوديوهات بأنها لاتفيد كرة القدم فى شئ لأنها تذاع قبل وبعد المباريات فلا يشاهدها اللاعبون والمديرون الفنيون وبالتالى لايستفيدون منها ومن اخطر فقرات تلك الاستوديوهات الفقرة التحكيمية وضيوفها من الحكام المعتزلين للعبة والتى تتسبب أحياناً فى إشعال الفتنة بين الجماهير والحكام الحاليين لتتحول الحكاية إلى باب للرزق وجمع المال بطريقة مشروعة..وقد يرد أحد على كلامى بأن الاستوديوهات فرصة لجذب الإعلانات ويمكننى الرد « ماشى الحال» حتى تكسب القناة وتستطيع سداد التزاماتها..
المهم..توقفت أمام اثنين من الاستوديوهات التحليلية لمباريات بطولة السوبر المصرى المقامة حالياً فى الإمارات الشقيقة..وهناك فارق شاسع بين الاستوديو الذى تم يوم الجمعة الماضية وبين الاستوديو الذى تم فى اليوم التالى السبت..والفارق كان فى مقدم البرنامج..فى الأول تمت استضافة عدد من كبار الصحفيين الرياضيين ولاعبى الكورة ومسئولين فى الأندية المشاركة فى البطولة..وتمت مقاطعتهم كثيراً من مقدم الاستوديو بل وصل به الحال للكلام بلهجة التحدى مع الصحفى الكبير خلال مناقشة القضايا والظواهر المختلفة وعلى حد علمى المتواضع أن المذيع من حقه الإدلاء برأيه فى حدود اختصاصه ولايجب أن يدخل فى جدال مع ضيوفه أو يقاطعهم لدرجة أن الصحفى الناقد الرياضى قال مرتين تلاتة فى ضيق «استنى بس أما أكمل كلامي»..بالإضافة إلى ميله الواضح للون فانلة معين..
وفى اليوم التالى كان مقدم الاستوديو المذيع الإماراتى الشهير يعقوب السعدى ورغم أن العالم كله يعرف أنه أهلاوى إلا أن المشاهد لم يشعر بذلك خلال كلامه بالإضافة إلى موضوعيته فى الأسئلة وإعطاء الضيوف الفرصة كاملة لإبداء رأيهم.. وكل من شاهد الحلقة شاهد حجم الفرحة فى عيون الضيوف وهم يعبرون عن شعورهم بالسعادة لأنهم فى ضيافة الإمارات ويعقوب السعدى الذى أجاد كعادته فى الانتقال من قضية لأخرى بمنتهى السلاسة وبدون مضايقة للضيوف أو «فذلكة» عليهم..
بدون مجاملة أو غرض شخصى ومش عيب إننا نشوف النماذج الناجحة على مستوى العالم ونتعلم زيهم»..!!