عظيم أن يلتقى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بالمفكرين، وقادة الرأى العام، وأيضا الحرص أسبوعيًا على إحاطة الإعلام والمواطنين بمستجدات المشهد فى مصر وما يهم الوطن والمواطن.. وعقد لقاءات لبناء الوعي، والفهم الصحيح، لكن من وجهة نظرى أن هناك ما يمكن اضافته لهذه الرؤية الثاقبة، وأدعو دولة رئيس الوزراء أن يضع فى اجندته لبناء الوعي، وصناعة رأى عام يرتكز على الشفافية والمصارحة بأهم التحديات التى تواجه الوطن، وأيضا شرح لما يواجه الدولة المصرية من تداعيات للأزمات الإقليمية والدولية، وهو ما جعل رئيس الوزراء يتحدث عن حالة اقتصاد الحرب، حتى وإن كنا ليس طرفًا فى صراع مباشر أو حرب مباشرة مع أى دولة لكن ما يحدث فى المنطقة، يرمى بظلاله وتأثيراته الصعبة على الاقتصاد وأيضاً ــ الطاقة وحركة التجارة العالمية، ووصول السلع الأساسية، وتكلفة الحصول عليها وأسعارها العالمية بسبب الاضطرابات والصراعات التى خلقت أوضاعًا وظروفًا غير طبيعية تزيد من فواتير اقتصادية وأيضا خسائر اقتصادية مثلما حدث فى اضطرابات البحر الأحمر وتأثير ذلك على إيرادات قناة السويس التى فقدت 6 مليارات دولار خلال الفترة الماضية وارتفاع أسعار الطاقة وبرميل البترول مع تزايد التصعيد، والتوترات، واحتمالية دخول المنطقة فى حرب شاملة أو إقليمية ، فى ظنى أن حالة المنطقة، وما يحدث فيها من صراعات وتداعياتها، وتأثيرها على الداخل، يتطلب بناء وعى حقيقى شامل واحاطة المواطن بالتفسير والشرح، وما طبيعة هذه التداعيات والتحديات التى تخلقها هذه الظروف، وأيضا موقفنا منها، وجهودنا لاحتوائها وهذا الوعى والفهم لطبيعة ما يحدث هو أمر مهم للغاية، من هنا حركة وسرعة بناء هذا الوعى الحقيقى يجب أن تكون عاجلة، وبشكل أوسع يتجاوز القامات الفكرية والنخبوية ويمتد إلى كافة الفئات خاصة الشباب لذلك من المهم أن نفكر معا فى كيفية الوصول إلى تحقيق هدف بناء الوعى ونشره، ومن الجيد أن الدكتور مدبولى يتبنى سياسة الحديث والتواصل المستمر مع الناس متسلحًا برؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى وحرصه على التواصل مع المصريين بصراحة وشفافية، وبلغة سهلة، والحديث فى كافة الموضوعات والملفات والقضايا، وهو ما يبنى وعيًا حقيقيًا وفهمًا صحيحًا لدى الناس، ونجحت سياسة الرئيس السيسى فى تحقيق هذه الأهداف لكن فى ظل هذه التحديات والملفات، والتصعيد فى المنطقة، وقضايا الداخل والخارج، يحتاج الأمر إلى تحركات أخرى فى دائرة بناء الوعي، خاصة رئيس الوزراء والوزراء، وفى ظنى أن أهم فئة يمكن استهدافها هى الشباب وهم فى حاجة إلى بناء سياق شامل للفهم لما يجرى فى المنطقة وفى الداخل وجهود مصر وموقفها، ودورها، وما تفرضه هذه الظروف على الواقع المصرى فى ظل حملات ممنهجة ومتواصلة، ومخططة لنشر الاكاذيب والشائعات، والتشكيك والتشويه، التى تستهدف العقل المصري.
لذلك أدعو الدكتور مصطفى مدبولى للتمهيد والتخطيط لعقد لقاءات مستمرة ودورية مع شباب الجامعات فى قاعات تتسع للآلاف، ويمكن أن نصفها بجامعات القاهرة الكبري، وجامعات الوجه البحرى والدلتا، وأيضا جامعات الصعيد والجامعات الخاصة والدولية، وجامعات سيناء والقناة، وهى فرصة أمام رئيس الوزراء، أن يستعرض للشباب تفاصيل الجهود المصرية وما تحققه الدولة على درب التقدم، وحصاد التنمية، وموقف الاقتصاد المصري، فى ظل تداعيات الصراعات بالمنطقة وموقف مصر من هذه الاضطرابات، وما وصلت إليه الدولة المصرية، و كيف تواجه مصر هذه الظروف الصعبة التى فرضت عليها، و كذلك الموقف المشتعل على كافة الحدود فى كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وما حققته رؤية البناء والتنمية فى البلاد، وما تقدمه الدولة من فرص ومناخ للشباب لاكتساب التعليم الجيد ومهارات ما تحتاجه سوق العمل.
فى ظنى أن مثل هذه اللقاءات التى تجمع بين رئيس الوزراء وشباب الجامعات من شأنها أن تضع تفسيرات لما يحدث، ويتبنى وعيًا شاملاً حول كافة القضايا والتحديات ويضع الشباب أمام حقائق على أرض الواقع وهنا نفتح باب الحوار المفتوح بين رئيس الوزراء والشباب، بقلب وعقل مفتوح، والاستماع إلى أبنائنا من الشباب والرد على تساؤلاتهم، تحصينًا لعقولهم من حملات ضارية لتزييف الوعي، وأكاذيب وشائعات وتشكيك لا تتوقف.
شباب الجامعات، نوعية خاصة وذات خصوصية وعقول تفكر وتريد أن تعرف، لذلك من المهم، أن توفر وزارة التعليم العالى لقاءات دورية مع مختلف الوزراء فى مجالات مختلفة والشباب للحديث عن جهود الدولة المصرية، وبطبيعة الحال فإن لقاءات الدكتور مدبولى بشباب الجامعات ستكون أكثر تأثيرًا، ومغزى ونتائج ايجابية.
كل الاحتمالات، مفتوحة فى المنطقة والعالم ولا أحد يعرف ماذا تخفى الأيام، وإلى أين تذهب المنطقة، وما قد يفرض علينا لذلك فإن استمرار اصطفاف ووعى وفهم الجبهة الداخلية أهم سلاح فى هذا التوقيت الدقيق بل وفى كل الأوقات، لذلك علينا أن نبادر فى التواصل وعقد اللقاءات مع الشباب، سواء فى الجامعات أو أى تجمعات شبابية أخرى مع الاستمرار فى الحرص على التواصل سواء بلقاءات مع المفكرين أو الإعلام، أو المؤتمرات الصحفية، فالمعلومات والحقائق هى الضمان الحقيقى لاجهاض محاولات تزييف الوعى.
أيضا من المهم الاشادة بحرص الدولة طبقًا لتوجيهات الرئيس السيسى بالتوسع فى اقامة الجامعات التكنولوجية فى مختلف ربوع البلاد، وفى رأيى أنها فرصة عظيمة وثمينة لإعداد جيل قادر على استيعاب متطلبات سوق العمل المحلى والإقليمى والدولي، وفرص أمام الشباب من خريجى المدارس والدبلومات الفنية الصناعية لاستكمال تعليمهم الجامعى يتيح لهم الجمع بين العمل اليدوي، وحمل المؤهل الجامعي، لزيادة المهارات، والقدرات، وأيضا التخلص من «عقدة اجتماعية».. طالبنا كثيرًا بتمكين طلاب المدارس الفنية الصناعية بالالتحاق أو التوسع فى الالتحاق بالجامعات لتغيير النظرة إلى خريج التعليم الفني، بل وسوف يدعم هذا التوسع فى إنشاء الجامعات التكنولوجية للتعليم الفني، ويحفز من الاقبال على الالتحاق بهذا النوع من التعليم وهو المطب الذى يدعم مسيرة الصناعة والاقتصاد المصري، بل ويعيد الفنيين المصريين المهرة إلى سوق العمل الخارجى فى دول العالم، أو يزيد من القدرات الصناعية والتكنولوجية فى مصر، وفى كلتا الحالتين المستفيد هو الاقتصاد المصري، لكن تفكير وتوجه الدولة إلى دعم التعليم الفنى وخريجيه بالالتحاق بالجامعات التكنولوجية يستحق الاشادة والتحية، وأتمنى أن يكون فى المتناول وعدم المبالغة، فى المصروفات والتوسع فى المنح للفئات غير القادرة لأن المكسب وطنى بالدرجة الأولي، ومن هنا الحكومة تسير فى الطريق الصحيح مع الشد على يديها بضبط الأسواق والأسعار فى ظل هذه الظروف لصالح المواطن والجبهة الداخلية.. تحيا مصر.