لليوم الـ 16 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى عمليات الإبادة الجماعية التى ينفذها فى شمالى القطاع، عبر قصف وحرق مناطق سكنية كاملة فى مخيم وبلدة جباليا وبلدتى بيت لاهيا وبيت حانون، بينما يمنع وصول الطعام والمياه والدواء لعشرات آلاف الفلسطينيين المحاصرين داخل هذه المناطق.
وأقدم الاحتلال على ارتكاب مجزرة جديدة فى بيت لاهيا حيث شنت طائرات الاحتلال الحربية غارات عنيفة على مشروع بيت لاهيا، ودمرت مربعا سكينا بالكامل على رءوس المواطنين، ما أدى لاستشهاد نحو 80 مواطنا، وإصابة العشرات، فيما لا يزال العديد تحت الأنقاض، لترتفع حصيلة ضحايا الحرب على القطاع إلى 42 ألفا و603 شهداء.
وذكرت مصادر محلية أن طائرة مسيرة من نوع «كواد كابتر» أطلقت النار على خيم النازحين فى ساحة مستشفى العودة، واستهدفت بشكل مباشر مركبة إسعاف. كما أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن جيش الاحتلال طالب الطواقم الطبية بإخلاء مستشفيات شمال قطاع غزة وتركها على الفور.
ووصلت دبابات الاحتلال إلى مراكز الإيواء واعتقلت مئات الشبان واعتدت عليهم بالضرب وأطلقت النار واجبرت النساء على النزوح نحو مدينة غزة.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية خليل دقران أمس إن الاحتلال يقصف مربعات سكنية كاملة فى بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون، مؤكدا أنه مازال يواصل سياسة التطهير العرقى والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.
فى الوقت نفسه، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق القطاع فى اليوم 380 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحي، حيث ارتكب الاحتلال ثلاث مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 19 شهيدا و91 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
فى وسط القطاع، اصيب خمسة مواطنين فى قصف إسرائيلى استهدف خيمة تؤوى نازحين بمدينة دير البلح ، كما استشهد طفل فلسطينى فى قصف غرب النصيرات بعد ساعات من استشهاد اربعة مواطنين اثر قصف مدفعى استهدف المخيم.
وندد المنسق الخاص للأمم المتحدة للسلام فى الشرق الأوسط تور وينسلاند بالغارات الجوية الإسرائيلية على بيت لاهيا فى قطاع غزة، والتى أودت بحياة العشرات ، وقال إن المشاهد «مروعة» ودعا إلى وقف الهجمات وحماية النازحين الفلسطينيين.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إنّ الفشل الدولى فى وقف حرب الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطينى بات غطاءً تستغله حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لتنفيذ المزيد من الجرائم والإبادة كما هو واضح فى شمال قطاع غزة.
وأضافت أنّ الاحتلال ينفذ الإبادة الجماعية بأوضح صورة على سمع وبصر العالم، من حصار وتجويع وتهجير وتدمير ونسف للمبانى وقصف بالطيران واستهداف لجميع المراكز الصحية وارتكاب المجازر، كان آخرها مجزرة مشروع بيت لاهيا، كما يجبر المواطنين فى الشمال على النزوح تحت القصف أو القتل الفردى والجماعي.
فى السياق، قالت وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن 20 ألف فلسطينى أجبروا على الفرار من مخيم جباليا شمال قطاع غزة بحثًا عن الأمان، بما فى ذلك من هم فى ملاجئ الوكالة.
وأفادت الأونروا، فى بيان وزعه مكتبها الإعلامى فى غزة، أن الناس فقدوا كل شيء، وهم بحاجة إلى كل شيء، وشددت على أنه تم الإبلاغ عن نقص حاد فى الوقود والإمدادات الطبية فى آخر المستشفيات المتبقية، وأن نقص الوقود يؤثر أيضا على إمكانية الحصول على المياه.
من ناحية أخري، استباح آلاف المستوطنين، امس المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق والقدس القديمة فى رابع «أيام عيد العرش» اليهودي.
وانتشرت قوات الاحتلال بقواتها فى شوارع البلدة القديمة وعلى أبوابها والاقصي، وفى كافة الطرقات المؤدية اليه، ووضعت السواتر والحواجز الحديدية فى الطرقات واغلقت بعضها.
ونفذ 1399 متطرفا من المستوطنين والطلبة اليهود من بينهم كبار الحاخامات ووزراء فى حكومة الاحتلال واعضاء كنيست، المسجد الأقصى عبر باب المغاربة الذى تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه، على شكل مجموعات متتالية. وقام المستوطنون بالصلاة فى المسجد الاقصي، بشكل جماعى وعلني، «انبطاح وحلقات رقص وصلاة» كما نفخوا بالبوق فى الأقصي، بحراسة قوات الاحتلال.
كما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الحرم الإبراهيمى فى البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، لمدة يومين، بحجة الأعياد اليهودية.
وقال مدير عام أوقاف الخليل غسان الرجبي، فى تصريح وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية»وفا»، إن قوات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمى وأروقته بوجه الفلسطينيين لمدة يومين، فى إطار التقسيم الزمانى والمكاني، الذى سرق حوالى 36٪ من أروقته بشكل دائم، مستنكرا عمليات الإغلاق المتواصلة للحرم الابراهيمي، حيث يسمح الاحتلال للمستوطنين استغلال الحرم بكافة أروقته، وبشكل استفزازي».
كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت ارتفاع عدد الشهداء فى الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، برصاص الاحتلال ومستعمريه إلى 759 شهيدا، منذ السابع من أكتوبر 2023. وأوضحت الصحة فى بيان مقتضب أن من بين الشهداء 165 طفلا، و18 امرأة، إضافة إلى تسجيل أكثر من 6500 إصابة فى الفترة ذاتها.