لا شك أن امتلاك الفرد للثقافة السياحية تساعده فى أن يتعامل بشكل صحيح مع الأماكن السياحية والتاريخية والضيوف القادمين لزيارة هذه الأماكن، كما يُسهم فى تنمية الولاء والانتماء والاعتزاز بمقدرات الوطن وحضارته، وهذا يجعلنا نهتم بتزويد جموع الشعب بالمعلومات التى تزيد من مستويات الوعى السياحى لديهم.. حيث يعمل ذلك على تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو السياحة وتنوعاتها وأماكنها المختلفة.
الثقافة السياحية تعمل على إحاطة المواطن بما تمتلكه الدولة من أماكن، وما بها من مقدرات طبيعية وصناعية، وصورة المقومات السياحية التى تتمثل فى الخدمات والتسهيلات المقدمة للسياح، وما دشن من بنية فوقية وتحتية تساعد فى الانتقال والاتصال بشكل يسير، وكذلك آليات التسويق التى تسهم فى الجذب السياحى على المستويين المحلى والدولي.
فى هذا الخضم، ننشد من الثقافة السياحية شمول التوعية المجتمعية بتعريف المواطن بما لديه من مقومات سياحية وأماكنها، ومن ثم يستكشف النشاطات السياحية فى البيئات المختلفة.. ليقرر كيف يقضى وقته فراغه، أو أجازته، أو رحلات الاستمتاع والاستجمام التى ينتوى القيام بها، وهنا يدرك الفرد كل ما يخص الأماكن السياحية وبما بها من مقومات تعد جاذبة ومناسبة بالنسبة له ولذويه.
لا تتوقف أهمية الثقافة السياحية عند حد تنمية الوعى وزيادة الخبرة.. لكن الأمر يكمن فى عمق الفهم للحضارة وما تتضمنه من تراث، وما يشمله من عادات وتقاليد وقيم شكلت صورة الثقافة وتاريخها عبر الزمان، وبالطبع تعرف طرائق الحفاظ على ما لدينا من مقدرات حضارية، وآليات التفكير حول استثمارها بصورة تواكب التطور التقنى المتسارع، والمشاركة فى الخطط المستقبلية التى تستهدف تطوير الأماكن السياحية بشكل يحقق تنشيط قطاع السياحة بما يسهم فى زيادة الدخل القومي.
نؤكد أن التنمية السياحية يسهل القيام بها حال انتشار الوعى السياحى لدى المجتمع المحلي، وصقل خبرات من يعملون بقطاع السياحة، وهنا ينبغى أن نعمل وفق مخططات ممنهجة عبر المؤسسات المختلفة بتنشيط الرحلات الميدانية للمناطق السياحية والأثرية والتاريخية والترفيهية بوطننا الحبيب.. حيث نستطيع أن نعضد الثقافة السياحية ونغرس قيمها وننمى الاتجاهات الإيجابية تجاه هذا القطاع الذى يعتبر مورداً مهماً للدولة المصرية.
يجب أن نعى أهمية وفعالية القدرة على الاقناع من خلال الميدان.. فعندما يشاهد شبابنا ما لدينا من مقومات وما بذل من جهود من أجل تطوير القطاع السياحي.. فإن تصوراته سوف يتم تعضيدها، ومن ثم يسهل دمج المفاهيم فى صورتها النظرية مع أرض الواقع.. فيكتمل شكل الخبرة ويتكون الوجدان الراقى تجاه قطاع السياحة المصرية الذى أضحى فى مقدمة أولويات واهتمامات ورعاية الدولة ومؤسساتها الوطنية وقيادتها السياسية.